منع دفن النساء قبل تحديد هوية القتلة في إقليم كردستان
في ظل تصاعد وتيرة العنف ضد النساء في إقليم كردستان – العراق بشكلٍ مقلق، عثرت قوة أمنية بتاريخ 13 كانون الثاني/ديسمبر الجاري، على جثة سيدة ملقاة قرب مقبرة في منطقة “بكره جو” في ضواحي السليمانية، ويظهر على جسدها آثار قتلها بالرصاص.
وعقب العثور على جثمان السيدة بساعات، أصدرت السلطات في الإقليم توجيهاً يقضي بـ”منع دفن النساء اللواتي تعرضن لجرائم قتل قبل تحديد هويتهن وظروف الجريمة وهوية المتورطين فيها أيضاً”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، عن رئيس قسم شؤون “الجندر” في مكتب نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان-العراق.
ولفتت إلى أن “نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني وجه بعدم دفن جثة السيدة التي عثر عليها، قبل تحديد هويتها”، في إطار القرار الذي يهدف إلى محاولة “الحد من الارتفاع المقلق لهذه الجرائم، وسد الثغرات في طرق التعاطي الرسمي الحكومي معها”، بحسب مراقبين.
في هذا الإطار، نقلت وسائل إعلام محلية في وقتٍ سابق عن الناشطة النسوية في الإقليم زينو رشيد، قولها إن “الإحصائيات المعلنة من قبل المؤسسات الحكومية في كردستان، تبين أن 40 سيدة وفتاة تعرضن للقتل أو الحرق أو الانتحار لأسباب ودوافع مختلفة خلال الأشهر الأربعة الماضية”. وأوضحت أن “هذه الإحصائيات غير دقيقة، ونعتقد أن العدد أكبر، ويزداد كل يوم”. إذ أن عدداً كبيراً من النساء والفتيات يقعن سنوياً ضحية القمع والتعنيف في الإقليم، وتتعرض كثيرات منهن للاعتداءات والعنف بمختلف أشكاله وصولاً إلى القتل تحت ذرائع رجعية مثل ما يسمى “حماية الشرف” و”غسل العار”.
من جهتها، أكدت الحقوقية كزال عبد القادر أن “مئات النساء قتلن في الإقليم خلال السنوات الماضية لأسباب من بينها الشرف والدين، وتم دفنهن من دون اسم أو عنوان، ضمن كثير من الانتهاكات التي تمارس ضد النساء في محافظات إقليم كردستان العراق”.
يذكر أن الأرقام الصادرة عن المديرية العامة لمناهضة العنف ضد النساء شمالي العراق، كشفت عن زيادةٍ واضحةٍ في معدلات العنف بمختلف الأشكال ضدهن، بعد تسجيل بيانات منخفضة للظاهرة نفسها في فتراتٍ سابقة. كما تصدرت مدينة أربيل حالات العنف ضد النساء بمختلف أشكاله.
وبحسب إحصائية رسمية سجلت 10 حالات قتل و41 حالة انتحار و45 حالة إقدام على الحرق و77 حالة اعتداء جنسي خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، تعرضت لها نساء في مدن عدة في الإقليم. كما بلغ عدد شكاوى العنف التي رفعتها النساء، خلال المدة الزمنية نفسها 8864 شكوى.