لجين الهذلول وشريفة سوار في مواجهة هجمات بيغاسوس
بدأ كل شيء بخللٍ في برنامج التشغيل في هاتف لجين، إذ أتاح خطأ خارج عن المألوف في برامج التجسس الخاصة بـ”إن إس أو” للباحثين في مجال الخصوصية، اكتشاف مجموعة من الأدلة التي تشير إلى اختراق الهاتف، وفقاً لما ذكره 6 أشخاص على علم بالواقعة لوكالة “رويترز”.
وخلال العام الماضي، ربطت سلسلة من المعلومات، التي كشف عنها عدد من الصحافيين والصحافيات والناشطين والناشطات، بما في ذلك مشروع “بيغاسوس” للتعاون الصحافي الدولي، بين صناعة برامج التجسس وانتهاكات حقوق الإنسان، ما أدى إلى مزيد من التدقيق في “إن إس أو” ونظرائها.
لكن باحثين أمنيين يقولون إن “اكتشاف الهذلول كان أول ما قدم مخططاً لشكلٍ جديدٍ قوي من التجسس الإلكتروني، تمثل في أداة اختراق تتسلل إلى الأجهزة من دون أي تفاعل من المستخدم، أي من دون الحاجة إلى الضغط على رابط لتحميل برنامج خبيث مثلاً، ويعد أكثر الأدلة الملموسة حتى الآن على قدرات السلاح الإلكتروني”.
وقالت لينا الهذلول شقيقة لجين، إن “تجربة لجين في المراقبة والسجن جعلتها مصممة على جمع الأدلة التي يمكن استخدامها ضد من يستخدم هذه الأدوات”. وأضافت أنها “تشعر أنها تتحمل مسؤولية مواصلة هذا القتال، لأنها تعلم أنها تستطيع تغيير مجريات الأمور”. واعتبرت أن “الضربات المالية التي تعرضت لها إن إس أو قد تكون الشيء الوحيد الذي يمكنه ردع صناعة برامج التجسس”، مضيفة: “ضربهم الاكتشاف حيث يؤلمهم”.
وأشار الباحث في “سيتيزن لاب” زبيل ماركزاك إلى أن “برنامج التجسس الذي عُثر عليه في جهاز الهذلول يحتوي على رمز يظهر علاقته بخوادم كان سيتيزن لاب ربطها سابقاً بشركة إن إس أو. وأطلق المختبر تسمية “الاختراق القسري” (ForcedEntry) على عملية الاختراق الجديدة. ثم قدم الباحثون العينة إلى شركة “آبل” في أيلول/سبتمبر 2021.
وبناءً على النتائج التي تم الحصول عليها من هاتف لجين، رفعت شركة “آبل” دعوى قضائية ضد “إن إس أو”، في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، لدى محكمة فيدرالية أميركية، اعتبرت فيها أن “مصنعة برامج التجسس انتهكت قوانين الولايات المتحدة من خلال بناء منتجات مصممة لاستهداف مستخدمي ومستخدمات آبل ومنتجاتها آبل ومهاجمتهم/ن وإيذائهم/ن”.