لبنان: المظهر الخارجي والخيارات الشخصية أداة لتقييم مشاركة النساء في الشأن العام!

كلُّ إناء ينضح بما فيه، ما بالنا بإناء نقيب الصحافة عوني الكعكي الذي ينضح بموروثه الذكوريّ ممثلاً واجهة صحافية بعيدة كلّ البعد عن أخلاقيات المهنة وقواعدها.

بعيداً عن المواقف والمزايدات السياسية، بعيداً عن الفساد المستشري في البلاد، وبعيدا عن الحسابات الحزبية الضيّقة، لماذا مناظرة النساء تستهدف حياتهنّ الشخصية وخياراتهنّ، وأجسادهنّ، لماذا العجز على مواجهة عقولهنّ، قوتهنّ، ذكائهنّ، مسيرتهنّ أو حتى انجازاتهنّ.  

نقيب الصحافة وفي مقالة كتبها في صحيفة الشرق تحت عنوان “الرئيس غسان منيف عويدات… «بيّضتها»” في نيسان أبريل 17، 2021، كتب بالحرف في معرض وصفه القاضية غادة عون ما مفاده “وهذه السيدة غير المتزوّجة، لا بد أنها تعاني صحّياً من أمراض عدة…”، في عبارة تعكس ما تعانيه النساء في لبنان من عنف سياسي وإعلامي وضغط تفرضة منظومة مجتمعية ذكورية على كل امرأة تدخل المعترك السياسي في البلاد، وتحاربها منظومة أبوية تحرص على إبقائها في الأدوار التقليدية لاستسهال استغلال دورها ووجودها.

ومن هنا فإن العنف السياسي ضد المرأة في لبنان لم يبدأ مع القاضية عون بعيدا عن أدائها بل هو ضمن مسار طويل متشعب، مباشر وغير مباشر، وهو انتهاك جدّي لحقوق الإنسان وعائق أمام تحقيق المساواة بين الجنسين، والذي يتجلّى بشكل واضح في تمثيل النساء في البرلمان النيابي وهنّ 6 فقط من أصل  128 مقعد، ناهيك عن التمييز على أساس النوع الإجتماعي التي تواجهه النائبات في البرلمان تحديداً، بعضها خرج إلى الإعلام وبعضها بقي في أروقة البرلمان.

وهنا نستذكر السجال  الذي وقع بين وزير المهجرين ​غسان عطالله​  والنائبة ​بولا يعقوبيان​ على إحدى شاشات التلفزة، حيث اتهم عطالله النائبة يعقوبيان  في معرض نقاش سياسي بأنَّها “وصلت الى النيابة بطريقة غير أخلاقية لترد عليه يعقوبيان بالقول “من غير المعقول أنه كلما انتقدنا أحد من ​التيار الوطني الحر​ بما يتعلّق بالآداء السياسي يرد علينا بمواضيع الشرف، الشرف ليس بين الرجلين انما بالرأس وهذا ما لا تملكه. “

ما بدر من نقيب الصحافة عوني الكعكي تجاه القاضية عون يتوجب تحرك فعلي، يضع النقاط على الحروف، ويقصي كل شخصية تمييزية تسئ للنساء وتخطابهنّ بلغة لا تليق بهنّ.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد