د. ساندرين عطالله تعود إلى تيك توك: “يتقبلون العنصرية ويرفضون التوعية”

بعد القرار المخزي الذي اتخذته منصة “تيك توك عربية” بحق أخصائية الجنس العيادي الدكتورة ساندرين عطالله بحظر حسابها، بناءً على خورازمية تبليغاتٍ تنم عن تخلف وجهل بالثقافة الجنسية، عاد الحساب بعد ما يقل عن 24 ساعة بفضل الدعم الذي تلقته بعد انتشار خبر التعطيل.

“الدعم دائماً مهم، ومفيد جداً”، أكدت د. ساندرين، وأشارت إلى “مدى تأثير الضغط الاجتماعي في القضايا الملحّة والمحقة، في تصريحٍ خاص لموقع “شريكة ولكن”.

ولفتت إلى أن “المؤازرة التي تلقتها قناتها بعد انتشار أخبار حول توقيف الحساب، شكّلت ضغطاً على إدارة تيك توك عربية وكانت سبباً في إعادة الحساب”. كما رأت أن “الدعم الذي تلقته يعكس وعي الجمهور واهتمامه بالصحة الجنسية، على الرغم من وجود شريحة أخرى ترفضها وتعتبرها عيباً”.

ترفع عطالله بشكلٍ روتيني مقاطع فيديو تعليمية حول العلاقة الحميمية والمتعة والصحة الجنسية، بالإضافة إلى تشجيع المتابعين/ات لإجراء المزيد من المحادثات حول هذه الحاجة الأساسية، في محاولةٍ لنشر الوعي حولها وتثقيف الجماهير، وهي لا تتوقف عن تلقي التعليقات التسخيفية من قبل الرافضين لنشر التوعية في هذا المجال.

كما اعتقدت في حديثها لموقعنا أن سبب تعطيل حسابها هو “عدم وجود عدد كبير من الموظفين في هذه المنصة في البلدان العربية، ما يصعب الارتكاز إلى تحليل المحتوى قبل حذفه، إنما ترتكز فقط على الخوارزمية أي نظام الحلول الحسابية المتعلق بعدد التبليغات”. وأسفت لأن “هذا الواقع يؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى حذف محتوى ذي معلومات ضرورية ومهمة، بينما يترك المعلومات السطحية ذات المضمون المهين”.

في هذا السياق، أكدت د. ساندرين أنها “منذ بداية نشرها لمواد التوعية الجنسية تتعرض للتبليغات بشكلٍ روتيني ومستمر على فيديوهاتها”. وقالت: “تعرضت في وقتٍ سابقٍ للتبليغ المتكرر ما أدى لمنعي من النشر كعقوبة لأسبوع لما يزيد عن ثلاثين مرة، وصولاً إلى تعطيل الحساب بعد الفيديو الأخير الذي يوضح مكان البظر في نموذج تشريحي، ويتحدث عن اللذة الجنسية عند النساء“.

عطالله التي كانت في طليعة من كسرن العرف المجتمعي الذي يوصم الحديث عن الصحة الجنسية والإنجابية بالعار في الشرق الأوسط، جوبهت جهودها التثقيقية، التي لا شك في أنها ضرورية وأساسية لكل فرد، بالاستهداف السلبي المتكرر من خلال الردود المعيبة والمهينة التي لا تفرق بين المحتوى التعليمي والمحتويات الأخرى، والتي قد تطالها شخصياً في بعض الأحيان.

استفزّ برنامج “حكي صريح مع د. ساندرين” بعض الجمهور العربي الذي لا يستسيغ وعي النساء بأجسادهن وحاجاتهن، لا تلميحاً ولا تصريحاً. والمقطع المصور، الذي حصد ما يزيد عن 30 مليون مشاهدة، استنفرت ضده شريحة لا تتعامل مع هذا النوع من المحتوى إلا على أنه حرام وفسق وفجور”، في الوقت الذي “تتقبل فيديوهات تشيّء النساء وتظهرهن كما لو أنهن سلعة وتهتم فقط بالماديات، ويتفاعل معها كثيرون، ولا يبلّغ عن هذا النوع من الفيديوهات لأنها تهمّه وتعكس نظرته إلى النساء”، بحسب عطالله.

وفي حين اعتبرت أن “كل ما هو يدور في فلك الرجال ويرضي قناعاتهم الذكورية لا يزعجهم”، أضافت: “ممنوع على النساء أن تعرف أكثر، عيب أن تتعرف إلى جسدها وتكتشف اللذه الجنسية”. وأضافت: “يتقبلون العنصرية ويتفاعلون معها، لأنها تمثلهم في بعض الأحيان، ولكنهم يرفضون التوعية”.

كما لفتت إلى أنه “حتى الفيديو المتعلق بكأس الحيض (menstrual cup)، تعرض للكثير من التبليغات، لأنهم يظنون أن التشجيع على استعماله قد يسبب فقدان العذرية وهو مفهوم خاطئ وينم عن جهل، ولا يريدون تصحيح المفاهيم، لأنهم يخافون من وعي الفتيات“. وعبّرت عن استغرابهم، إذ “اعتبروه تشجيعاً للفتيات على الجنس، بينما هو فيديو تثقيفي توعوعي بحت”.

لا تخفي عطالله تعبها من “كم التعليقات السخيفة والسلبية التي تتلقاها مع رفع كل فيديو توعوي جديد”،  إلا أنها عادةً ما تتخطى هذا الجهل بـ”التركيز على التعليقات الإيجابية ربطاً بالحاجة لهذه التوعية”.

وقالت: “في بعض الأحيان لا أعلم ما هي المواضيع والفيديوهات التي أستطيع رفعها، والتي سأضمن عدم التبليغ عنها وتعطيلها، لأن ذلك قد يشكل حاجزاً بين المعلومة والمتلقي، وقد لا تصل الرسالة التوعوية التي أسعى إلى نشرها”. وختمت أن “الموضوع متعب فعلاً، ولكن هناك من يقدّر هذه المعلومات وهناك من يحتاجها، لذا سأتابع”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد