تبرير ذكوري لاعتداء مدير مستشفى بنت جبيل على الممرضة التي طالبت بحقها
انتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر احدى الموظفات وهي تتعرض للتعنيف الجسدي والمعنوي والاهانة من قبل مدير مستشفى “بنت جبيل الحكومي” بعد مطالبتها بحقوقها الوظيفية ليأتي تبرير أكثر من ذكوري من قبل المدير الذي فضح نفسه وقال في مقابلة عبر الفيسيوك يبرر فيها لاعتدائه ويذكر فيها ” ما محلها من الاعراب حتي تقف وتمنعني من الخروج” وأن الموظفة استفزته فمد يده عليها.
وفي التفاصيل وثّق أحد موظفي “مستشفى بنت جييل الحكومي” تهجّم مديره، الطبيب توفيق فرج، على الموظّفة فاطمة يحيى، بعد مطالبتها بـ”قبض مستحقاتها”. و يُظهر الشريط دفع فرج للموظفة وتعنيفها لفظياً في ظلِّ مؤازرتها من بعض زميلاتها.
وخلال اتصال مباشر مع الممرضة على موقع بنت جبيل الاخباري والذي خرج بحلقة مباشرة على فيسبوك ردت الممرضة على مدير المستشفى الذي اعتبر انها اجتزأت من الفيديو ولم تنقل الصورة كاملةً، ونفت ما زعمه المدير وقالت” الفيديو يوضح من يعتدي على الآخر” علما أن المدير برر في نفس المقابلة ان الممرضة هي من اعتدت عليه لا وبل اعتدت على المؤسسة!
واضافت الممرضة أن” عندما حمل المدير العصاية ليفتح الباب أخافني، لأنه كان قبل أن يحمل العصاية قد اعتدى عليًّ” وعبرت خلال مداخلتها عن تفاجئها من تصرف المدير، الذي اعطته مهلة وتوقعت أن يعتذر منها لكنه اختار التصعيد والتهديد بالذهاب الى النيابة العامة.
واكدت الممرضة انها كانت تتعرض منذ خمس سنوات لمعاملة وصفتها بالكيدية لأنها تطالب دائماً بحقها، وتمنت في المقابلة ان يجاوبها المدير بما انه يعرف بالقانون لماذا استعمل هذا الاسلوب، وذكرت انه تم خصم عشرة ايام عمل وبقي لها يومين من المعاش الشهري.
أما السبب الذي دفع المدير بضرب الممرضة، لا يخلو من أي ذكورية وكالعادة كان التبرير سلطوي وفوقي، اذ ذكر المدير خلال مقابلة بنت جبيل ” لقد منعتني الممرضة أن اخرج من المستشفى أثناء اعتصام الموظفين/ات والذي كان يحصل بسبب تأخر صرف الرواتب، وتساءل ما هو محلها من الاعراب حتى تمنعني من الخروج.. لقد كنت اريد الخروج من المستشفى ومنعتني، وهي من اعتدت على المؤسسة واعتدت عليّ”.
وفي تبريره لفعلته التي لا تمس للادارة بصلة، قال المدير ” هي من استفزتني وهي التي جرتني كي أمد يد عليها” وهذا التصريح يأخذنا لمشاهد تقتل فيها النساء وتدفن تحت ذريعة الاستفزاز، وكأن الاستفزاز صار تهمة على النساء، وعليهن دائما ان يتجنبنه حتى لا تمد يدي المعنفيين عليهن.
ولذلك، دعت الهيئة التأسيسية لـ”نقابة عاملي المستشفيات الحكومية” ولجان موظفي المستشفيات الحكومية إلى الاعتصام ظهر اليوم الخميس أمام مداخل المستشفيات الحكومية في عددٍ من المناطق.
ووفق بيان لـ”لجنة موظّفي مستشفى صيدا الحكومي” يأتي التحرك في إطار التضامن مع يحيى “التي تعرّضت للتعنيف الجسدي واللفظي أثناء مطالبتها بأدنى حقوقها”، ولـ”مطالبة المسؤولين في وزارة الصحة بمعاقبة المدير على فعلته، وإحقاق الحقوق، وصرف المساعدة الاجتماعية والمستحقات المالية المتأخرة، والإيعاز لمن يلزم بضرورة تطبيق بدل غلاء المعيشة بالسرعة اللازمة”.
علماً بأن موظفي/ات المستشفيات الحكومية نفّذوا/ن تحركات عدّة في الأشهر الماضية احتجاجاً على تأخّر صرف رواتبهم/ن التي فقدت قيمتها الشرائية، بعد انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار.
وفي هذا السياق، أصدرت الهيئة التأسيسية بياناً أعلنت فيه عن التّوقف عن العمل ظهر اليوم الخميس لمدّة ساعة واحدة “على أمل ألّا تتكرر هذه الاعتداءات على الجسم العمالي الطبي في أيّ مكان وفي أيّ زمان”، مطالبةً الجهات القضائية بـ”التحرك بموازاة التحرك الطبيعي الذي ننتظره من وزارة الصحة”.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة أنها استدعت المعنيين/ات بالواقعة لـ”تبيان الحقيقة، وسوف تجري الوزارة تحقيقاً شاملاً وشفافاً حول أسباب ما حصل وملابساته لاتخاذ القرارات اللازمة”
وفي الاطار، دعت لجنة “موظفي مستشفى صيدا الحكومي “للاعتصام امام مدخل المستشفى تلبية لدعوة الهيئة التأسيسية لـ”نقابة عاملي المستشفيات الحكومية في لبنان” وذلك للتضامن مع فاطمة يحيى التي تعرضت للتعنيف الجسدي والمعنوي” وذلك ردا على مطالبتها هي والموظفين في المستشفى بادنى حقوقهم، ومطالبة المسؤولين في وزارة الصحة معاقبة المدير على فعلته لأحقاق الحق. كما، لمطالبة وزارة الصحة بصرف المساعدة الاجتماعية وصرف المستحقات المالية المتاخرة والايعاز لمن يلزم بضرورة تطبيق بدل غلاء المعيشي بالسرعة اللازمة.