العنف الزوجي يهدد حياة حنان الشامي.. “هي عبدة عندي أنا دافع عليها مصاري”!

تخاف حنان الشامي (28 عاماً)، أم لولدين، من أن يكون مصيرها كمصير الكثيرات ممن لم تحرّك الدولة ساكناً لحمايتهن في الوقت المناسب، على الرغم من طلبهنّ للحماية.

ما عانته من زوجها المعنف حسين وتار (30 عاماً)، كان كافياً لمواجهة “القال والقيل”، والمواعظ الذكورية، التي ترافق النساء والفتيات اللاتي يقرّرن التمرّد على العنف الزوجي.

حاول رميها من الطابق الخامس!

بعد 7 سنوات، اختبرت خلالها أشكالاً مختلفة من العنف الزوجي، واجهتها بـ”الصبر، والتحمّل من أجل الولدين”، لأنها “لا تريد أن تخرب بيتها”، قررت أخيراً أن ترفع صوتها لمناهضة “العنف والتسلّط والتفلّت”، الذي كاد أن يودي بحياتها.

عنفٌ عزّزه الصمت والتكتّم الذي ورثته، كالكثيرات، عن تعاليم المجتمعات الأبوية.

لم يعلم معنِّفها أن هذه المرة مختلفة عن سابقاتها.

كانت “التدخلات، ومحاولات الإصلاح، تعيدها إليه في كلّ مرة، بعد وعودٍ وتعهداتٍ قطعها كي لا يكرر أذيتها”، بحسب ما أوضحت الناجية حنان الشامي.

إلا أنه في المرة الأخيرة “انتظر عودتها، ليضربها بوحشية ويحاول قتلها”، بعد إصرارها على الطلاق.

كيف كان الأمر؟

في مقابلةٍ هاتفية مع “شريكة ولكن”، شرحت حنان كيف حاول معنّفها “استدراجها إلى شباك غرفة النوم. وطلب مني أن أقترب أكثر، في حين كنت أطلب منه تطليقي”، كاشفةً أنه “كان ينوي رميها من الطابق الخامس”.

وأشارت إلى أنه “في مرةٍ سابقة حاول خنقي. شعرت حينها بأنني أموت”.

وسردت كيف كان يسحبها بشعرها أمام طفليها، وسط خوفهما الشديد، و”يدخلني إلى الغرفة ويجلس فوقي ويضربني”.

وبغصّةٍ واضحة، قالت حنان إنه “في كل مرة كان يعنفني، كان يحاول ممارسة الجنس معي غصباً”.

وكشفت أنه سبق أن اعتدى عليها، وعلى والدتها بسكينٍ قبل 3 أشهر، وقدمت بلاغاً ضده في المخفر حينها.

وأضافت: “أنا أخاف منه كثيراً، ولا أؤمن بأنه لن يؤذيني مجدداً”.

من ناحيتها، قالت خالة حنان، ربى الحاج أحمد الملقبة بـ”أم عمر عجم” لـ”شريكة ولكن”، إنها “انخدعت بمحاولات المعنّف المتكررة لإصلاح الأمر”.

“لجأ إليّ وطلب مني إقناعها لمنحه الفرصة، وللأسف صدقته، بعد أن قطع لي وعداً بأن لا يؤذيها”، قالت ربى.


جاء هذا الأمر بعد أن “هربت حنان من منزلها الزوجي إثر تعرضها للضرب المبرح”. و في يوم عودة حنان إليه نفسه، بعد تغريره بها وبعائلتها بوعودٍ كاذبة لإعادتها، “تلقينا اتصالاً أبلغنا بأن حسن وتار يضرب حنان وقد تموت بين يديه”.

“ضربني وبكى سبقني واشتكى”!

تابعت ربى: “رفعنا دعوى ووكّلنا محامية، بعد عرض حنان على طبيبٍ شرعي، والحصول على تقريرٍ مفصّل بالتعنيف الذي تعرضت له، (اطلعت “شريكة ولكن” على نصه)، من أجل حمايتها، وحصولها على حقها بالطلاق”.

وعلى قاعدة “ضربني وبكى سبقني واشتكى”، شرحت كيف حوّر المعنّف القضية بكل دهاء، وفبرك ضدهن الافتراءات.

فقالت: “طلبنا منه أن يسمح لنا بالدخول إلى البيت لأخذ ثيابها، لكنه لم يتجاوب. فقامت هي بكسر باب منزلها لتتمكن من أخذ بعض حاجياتها. فاستغل الأمر وتوجّه مباشرةً إلى المخفر، واتهمنا بالسطو على منزله، وسرقة مبلغ مالي كبير، ورفع السلاح، وتوعّد بأن يسجننا”.

وأوضحت أنه في مرةٍ سابقةٍ، “لجأت إلى المخفر برفقة حنان، وبلّغنا عن تعرضها للضرب المبرّح، والعض، وشد ونتف الشعر، (اطلعت “شريكة ولكن” على صور التعنيف)”.

كما أكدت أن المخفر “لم يتحرّك للقبض عليه، ولم يقوموا بتوقيفه حتى اليوم”.

وقالت: “وصلنا اتصال من مخفر التل، لإبلاغنا بأننا مطلوبين/ات بتهمة السرقة”.

“أشتري المخفر بأموالي، وهي عبدة عندي”!

وأضافت ربى أن “الشرطي هدّدنا إذا لم نسلّم أنفسنا، فسيصدر بحقنا مذكّرة بحث وتحري”. في حين كان يتمختر المعنّف في الشارع قائلاً: “المخفر إلي، أشتريه بأموالي”.” و “هي عبدة عندي، أنا دفعت ثمنها”!

وشددت على أن “كل ما تطلبه حنان اليوم هو الحصول على الطلاق. لا تريد منه لا مهراً، ولا تعويضاً مادياً عن الضرر الذي ألحَقه بها بفعل التعنيف المستمر، لكنها تريد أن تتجنب أي خطر جديد”.

وبيّنت أن حنان “عانت من التعنيف الأسري، وسوء المعاملة لفترةٍ طويلة. وأعطت زوجها فرصاً متكررةً، على أمل أن يتحسّن طبعه، ولكثرة ما كان يبتزها عاطفياً، ويعدها بأنه سيتغير”.

ترفع حنان الشامي صوتها اليوم، لتطالب الدولة اللبنانية والجهات المختصة حمايتها من المعنّف، الذي تمادى مراراً وتكراراً “لأنه ما في دولة”.

وكل ما تريده هو الطلاق وحمايتها من أي تعنيفٍ أو خطرٍ جديد، ومن أي افتراءٍ، وفبركة يحاول المعنف اختلاقها، وسط تهديدٍ مباشرٍ منه، وتقاعسٍ أمني واضحٍ لا تحمد عقباه.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد