نواف الموسوي قال كلمته ومشى: إخترت أن أكون أبًا وليس نائبًا

فعلها النائب نواف الموسوي أخيرًا. خلع عنه اليوم عباءة الحصانة النيابية وطلب استقالته من مجلس النواب، بضغط سياسي أم بقرار محض شخصي لا يهمّ. قال كلمته ومشى “بنتي أولًا”، رغم أنه كان سيكون لنضاله من داخل المجلس النيابي أثر أقوى وأفعل في وجه محاكم الطوائف الفاسدة بعدما كشف عورتها عندما كوته نار وجع إبنته غدير.

من يعرف السيد نواف عن قرب يعي أنه يعيش صراع كبير بين سخطه من ممارسات المحكمة الجعفرية الظالمة بحق النساء وبين إنتماءه العقائدي لحزب اللّه والسياسي لكتلة  “الوفاء للمقاومة”. في كل مناسبة كنت ألتقي فيها بالموسوي، وفي كل مرّة أشاركه معاناة النساء مع العنف والتمييز وبشكل خاص بسبب قوانين الأحوال الشخصية، في محاولة لكسب تأييده لقوانين مرمية في أدراج المجلس النيابي هدفها حماية الفتيات والنساء في لبنان، كان يغصّ ويعيد على مسمعي حكاية “غدير” ووجعها على فراق أطفالها. كان يجيبني بالحرف “أنا معكن بس في أمر واقع أكبر من قدرة أي سياسي وهوي صلاحيات الطوائف بالتشريع. أنا دقت الظلم بس ملزم بقرار حزبي”. أذكر جيدًا في كل مرّة كنت أرسل فيها دعوة لسعادته لتحركات أو مظاهرات ضاغطة من أجل حقوق النساء، كان يردّ “الله ياخذ بإيدكن”.

لطالما شعرت بأن الموسوي في المكان الخاطيء، وأنه يعيش تناقضًا بين وعيه المطلق للظلم اللاحق بالنساء وخيارات حزبه الرافضة لأي إصلاح قانوني في هذا الشأن. هذا ما أثبته الموسوي اليوم عبر كشفه بأن إستقالته جاءت لتحييد الحزب عمّا سيقوم به لصالح بناته “أريد أن أتحرّر وأتحمّل مسؤولية كل ما أقوم به بصورة شخصية”.

خيار الموسوي حسم إذًا “بين النيابة والأبوة، إخترت أن أكون أبًا وليس نائبًا. أريد أن أستمرّ بالدفاع عن بناتي دون قيود. واستقالتي من النيابة، لا تعني أنني لم أعد أنتمي لحزب الله”. أمّا بعد الإستقالة فيؤكّد الموسوي بأنّه سيخصّص وقتًا أكبر لبناته خاصًة وأنهنّ تعشن حالة صدمة جرّاء ليلة الإعتداء عليهن من قبل حسن المقداد. ويختم الموسوي “سأكون إلى جانبهن دون أي قيود ولن أتركهن حتّى لا يتجرأ أحد عليهن بسبب غيابي”.

أمّا السؤال الأبرز فيبقى، إلى متى سنبقى نتفرّج على معاناة غدير وأخريات؟ وإلى متى تحكّم تجّار الدين بحقوق وحياوات النساء في ظل حياد مخزي للدولة اللبنانية؟

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد