عن إحباطي الجنسي كامرأة عربية.. قصص لم نخبر بها “العناتيل”
كم مرة في حياتنا سمعنا عبارة الإحباط الجنسي؟
كلمة تتكرر كثيراً في حياتنا في المجتمعات الناطقة بالعربية. لكن المُشار إليه في هذه المجتمعات، يُقصد به الرجال عادةً.
فيهتم مجتمعنا كثيراً بالإحباط الجنسي لدى الرجال، ويشجعهم على الزواج بأقل التكاليف كي “لا يقعوا فريسةً له”.
بينما يحاصر النساء بهذا “البعبع”، ليحولّهن إلى زوجاتٍ “مطيعات، ماهراتٍ في فنون الحب، ويراعين أزواجهن في احتياجاتهم الجسدية مهما كانت”!
وتُستعمل الموروثات الدينية لترهيبهن من رفض ممارسة الجنس مع أزواجهن، مهما كن متعبات أو لا يشعرن بالرغبة في ذلك.
وبحجة هذا “الإحباط” أيضاً يتم تشريع الزواج المتعدد، لتلبية “شهوة الرجل” التي “تفوق المرأة” بحسب اعتقادهم!
بينما تتكرّر جرائم الاغتصاب الزوجي تحت مسمى “الحق الشرعي”.
كل هذه الممارسات تشير إلى أن مجتمعنا مهووس بإحباط الرجال الجنسي.
كيف يتغلب عليه؟ وكيف تتوفر له حياة جنسية ممتعة؟
وإذا تزوج على زوجته، أو حتى ارتكب جريمة جنسية، كان الإحباط هو الشماعة التي يعلّقون عليها تصرفاته. وسرعان ما يردد الجميع: “الشباب معذور”!
لكن ماذا عن النساء وإحباطهن الجنسي؟
ماذا عن رغباتي كامرأة، في مجتمع يلتمس كل العذر للرجل في أي سلوك جنسي، ويعتبره نضجاً وفحولة، حتى لو كان جريمة.
بينما يحاصرني وغيري من النساء بعشرات التقييدات والموروثات، التي تُقصينا عن رغباتنا الجنسية، ولو بالإمتاع الذاتي.
طريق المتعة يبدأ من الذات .. ولكن
تبدأ علاقتنا بالجنس باكراً، وأثناء المراهقة تفور هورموناتنا وتتغير أجسادنا، ويملؤنا الفضول لاستكشاف أنفسنا.
لكن موروثاتنا الاجتماعية تقف أمام ذلك. فيؤثر غياب التربية الجنسية علينا كفتيات ونساء بشكلٍ كبير في مرحلة المراهقة.
وقد نقع أسرى للخرافات الاجتماعية المتوارثة، التي تملأ نقص معرفتنا بأجسادنا بأسوأ الطرق، في غياب المعرفة السليمة.
إذ تتعدد الأساطير في حياتنا الجنسية كفتيات، بدايةً من بلوغنا.
وأول الأساطير التي تلاحقنا هي المتعلقة بغشاء البكارة، والإمتاع الذاتي، والنشاط الجنسي.
يبدأ تخويفنا من غشاء البكارة، والربط بينه وبين “احترامنا، وشرفنا واستحقاقنا للحياة”.
لتتركز حياتنا كلها على “صيانته”، والخوف من أي حركة، أو إصابة، أو من مزاولة الرياضة، أو أي ممارسة جنسية مهما كانت بسيطة، خوفاً على الغشاء الثمين!
ثم يأتي دور التخويف من الإمتاع الذاتي، لأسباب خرافية مثل كونه يُفْقد النساء متعة الممارسة الجنسية مع الشريك.
وأساطير أخرى تعتبر أنها تستنفد قدرة الفتيات والنساء على الاستمتاع الجنسي، بما يعيق وصولهن للنشوة الجنسية مع الزوج.
كذلك الربط بين إمتاع الذات، والإصابة بأمراض متنوعة، منها “العقم، والعمى، والتهابات المفاصل، والكلى”!
كل هذه الأساطير تُنسج بلا توقف، وتحاصرنا في مرحلة المراهقة، لتحدث قطيعةً بيننا وبين أجسادنا.
حتى أصبح استكشافها بالنسبة إلي، مقروناً بشعورَي الذنب والعار.
فإذا قرّرنا استكشاف أعضائنا أو ممارسة إمتاع الذات، يلاحقنا الخوف من عدم القدرة على الحصول على حياة جنسية سليمة مستقبلاً.
لذلك، نحيا في انتظار الضوء الأخضر، أي الزواج، على أمل إدراك ما فاتنا، والاستمتاع -أخيراً- بالجنس.
ويبدأ إحباطنا الجنسي من مرحلة المراهقة، لأننا لا نفهم الجسد الذي نحيا فيه. ولا نفهم احتياجاته، وآلية عمله.
كما نعيش أسرى للخرافات، والخوف، على أمل أن تأتي الانفراجة بالزواج، ويصبح من حقنا الاستمتاع بالجنس.
لكن، ربما لا تكتمل هذه القصة بنهاية سعيدة.
الزواج الميت.. مفاجآت ما بعد “ليلة العمر”
في مجتمعٍ يرفض الممارسة الجنسية خارج إطار الزواج، تدخل النساء في منظومة الزواج محملاتٍ بالرغبات الجنسية نفسها الموجودة لدى الرجل، بعد سنواتٍ طويلة من “الصيام” الجنسي.
ومع غياب الثقافة الجنسية المجتمعية، والتعامل مع النساء كـ”مفعول بهن” في العملية الجنسية، يغيب إدراك كثيرين لجنسانية النساء ورغباتهن.
وهذا ما يهدد استمتاعهن في إطار الزواج، ويفتح باباً جديداً للإحباط الجنسي.
“طوال فترة خطبتنا كان يغرقني بكلمات الغرام، يكتب لي قصائد شعر يخبرني فيها أنه ينتظر اليوم الذي سنجتمع فيه كزوجين. لذلك، كان زواجنا محمّلاً بالآمال والشوق، لكن الإحباط كان عنوان تواصلنا الجنسي منذ الليلة الأولى”.
هكذا اختصرت كريمة (اسم مستعار، 27 سنة)، تجربتها الجنسية مع زوجها. وهي أم لطفل يبلغ من العمر عاماً واحداً.
وقالت لـ”شريكة ولكن”: “من سوء حظي أنني تعرّضت للختان في طفولتي، وأثرت هذه الجريمة على استمتاعي الجنسي”.
وأضافت أنه “بعد سنواتٍ من المعاناة النفسية مع آثار الختان، التي أخافتني من جسدي، تعلمت أن أستكشف نفسي بنفسي لأدرك حدود متعتي”.
وأوضحت: “تعلمت أنني أحتاج إلى مداعبات معينة، بطريقةٍ معينة ولفترة معينة، وأخبرت زوجي بذلك لنعمل على تجاوز أي مشكلة. لكن إيقاعنا معاً لم ينضبط قط”.
فأشارت إلى أنها كانت تشعر بأنه “ضَجِر، وغير صبور، ولا يطيق الوقت الطويل الذي أحتاجه في العلاقة”.
وكشفت أنها “تعلمت التظاهر بالنشوة لاستريح من عبء الممارسة، وحتى لا يفكر أنني باردة”.
كما لفتت إلى أنها “في البداية كنت أشعر بالذنب، لكن بمرور الوقت لم أعد أشعر سوى بالحزن والإحباط. الجنس كله إحباط بالنسبة إلي”.
التربية والوعي يقفان حاجزاً أمام رغباتنا ومشاعرنا الجنسية
عدم وعي الزوج باحتياجات زوجته الجنسية عقبة كبيرة في طريق رضاءها الجنسي، خصوصاً في ظل ثقافة “العيب” التي تربي الفتيات على كتمان رغباتهن.
كما يطلب منهن المجتمع عدم التحدث صراحةً عن عدم استمتاعهن في العلاقة، والمطالبة بحل المشكلة. بينما يعطي الرجال الحق في ذلك.
لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة التي قد تسبب للنساء إحباطاً جنسياً في زواجهن.
“مشكلتي في زواجي هي أنا، فأنا أقبل بأي شيء يفعله زوجي ولا أطلب منه ما أحب، أو أرفض ما يزعجني”، قالت نهلة (اسم مستعار، 30 عاماً) لـ”شريكة ولكن”.
وأوضحت أنه “في بداية زواجنا كان يستخدم كلمات جريئة خلال علاقتنا، وكانت الكلمات تجرحني لأنني أسمعها فقط كشتائم في حوادث التحرّش في الشارع عادةً، فارتبطت عندي بشعوري بالانتهاك”.
وأشارت إلى أنها بكيت يوماً خلال ممارستهما للجنس ما سبب له صدمة، وبالكاد استطاعت أن تشرح له أن كلماته تضايقها.
“لكن هناك أشياء كثيرة لا أتحدث فيها رغم أنه سيتفهم، في داخلي حاجز عملاق يجعلني أجمّع الكلمات التي أريد قولها في رأسي فقط، لكنني لا أنطقها، ولا أدري كيف أتخطى هذا”، ختمت نهلة.
التوافق والإحباط الجنسي
يعتبر انعدام التوافق الجنسي في مقدمة أسباب انهيار الزيجات.
فالتربية التي نتلقاها كفتيات ونساء عربيات، تقف حاجزاً لا يُنكر أمام رغباتنا ومشاعرنا الجنسية.
هذه التربية، تقمع جنسانيتنا لسنواتٍ طويلة، حتى نعجز عن التعامل معها.
وحين نتزوج، نصبح مطالبات بتحرير هذه الجنسانية فجأةً، والتواصل بها مع الزوج.
لكن، لا تسير الأمور بسلام دائماً!
من جهةٍ أخرى، قد تقف الثقافة المجتمعية المغلوطة للزوج في وجه متعة زوجته. وهذا ما شاركته معنا إيمان (اسم مستعار، 32 عاماً).
حكت لـ”شريكة ولكن” تجربتها، فقالت: “رغم تفاهمي مع زوجي السابق في مرحلة الخطوبة، وشعوري بأننا متوافقان جنسياً بدرجةٍ كبيرة، تغيرت الأمور بعد الزواج”.
وأضافت: “فوجئت بأنه مُحمّل بالتصورات المغلوطة، التي يحملها الكثير من الذكوريين عن النساء. مثل أنني مستعدة للجنس دائماً، ولا مبرر لرفضي العلاقة إلا إذا كنت مريضة مرضاً شديداً. وأنني جاهزة لأي وضعية غريبة أو تجربة يريد خوضها”.
وأشارت إيمان إلى أن “التعامل معه كان صعباً ومُرهقاً، وكنت أشعر أنني أحقق له خيالاته الجنسية من دون أن يتوقف لحظة ليسأل نفسه أو يسألني ماذا أريد؟ وهل أستمتع أو لا؟
وقع الطلاق بينهما قبل مرور عام على الزواج، بسبب انعدام التوافق الجنسي.
وأوضحت إيمان أنه “لم أجد مبرراً للصبر عليه، وهو بهذه العقلية، التي تعتبرني مخصصة لإمتاعه من دون اهتمامٍ بإمتاعي”.
لكن بعيداً عن الزواج، لا يخلو عالم العلاقات خارج إطار الزواج أيضاً من الإحباطات الجنسية لدى النساء.
عن الإحباط الجنسي في العلاقات العاطفية
كامرأة متحررة من قالب العلاقات التقليدية في المجتمع الشرقي، يخبرني البعض دائماً عن تصوراتهن/م عن حياتي العاطفية والجنسية، باعتبارها أكثر سهولة.
ويمكنني فيها أن أحظى بمتعة غير محدودة من دون جهد، ولا يرهقني فيها العثور على شريك.
بالنسبة إلى هؤلاء، العلاقة الجنسية لا تتطلب سوى أن تكون المرأة “متحررة” و”لا تمانع ممارسة الجنس، عندها ستحصل على رجال بلا حدود”!
أتذكر أنني واعدت عدداً من الرجال بغرض التعارف، مع الانفتاح على فكرة تطور العلاقة.
لكن كثيراً ما كنت أصطدم، برجالٍ تقليديين يطمحون إلى علاقاتٍ تقليدية. ويتمسكون بالموروثات المجتمعية التي أرفضها.
وهذا حقهم. لكنهم كانوا يصرّون دائماً على محاولة “تصحيح” أفكاري لأناسبهم رغماً عن رغبتي.
أمّا النوع الآخر الذي كنت أصطدم به، فهم الرجال المتحررين ظاهرياً، وربما تجمعنا الأفكار نفسها في بعض القضايا.
لكن حين يتعلق الأمر بالعلاقات العاطفية والجنسية، لا يختلفون كثيراً عن أي رجل ذكوري يعتبر النساء ملكية ووسيلة إمتاع.
هذه النوعية من الرجال لا تشجّع على تطوير العلاقة بهم إلى أي نوع من الحميمية، لأنهم سيتعاملون معي بالعقلية التقليدية، التي حتى وإن احتفت بتحرري بسبب “المنفعة الجنسية المحتملة”، فإنها ستغفل التعامل معي كإنسانة كاملة، ند كامل، شخص لا يقل عنهم، وأقف على قدم المساواة، ولي الحق في تقرير شكل العلاقة، وشكل متعتي فيها.
عندها أصطدم برجلٍ “متحرر”، لكنه في الحقيقة يريد الحصول على منافع العلاقات “الكاجوال” من عاطفة ومتعة وجنس، مع امتيازات العلاقات التقليدية، التي تجعله الرئيس الذي يسود العلاقة، ويسير بها إلى حيث يريد، ولا يتعامل معي كشريكة.
لا تختلف قصص صديقاتي عن قصصي، فممارسة الجنس ليست خطوةً سهلةً بالنسبة إلى النساء، مهما كنّ منفتحات.
فالرجل يقف عقبة في وجه أي علاقة جنسية ممتعة، بسبب أفكاره، وطريقة تعامله مع العلاقة.
وجميعها إحباطات تسبق ما قد يحدث حين ندخل في نطاق ممارسة الحميمية الجسدية.
متحرر ولكن “سي السيد”..
تتذكر فريدة (اسم مستعار، 30 عاماً) يوم قررت أن تمارس الجنس للمرة الأولى مع صديقها. لكنها فوجئت برفضه، رغم تعاملهما بشكلٍ منفتح وغير تقليدي.
وقالت فريدة لـ”شريكة ولكن”: “أخبرت صديقي أنني أود ممارسة الجنس معه، لكنه رفض بشكلٍ قاطع. كان يتصور أنني كفتاةٍ عذراء بحسب تعبيره، سأتعلق به بشدة بسبب هذه التجربة، وسأضفي عليها رومانسية مبالغة، تجعله ملزماً بالارتباط بي إلى الأبد!”.
لكنها أضافت أن “كل ذلك لم يكن حقيقياً، كانت تجربة كأي تجربة، لكن أصابني رفضه بالإحباط، لأنني لم أتصور أن يعاملني باعتباري لا أفهم مشاعري، ولا أعرف ماذا أريد”.
أمّا منى (33 عاماً)، فقالت عن تجربتها: “التقيت بشابٍ لطيف وتبادلنا الإعجاب، وتطورت الأمور بيننا إلى علاقة جنسية في إطار كاجوال، نستكشف فيه احتمالية توافقنا”.
وأوضحت أنها “فوجئت به يمنعني من التعرف إلى أشخاصٍ آخرين، مع احتفاظه بهذا الحق. وبدأ يعلّق على ملابسي، وكيف أبدو مثيرة، وأنني بحاجة لارتداء ملابس محتشمة”.
وأضافت “بدأ يعلّق على أصدقائي الرجال أيضاً، كل ذلك وهو مصر على أننا في علاقة كاجوال. أراد أن يكون سي السيد، مع كل امتيازات الرجل المتحرر، ومن دون حقوق لي على الإطلاق. فقطعت علاقتي به من دون تفكير”.
“العنتيل الجاهل”
حين تتطور العلاقة إلى إطار الجنس والحميمية، كثيراً ما نصطدم بالمشاكل وانعدام التوافق، أو الاحتياج لوقت حتى يتوافق أداءنا.
يحتاج ذلك إلى شركاء على قدرٍ من التفهم والثقافة والقدرة على التواصل. وفي غياب هذا الأمر، يطاردنا الإحباط الجنسي من جديد.
تخبرنا نورا (26 عاماً) أن “الجنس جزء أساسي من العلاقة السليمة بالنسبة إلي، ولو تأكدت من توافقي التام مع شريكي عندها قد أفكر في تطوير العلاقة إلى مرحلة أبعد. بسبب يقيني هذا، انخرطت في عدة علاقات”.
وقالت: “لكنني فوجئت بأداء جنسي سيئ جداً من شركائي، وعدم فهم لأبسط أبجديات المتعة النسائية. وغياب التواصل، والمراعاة، والسؤال عن استمتاعي. مهما اختلف الشركاء كنت أجد تلك الصفة ثابتة فيهم”.
وأضافت: “مهما حاولت التواصل بنفسي وإخبارهم بالمشكلة، كنت أفاجأ برفضٍ تام لما أسموه انتقادي لأدائهم، وكل منهم كان يعتقد نفسه أفضل من مارس الجنس على الإطلاق”.
كما أوضحت أنها عاشت إحباطاً جنسياً متكرراً حتى في العلاقات الكاجوال، التي “يمكنني الخروج منها ببساطة من دون صراعات، كالطلاق مثلاً”.
بينما اعتبرت أن “غياب الثقافة الجنسية يؤثر على الرجال أكثر بكثير مما يعتقدون”.
فلنحذر من المتباهين
وحكت ندى (30 عاماً)، تجربة مشابهة لـ”شريكة ولكن”. فقالت: “ارتبطت بشاب شديد التباهي بعلاقاته الجنسية، ويحكي لي عن ألف نزوة ومغامرة خاضها مع عشرات النساء. كانت بداية الإحباط عندما اتفقنا على ممارسة الجنس، وطلبت منه ارتداء الواقي الذكري فرفضه تماماً بحجة تقليل المتعة”.
وأضافت أنه “جهّز أيضاً زيوت الأطفال/ات لاستخدامها كمزلق حميمي، رغم خطورة استخدامها على المهبل لأنها تصيبه بالالتهابات. وحين بدأنا العلاقة، فوجئت بأنه مصاب بمشكلة تمنع انتصابه لفترةٍ كافية، وتحولت ليلتي معه إلى جحيم. ليس بسبب عدم استمتاعي بأي شكل، بل لأنه ظل يقص عليَّ المزيد من نزواته ولياليه الجامحة، التي بلغت فيها جميع شريكاته النشوة”.
وأشارت إلى أنها “في الصباح غادرت، ووضعته على قائمة البلوك، كي لا أضطر لتذكر تلك الساعات المأساوية معه. ومنذ ذلك الحين، أتجنب أي رجل يتباهى بعلاقاته وفحولته، لأنه على الأرجح مدّعي”.
وذكرت سارة (29 عاماً) في حديثها لـ”شريكة ولكن” أنها “ارتبطت بطبيب شاب في علاقة كاجوال، وكنت متحمسة لممارسة الجنس معه لأنه طبيب، وسيفهم جسد المرأة أكثر من الرجال الآخرين. لكن العلاقة معه كانت مأساة بكل معنى الكلمة”.
وأضافت أنه “لم يهتم بأي نوع من المداعبات، وكان مركزاً على استعراض فحولته، وكم هو قوي وقادر! لم يسألني مرةً إذا كنت مستمتعة”.
وأوضحت أنه “استغرب حين قطعت علاقتي به بعد ما جرى، وهاجمني وقال إنني باردة ولا أفهم المتعة. لم يكلف نفسه حتى عناء سؤالي عن المشكلة وما ضايقني”.
دور التربية والتوعية الجنسية في محاربة الإحباط الجنسي
سواء كنا مراهقات، أو متزوجات، أو كنا في علاقات عاطفية مهما كان مسمّاها، فنحن كفتيات ونساء عربيات عرضةً لكثيرٍ من الإحباط الجنسي.
تبدأ القطيعة بيننا وبين أجسادنا مبكراً، ونُحرم من التعبير الصحي عن جنسانيتنا ومتعتنا.
وعلى الجانب الآخر، لا يأخذ كثير من الرجال جنسانيتنا في الاعتبار حين يفكرون في الجنس، ما يجعلهم شركاء جنسيين غير ممتعين.
لذلك، ربما يبدأ الحل من التربية الجنسية السليمة منذ الطفولة، وتغيير أفكار المجتمع ليكف عن اعتبار الجنس تابوه لا يُناقش، ولا نقترب منه إلا بشكلٍ معين في علاقة معينة وبطريقة معينة.
فكل تلك الأسوار التي نبنيها حول ممارسة الجنس، أحد أمتع الأنشطة الإنسانية، لا تنهار بسهولة وربما لا تنهار أبداً.
وقد نجد أنه، حتى وإن تحررنا من قيم المجتمع وكتالوغ علاقاته، تبقى حواجز كثيرة بداخلنا، تقف بيننا وبين أجسادنا، ومتعتنا الجنسية.
لذلك تساعدنا التربية الجنسية للصغيرات، والتوعية الجنسية للبالغات، وإيماننا بأن أجسادنا ملكنا وحدنا ومن حقنا وحدنا، وأن لنا حق اختيار الشريك، وتقييمه، والتخلي عنه ببساطة إذا لم يفهمنا، ويشاركنا كما نفهمه ونشاركه.
ربما تكون هذه الخطوات الأولى نحو حياة حميمية صحية وجميلة لكثير من النساء.
حياة لا نعاني فيها من الوحدة، ولا يراودنا فيها الإحباط كلما وضعنا رؤوسنا على الوسادة، وتذكرنا آخر لحظاتنا الحميمية.
كتابة: آية عبد الرحمن