الإمارات تحكم بالاعدام على فداء كيوان .. فلسطينيّة من الـ48
أكد محامي الفلسطينية فداء كيوان (43 عاماً) صدور حكم بالإعدام على موكلته من قبل محكمة إماراتية بتهمة حيازة المخدرات.
وأشار إلى عزمه تقديم استئناف للحكم الذي جاء بعد نحو عامٍ على اعتقال السلطات الإمارتية لكيوان التي سافرت إلى البلاد إثر تلقّيها عرض عمل في مجال تصميم الغرافيك.
وأوقفت كيوان بعد العثور على نصف كيلوغرام من مخدر الكوكايين في منزلها في دبي بحسب الادعاء، بينما نقلت عائلتها إن المخدرات التي عُثر عليها لا تخص ابنتهن/م.
ونقل محاميها تامي أولمان لوكالة فرانس برس أنه “يمكن تقديم الاستئناف في غضون 30 يوماً، لذلك نحن نخطط لهذا الأمر”. كما أكد أنه “يعمل مع كافة السلطات لمساعدتها”.
ولم تتناول وسائل الإعلام قضية كيوان، بسبب خشية عائلتها في حيفا من أن يؤثّر ذلك على مجريات صدور الحكم بحقها.
وعقب صدور الحكم، كشف أفراد عائلتها أنها تعرّضت لما يشبه “الكمين” بعد حصولها على هذا العمل. إذ دخل شخص له علاقة بعملها إلى منزلها لينسّق مع مدير أعمالها، وبعد فترة من مجيئه، اقتحمت الشرطة الإماراتية شقتها واعتقلتها مدعيةً “حيازتها المخدرات والمتاجرة بها”.
كما ذكرت شقيقة فداء من حيفا عبر مقابلة إذاعية أن شقيقتها “اعتقلت في الإمارات قبل نحو عام بعد أن وصلت إليها بهدف العمل”.
وتابعت: “علمنا أنها مسجونة بعد أسبوع ونصف من الاعتقال. وهي اعتقلت بسبب إنسان أدخلها في متاهة ووضع لها غرضاً في بيتها من دون علمها”.
وأكدت عائلتها أنها “تعرّضت للتعذيب لأيام ومُنعت من لقاء محامٍ”، وأنها “اعترفت تحت التعذيب والضغط بذنب لم تقترفه وهي بريئة منه”.
من جهته، أوضح شقيق كيوان، أن “السلطات الإماراتية منعت العائلة من لقاء ابنتهن/م، بعد سفرهن/م إلى البلاد عدّة مرات طالبين/ات مقابلتها، غير أن طلبهن/م قُوبل بالرفض في كل مرة”. ولفت إلى أن شقيقته “بدأت منذ يومين إضراباً عن الطعام”.
التعليقات حول حكم الإعدام بحق فداء كيوان
وفي أعقاب الكشف عن القرار الصادر بحقّها، وتجاهل المؤسسات “الإسرائيلية” المعنية بمتابعة قضيّتها، كونها فلسطينة من أراضي الـ48، أي أنها تُعتبر طبقاً للقانون مواطنة “إسرائيلية”، انهالت تعليقات مؤيدة من المستوطنين/ات الإسرائيليين/ات الداعين/ات لتنفيذ حكم الإعدام بحقّها.
بينما أطلق ناشطون/ات فلسطينيّون/ات وحقوقيّون/ات حول العالم حملة للتضامن مع فداء والدعوة لإطلاق سراحها.
ويبدو من الوقائع أن السبب في تأييد حكم إعدامها، فيعود لكون كيوان كانت تدير محلاً في حيفا ومنعت جنود العدو الإسرائيليين من الدخول إليه، ما أدّى في النهاية إلى حرق مطعمها مرتين، وصولاً إلى إغلاقه وإثارة حملة تحريضية ضدها.
وكتب الصحافي توفيق العيسى: “فداء عملت في رام الله كي تشعر أنها فلسطينية أكثر، وكانت تقول دائماً: بكفي أشوف علم فلسطين مرفوع وناس بتحكي عربي. فداء هي الفتاة صاحبة مقهى في حيفا رفضت استقبال جنود الاحتلال فيه، وهي التي ضجت بها السوشال ميديا وحياها الآلاف منا على موقفها المشرف”.
وتابع: “لا أعرف إن كانت مذنبة أم لا، تضج صفحات الإسرائيليين بالشماتة فيها. والثأر من فداء كونها تعرف نفسها كفلسطينية كان مبرراً لكثيرين للتحريض ضدها وعدم انتقاد حكومة إسرائيل باتخاذ موقف من إعدامها، وهي تحمل جواز سفر إسرائيلي، بل ذهب كثيرون/ات إلى أن هذه القضية لا تخصهن/م، وعلى السلطة أن تنقذها كونها فلسطينية ولا تعترف بإسرائيل. وكانت هذه المطالبات بالتأكيد بقالب ساخر.. فداء من حقها محاكمة عادلة، حتى لو كانت مذنبة ومن المعيب أن تعدم لكونها فلسطينية”.
وقال شقيق كيوان: “عندما سجنت الإسرائيلية نعمة يسسخار في روسيا، قامت إسرائيل، حكومةً وشعباً، بكل ما بوسعها حتى أطلق سراحها في النهاية”.
وأضاف قائلاً: “دعونا نرى ماذا سيفعلون من أجل فداء وماذا يمكن لأعضاء الكنيست (البرلمان) العرب أن يفعلوا”.