القضاء الإيراني يعتقل الممثلة ترانه عليدوستي
اعتقلت الممثلة الإيرانية الشهيرة والناشطة في مجال حقوق المرأة، ترانه عليدوستي، البالغة 38 عاماً، في إيران السبت 17 كانون الأول/ديسمبر، على خلفية تأييدها لحركة الاحتجاج التي دخلت شهرها الرابع.
أكد القضاء الإيراني إعطاءه أمر بتوقيف الممثلة عليدوستي. وأوردت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية أنه “بعد تعليقات لا أساس لها على الأحداث الأخيرة، ونشر عدد من المشاهير مواد تحريضية تدعم أعمال الشغب في الشوارع في الأسابيع الأخيرة، أوقف بعض هؤلاء الأشخاص”.
وأضافت الوكالة أن من بين الموقوفين/ات “ترانه عليدوستي التي لم تقدم وثائق تدعم بعض مزاعمها”.
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء بأن “ترانه عليدوستي اعتقلت بسبب أفعالها الأخيرة، عند نشر معلومات ومضمون كاذبين والتحريض على الفوضى”، من دون إعطاء تفاصيل عن مكان توقيفها.
وشهدت إيران، يوم الأحد 18 كانون الأول/ديسمبر، سلسلة دعوات من مشاهير ومجموعات للدفاع عن حقوق الإنسان للإفراج عن عليدوستي.
وكتبت زميلتها الإيرانية غولشيفته فراهاني التي بدأت مسيرتها في إيران قبل أن تغادرها، عبر “إنستغرام”: “ممثلة إيران الشجاعة اعتقلت”.
وكتب مدير مهرجان تورونتو السينمائي، كاميرون بايلي: “ترانه عليدوستي من أكثر الممثلات الموهوبات والمعروفات في إيران. آمل أن يفرج عنها قريباً، لتستمر في تجسيد قوة السينما الإيرانية”.
ورأى مركز حقوق الإنسان في إيران، ومقره في نيويورك، أن “النساء يوقفن ويسجن في إيران لرفضهن وضع الحجاب الإلزامي، بينهن ممثلات شهيرات، مثل ترانه عليدوستي”.
وكانت الممثلة الإيرانية المعروفة بأدوارها في أفلام للمخرج أصغر فرهادي أعلنت عدة مرات عبر “إنستغرام” دعمها للتظاهرات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني.
ونددت الممثلة المعتقلة في 8 كانون الأول/ديسمبر، بالسلطات لإعدامها محسن شكاري شنقاً بعد إدانته بتهمة “الحرابة”. وكتبت على “إنستغرام”: “أي منظمة دولية تراقب حمام الدم هذا من دون الرد تمثل وصمة عار على الإنسانية”.
ولم تكن صفحتها عبر شبكة التواصل الاجتماعي هذه متاحة يوم أمس الأحد.
ومن أشهر أدوارها في فيلم أصغر فرهادي “البائع” الذي نال جائزة أوسكار أفضل فيلم باللغة الأجنبية عام 2017، وهي من أبرز شخصيات السينما الإيرانية منذ سنّ المراهقة، ومثلت في فيلم سعيد روستائي “ليلى وأخوتها” الذي عرض هذه السنة في مهرجان كانّ السينمائي.
كما اعتقلت السلطات عدة شخصيات في السينما الإيرانية قبل موجة الاحتجاج الحالية، مثل المخرجين محمد رسولوف وجعفر بناهي اللذين لا يزالان في السجن.
ومنذ منتصف أيلول/سبتمبر، اعتقل/ت آلاف الايرانيين/ات ونحو 40 أجنبياً/ة، ووجهت التهم إلى أكثر من ألفي شخص على صلة بالتظاهرات، بحسب السلطات القضائية. وأعدمت طهران شخصين في الثالثة والعشرين من العمر على خلفية هذه الاحتجاجات.
وأوقفت الشهر الماضي، الممثلتان عنغامه قاضياني وكتايون رياحي، بعدما أعربتا عن تضامنهما مع الحركة الاحتجاجية وخلعتا علناً حجابيهما. وأفرج عنهما بكفالة بعد ذلك.