مجددًا لبنان الأسوأ عالميًا لناحية حقوق النساء مع فجوة 97% في المجال السياسي و90% في المراكز القيادية

في كل مرّة يصدر فيها تقرير دولي لتقييم تقدّم الدول في مجال المساواة بين الجنسين، يعمّق خيبة الأمل حول واقع لبنان الذي يدّعي ظاهرًا الحقوق والحريات فيما ينزلق إلى القعر عندما يتعلق الموضوع بحقوق النساء. ووفقًا للتقرير السنوي للعام 2018 الصادر حديثًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يعتبر لبنان من بين أسوأ دول العالم ال149 التي استهدفها التقرير لناحية التفاوتات بين الجنسين في أربعة مجالات هي التعليم والصحة والفرص الاقتصادية والتمثيل السياسي. وقد جاء لبنان في المرتبة 140 عالميًا حيث تفوّقت عليه غالبية الدول العربية من بينها الأردن وموريتانيا والبحرين وقطر وتونس… أمّا الدول العربية الأربع الوحيدة التي سجّلت تفاوتات بين الجنسين أكثر من لبنان فهي السعودية، سوريا، العراق واليمن الذي جاء في المركز ال149 أي الأسوأ عالميًا.

وصنّف لبنان من بين الدول الأربع الأكثر تأخّرًا لناحية التمثيل السياسي للمرأة حيث لا يزال عليه أن يسدّ 97% من الفجوة بين الجنسين في هذا المجال. وجاء لبنان بين ست أسوأ دول لناحية تبوّأ النساء للمناصب القيادية في العمل حيث لا يزال عليه ردم 90% من الفجوة في هذا المجال.

وبالعودة إلى النتائج العامة للتقرير، وعلى الرغم من أنه يتحدث عن حصول تقدم في مجال المساواة في الأجور هذا العام مقارنة بعام 2017، أشار إلى أن هذا التقدم قابله انخفاض في تمثيل النساء في المجال السياسي، إلى جانب عدم المساواة في حصولهن على الصحة والتعليم، خالصًا إلى أن “النساء ربما يحتجن إلى عدة قرون لتحقيق التكافؤ بين الجنسين في أماكن العمل في جميع أنحاء العالم”. ويضيف التقرير أن الفجوة بين الجنسين تضيق إلى حد ما في مجال الفرص الاقتصادية فقط، حيث انحسرت الفوارق في الأجور على مستوى العالم إلى 51 في المئة في عام 201، ولكن عدد النساء اللواتي يشاركن في القوى العاملة حاليا أقل نسبيا من الرجال.

ووفقا للمعدلات الحالية، يرى التقرير أن الفجوة بين الجنسين على مستوى العالم في معظم المجالات لن تردم قبل 108 أعوام، فيما يحتاج مجال العمل إلى 202 عاما لإزالة جميع الفروق بين الجنسين. وتتفاوت قدرة الدول على تجاوز الفوارق بين الجنسين، فعلى سبيل المثال تستطيع دول أوروبا الغربية سد الثغرات بين الجنسين في غضون 61 عاما، في حين ستستغرق الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 153 عاما لتحقيق ذلك.

وعموما يظهر التقرير أن بلدان شمال أوروبا سيطرت مرة أخرى على قمة ترتيب الدول التي يتساوى فيها الرجال والنساء، فجاءت أيسلندا أولا تليها النرويج والسويد وفنلندا، فيما تذيلت دول عربية الترتيب باحتوائها على أكبر الفجوات بين الجنسين في البلدان التي شملها الاستطلاع. وفي ما يتعلق بالدول التي تمتلك أكبر 20 اقتصادا على مستوى العالم كانت فرنسا الأفضل، حيث احتلت المركز 12، تليها ألمانيا في المركز 14، وبريطانيا في المركز 15، وكندا 16 و جنوب أفريقيا 19، فيما واصلت الولايات المتحدة تراجعها واحتلت المركز 51.

وفي الختام، ربما أفضل تعبير عن واقع النساء في منطقتنا هو ترتيب الدول العربية عالميًا كما أوردها تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي من الأفضل إلى الأسوأ: تونس المركز 119، الإمارات العربية المتحدة المركز 121، الكويت 126، قطر 127، الجزائر 128، البحرين 132، مصر 135، موريتانيا 136، المغرب 137، الأردن 138، عمان 139، لبنان 140، السعودية 141، سوريا 146، العراق 147 واليمن 149.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد