شوّه وجهها بالأسيد لأنها رفضته.. “أنقذوا الأميرة مريم”
“شفت القاضي متعاطف مع المجرم أكثر من ما هو متعاطف مع ابنتي”، غصة ممزوجة بالحزن والقهر وخيبة الأمل عبّر عنها والد العراقية مريم الركابي، ضحية التفلّت الذكوري والتسلط المكفول عرفياً.
مريم، التي كانت تنام بأمان في غرفتها، أغمضت عينيها أميرة تحرس أحلامها وآمالها، وفتحتهما أسيرة للآلام والقهر والمعاناة، بعد أن تسرّب المجرم إلى غرفتها ورمى على وجهها مادة الأسيد الشديدة الاحتراق، ما تسبب بتشوهاتٍ خطيرةٍ في وجهها وأنحاء مختلفة من جسدها.
العائلة المفجوعة بتشويه ابنتهم، “الأميرة الصغيرة” كما يُطلق عليها في معهد الفنون الجميلة الذي تنتسب إليه، أفجعهم مرة جديدة تعامل القاضي الذي يتابع قضية ابنتهم. “اتهمها بشرفها”، قال الأب الذي أكد أنه “سيرفع دعوى ضد القاضي”. وأوضح أن “المجرم دخل ملثّماً إلى داري بينما كنت في عملي، كسر الأقفال وتوجه إلى غرفة ابنتي وهي نائمة، والنائم مثل الميت، سرق هاتفها، ورمى عليها المادة الحارقة وهرب”.
وظهرت العائلة في تقرير تلفزيوني مصور على قناة “آي نيوز” العراقية، لبرنامج “مع رفيف الحافظ”، وطالبت بإحالة القضية إلى قاضٍ آخر. الأم التي بالكاد تصبّر نفسها، أكدت أن “كاميرات المراقبة أظهرت كيف كان المجرم يمشي ملثماً على الطريق، وفي يده عصا”، متسائلةً “كيف لم تلتفت إليه القوى الأمنية، بينما المارة كانوا ينظرون إليه؟!”.
“هذا إجرام”، قالت بحرقة، “حتى القاضي متعاون مع المجرم، وكل الناس تقول لي: ما عندك ضهر”، في إشارةٍ إلى أنها غير مدعومة، في الوقت الذي يلقى المجرم دعماً واضحاً من القضاء، بحسب الوالدين. وأضافت والدة الضحية: “إذا ما عندي أحد، إلى أين أذهب؟ّ!”، شاكيةً الإجراءات “غير المبالية والمتقاعسة بحق القضية التي حصلت قبل ستة أشهر”.
“الأميرة الصغيرة” رفضت أن تظهر وجهها الجميل الذي شوهته ذكورية متوحشة، أمام الشاشة. بينما خرج صوتها بنبرةٍ مرتجفة يكسوها الانكسار والحزن. “لا أريد إلا حقي، أريد ممن يخافون الله أن يقفوا معي، أريد أن أخرج من العراق، ليس لدي إمكانية أن أعيش كما السابق”. وكشفت عن احتراق أحلامها وآمالها مع وجهها الجميل، “كنت أحلم بأشياء، بدأت حياتي عندما دخلت إلى المعهد، فرحت كثيراً وكنت أرغب في أن اكمل دراستي في المجال الذي أريده، ولكن فرحتي لم تكتمل”.
في غضون ذلك، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم #أنقذوا_الأميرة_مريم وندد ناشطات/ون بالجريمة، مطالبات/ين الحكومة بمحاسبة المجرم “المستهر” الذي تسبب بتدمير حياة الفتاة وضياع أحلامها، وإنزال أقسى العقوبات بحقه، والتكفل بعلاجها فوراً.