إعلان آيس كريم يخدش حياء “الباسیج إرشادي”.. الوصاية على أجساد النساء تدخل سوق الإعلانات
أثار إعلان لشركة “دومينو” للمثلجات، تظهر فيه امرأة تروج لمنتج “آيس كريم” جدلاً واسعاً في إيران، بذريعة أنه “يتعارض مع العفّة العامة” وفيه “عروض وإيحاءات جنسية”.
وأظهر الإعلان امرأة تضع منديلاً على رأسها، وتلبس قميصاً زهري اللون، وتحمل بيدها قطعة مثلجات وهي تتأملها. وأثناء الإعلان، كانت الممثلة تقود سيارتها بين مناظر جبلية، قبل أن تركنها وتأكل من المنتج المروج له.
ووصفت “وكالة أنباء فارس” التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، الجمعة في 1 تموز/يوليو، الإعلان التجاري بأنه “مثير للاشمئزاز لأنه يحمل إيحاءات جنسية وخدشاً للعفة والحياء العام”.
بينما اعتبر البعض الآخر أن مصادرة الإعلان، هو بمثابة وصاية على أجساد النساء، في الوقت الذي يعانين فيه من التضييق والتمييز وسلب أبسط حقوقهن.
كما أفادت وسائل إعلام إيرانية أن منظمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعروفة باسم “الباسیج إرشادي” في إيران رفعت دعوى ضد الشركة.
وقال مدير عام الشؤون القانونية في المنظمة “جعفر صادق منش”، السبت 2 تموز/يوليو ، إن ”المنظمة رفعت شكوى وطالبت المدعي العام والثورة في طهران بمحاسبة الشركة بسبب إهانة كرامة المرأة وتعزيز الفساد والفجور في المجتمع”. وأضاف أن “هذه الإعلانات مخالفة للأعراف الدينية والأخلاقية”.
ويُحظر، بموجب الفصل 8 من قوانين ولوائح الإعلان في إيران “الإساءة إلى النساء والرجال والأطفال والطفلات” على نطاق واسع في الإعلانات التجارية.
كما يمنع الفصل التاسع من القانون نفسه الإعلانات التجارية من اعتماد “معاملة تفضيلية” للذكور أو النساء، واستخدام “الجاذبية الجنسية في الإعلانات”.
وتعتبر شركة دومينو للألبان والآيس كريم، صاحبة الإعلان، من أكبر 3 شركات نشطة في سوق منتجات الألبان والآيس كريم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعاني منها شركات الإعلان من ردات فعل مشابهة، ومصادرات لمرات عديدة في السنوات الماضية، باسم “أجساد النساء والاستغلال الجنسي”.
ففي شهر آذار/مارس 2017، اتهمت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية علامة تجارية للشوكولا “بالاستغلال الجنسي للنساء” في إعلاناتها.
وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2020، أُجبرت شركة “ميهن” لإنتاج الآيس كريم على دفع غرامة بسبب إعلان لها.
وتم تشكيل منظمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران في آذار/مارس 2021، وهي تتألف من 1400 مجموعة جهادية متخصصة في إيران.
وبالإضافة إلى “الحجاب والعفة”، تنشط هذه المجموعات في مجالات “السياحة، والفن والإعلام، والإدارة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والقانون، والثقافة، والعمالة ومكافحة الفساد، والهندسة”.