اعتداء على النساء في ايران برذاذ الفلفل بسبب حضور مباراة!

وثقت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي مهاجمة السلطات القمعية الإيرانية للنساء حاملات التذاكر،  والاعتداء عليهن عبر رش رذاذ الفلفل على وجههن، لمنعهن مرة جديدة من حضور مباراة المنتخب الإيراني وضيفه اللبناني من داخل أرض الملعب، في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم.

وعلى الرغم من عدم وجود قانون مكتوب يمنع الإيرانيات من دخول الملاعب، إلا أن هذه القضية عادت إلى الواجهة مجدداً بعد حظر حضورهن مباراة إيران ولبنان في تصفيات كأس العالم قطر 2022، التي أقيمت يوم 29 آذار/مارس الجاري، على ملعب “الإمام رضا” في مدينة مشهد، شمال شرق البلاد. رغم تخصيص آلاف المقاعد للنساء والفتيات، وشراء كثيرات للتذاكر.

وقد أثار هذا التصرف غضباً عارماً خصوصاً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم حذر النظام سابقاً من هذه الممارسة، وكشفت تقارير صحفية، أن “المنتخب الإيراني لكرة القدم يواجه خطر الاستبعاد من المشاركة في نهائيات كأس العالم في قطر، بعد منع النساء من حضور مباراة إيران وضيفها لبنان في التصفيات”.

وأفادت وكالة الأنباء “إيسنا” أن “نحو 2000 امرأة إيرانية اشترين تذاكر مباراة إيران ولبنان، تواجدن في محيط ملعب الإمام الرضا، لكن لم يتمكنّ من الدخول”.

وتابعت: “بيعت 12500 تذكرة لهذه المباراة، بينها 2000 لنساء”.

ونقل حاكم مشهد محسن دافاري لقناة إيريب العامة: “أعتذر عن عدم تمكن الكثير من الناس من دخول الملعب ومشاهدة المباراة بين منتخبي إيران ولبنان”.

بينما لم ينقل التلفزيون الحكومي الحادث وحاول فرض رقابة عليه عندما ذكرها اللاعب الإيراني علي رضا جهانبخش خلال المقابلة التي أجراها بعد المباراة.

وقال جهانبخش خلال المقابلة المباشرة: “آمل أنه من الآن وصاعداً خلال المباريات على أرضنا، يمكن لنسائنا العزيزات أن يشاهدن المباراة أيضاً”، لكن حذف كلامه عندما تمت إعادة المقابلة.

وكانت السلطات الإيرانية سمحت لمئات النساء الإيرانيات بحضور مباراة نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم في طهران، يوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018. وتم النظر حينها إلى هذه الخطوة على أنها قد تكون فاتحة لنهاية أكثر من نحو 40 عاماً لمنع النساء وحظرهن من حضور مباريات كرة القدم.

إذ يعتبر رجال الدين الذين يلعبون دوراً رئيسياً في صنع القرار، بأنه يجب “حماية النساء من رؤية رجال بسراويل قصيرة”!

وأمر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إيران في أيلول/سبتمبر 2019 بالسماح للنساء بدخول الملاعب من دون قيود وبعدد يحدده عدد التذاكر المباعة.

كما جاء توجيه فيفا وسط تهديد إيران بإقصائها من المنافسات الدولية بعد وفاة مشجعة تدعى سحر خضياري  أضرمت النار في نفسها خوفاً من السجن بسبب محاولتها حضور مباراة.

واعتُقلت خضياري عام 2018 عندما حاولت دخول ملعب وهي ترتدي زي رجل، وفق وسائل الإعلام. في حين أثارت وفاتها احتجاجاً واسعاً ودعا الكثيرون إلى حظر إيران ومقاطعة المباريات.

ويضغط فيفا منذ سنوات لكي تشرّع إيران أبواب ملاعبها أمام السيدات، لكن طهران لم تسمح إلا لعددٍ محدود بحضور المباريات حتى 2019 في مناسبات نادرة.

وانتقدت النساء الإيرانيات تصرف الحكومة وحراس الأمن في مشهد، وأوضحن أن ما يحصل هو نوع من أنواع الفصل العنصري وعلى الفيفا الالتفات إلى هذه الأمور واتخاذ الإجراءات.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد