المكسيك: احتجاجات في مواجهة قتل النساء

عنف يودي بحياة ما معدله عشر نساء يوميًّا

تظاهرت مئات النساء في مدينة مكسيكو تنديدًا بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وهو عنف يودي بحياة ما معدله عشر نساء يوميًّا في المكسيك بحسب الأرقام الرسمية. التظاهرة، التي جاءت في إطار اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، امتدّت على طول جادة “لا ريفورما” وصولًا إلى ساحة “زوكالو” المقابلة للقصر الوطني، في مشهد يعكس حجم الغضب المتراكم لدى النساء تجاه منظومة باتت العنف أحد مخرجاتها اليومية.

العنف ليس حدثًا معزولًا، بل تجربة جماعية تعيشها أغلب النساء.

 أرقام تكشف عمق الأزمة

تُظهر بيانات الأمم المتحدة أنّ 70% من النساء المكسيكيات فوق سن الخامسة عشرة تعرّضن لشكل من أشكال الاعتداء مرةً واحدةً على الأقل في حياتهن، وهو رقم يكفي وحده ليكشف أنّ العنف ليس حدثًا معزولًا، بل تجربة جماعية تعيشها أغلب النساء. وفي عام 2024 فقط، قُتلت 3430 امرأة نتيجة تعرّضهن للعنف، من بينهن 829 امرأة قُتلن فقط لأنهن نساء، وهي جرائم تُصنّف ضمن قتل الإناث وغالبًا ما تترافق مع عنف جنسي أو يكون الشريك هو الجاني.

رموز الذاكرة والغضب: مشهد الشارع المكسيكي

في التظاهرة ارتدت نساء كثيرات الأسود، فيما حملت أخريات مناديل وقمصانًا بنفسجية، أو صلبانًا وردية كُتبت عليها أسماء ضحايا قتل النساء. لكن الرمزية لم تكن وحدها الحاضرة، فقد حملت كل امرأة قصة، وكل قصة امتدادًا لحقيقة بنيوية أوسع.

أليخاندرا بيريز في مواجهة منظومة بطيئة

من بين المشاركات كانت المحامية أليخاندرا بيريز، التي ما تزال تعيش خوفًا دائمًا منذ أن تسبّب شريكها السابق لها بإعاقة مؤقتة نتيجة الضرب. لم تخرج بيريز للتظاهر فقط، بل لتواجه وجهًا لوجه نظامًا قضائيًّا يخيّب النساء. رفعت لافتة تُظهر صورة الرجل الذي تتّهمه بالاعتداء عليها، وهو والد ابنتها أيضًا.

وقالت بيريز، إنّها تقدّمت بدعوى ضده قبل ثلاث سنوات، لكنه لا يزال هاربًا من العدالة، فيما يبقى النظام القضائي بطيئًا إلى حدّ يدفع كثيرات من النساء إلى التحقيق بأنفسهن، بحثًا عن الحقيقة أو العدالة التي ترفض الدولة تقديمها لهن.

“فرنس برس”

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد