“نوف حية، نوف ما ماتت”!
ظهرت الناشطة القطرية نوف المعاضيد، في 9 كانون الثاني/ديسمبر الجاري في 3 تسجيلات نشرتهن على حساب جديد لها على تويتر. وطمأنت عبرهم المنظمات والناشطين/ت ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن قلقهم/ن من تعرضها لـ”القتل” أو “الاختطاف” أنها بخير.
وقالت المعاضيد في التسجيل الأول إنها “أضاعت رقم حسابها القديم على تويتر ما أدى إلى اختفائها بشكل مفاجئ، وانتشار خبر تصفيتها من قبل الحكومة القطرية”.
وبعد أن شككت بعض الحسابات على منصات التواصل بمصداقية تاريخ تصوير أول فيديو، نشرت الناشطة القطرية فيديو ثانٍ، ذكرت فيه تاريخ يوم التسجيل، وهو يوم الأحد التاسع من كانون الثاني/يناير، للتأكيد على صحة الفيديو وجدتيه.
وبدت الناشطة مبتسمة وهي تقول “نوف حية، نوف ما ماتت” لمشاهديها. وفي فيديو ثالث، قالت الناشطة إنها “موجودة في العاصمة القطرية الدوحة، كما نشرت صورة لكعكة عيد ميلاد وشكرت وزيرة الأسرة القطرية، مريم بنت علي المسند، على ما يبدو لتقديمها الكعكة.
وأعرب بعض متابعي/ات الناشطة عن قلقهم/ن من كونها “مجبرة” على تصوير هذه الفيديوهات، بينما أشار بعضهم/ن إلى أن قولها في نهاية أحد الفيديوهات إنها “ستلتقيهم في تطمينة أخرى” قد تكون دليلاً على أنها ما زالت في خطر.
وقد سبق أن عبرت المعاضيد عن “خشيتها من أن تُقتل”، في فيديو قديم نشرته ضمن تغريدة عبر حسابها الضائع على تويتر. وأكدت “تعرضها لثلاث محاولات اغتيال فاشلة من قبل أسرتها”. كما ناشدت الشيخ تميم لتحميله مسؤولية حمايتها. واعتبرت أنه “الوحيد الذي يستطيع وقف الخطر على حياتي بيديه”. ولفتت إلى “دخول والدها إلى باحة الفندق الذي كانت تقيم فيه، على الرغم من كونه أحد معنفيها الرئيسيين والسبب في هروبها من منزلها”.
وفي أخبار سابقة نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن المعاضيد توقفت فجأة عن نشر تحديثات يومية على تويتر وإنستغرام في 13 تشرين أول/أكتوبر 2021. وأضافت أنها “أبلغت متابعيها ومتابعاتها بضرورة الخوف على حياتها في حال لم تكتب شيئاً”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز الخليج لحقوق الإنسان خالد إبراهيم، قوله إن “المعاضيد ذكرت أنه إذا توقفت عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يعني أنها ميتة”. وفي 04 آب/أغسطس 2020، تحدثت نوف في مقابلة تلفزيونية عن هروبها إلى بريطانيا بسبب العنف الذي واجهته من قبل أسرتها وفشل السلطات في تقديم الحماية لها. ولفتت إلى كيفية هروبها من قطر عبر أوكرانيا بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
ولطالما استخدمت نوف قبل اعتقالها/اختفائها حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بنظام الوصاية، الذي يتطلب أن تحصل النساء القطريات على موافقة الرجال في كل نشاط تقمن به.
أما عن سبب عودتها إلى قطر، فأكدت الناشطة العشرينية أن “الأسباب عائلية” من دون أن توفر تفاصيل إضافية. بينما أفادت وزارة الداخلية البريطانية أنها “عادت طوعاً إلى قطر” في أيلول/سبتمبر 2021.
وكان “مركز الخليج لحقوق الإنسان”، وهو منظمة تتعقب الانتهاكات في الشرق الأوسط ومقرها بيروت، أفاد أن “المعاضيد اختطفت من قبل أفراد عائلتها في وقتٍ متأخرٍ من مساء يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر 2021، بعد أن أمرت السلطات العليا ضباط الشرطة الذين كانوا يرافقونها برفع حمايتهم لها وتسليمها إلى الأسرة”.
وأضاف المركز أن تقارير تسلمها أوضحت أن “المعاضيد كانت قد حصلت على وعد بالحماية قبل عودتها إلى قطر. وبحسب هذه التقارير، يُزعم أن أفراد الأسرة قتلوها في نفس الليلة”.
يسرُّ موقع شريكة ولكن اليوم أن ينقل خبر عودة نوف إلى الحياة ولو عبر تغريدات لا نعرف هاسبب نشرها في هذا التوقيت، ولا نعرف حتى مكان تصويرها ولا سبب نقلها من حسابٍ جديد! لكن الأكيد أنه على وزيرة الأسرة القطرية والحكومة القطرية أن تصرّح وتكشف تفاصيل عن حالتها الصحية والنفسية والجسدية، وأن تسجل تصريحاً يطمأننا أن فعلاً بخير، فنحن لم نطمأن بعد!