إيرانيات فقدن أعينهنّ خلال التظاهرات.. “نساء، حياة، حرية” وصمود
فقد/ت عشرات الإيرانيات/ين البصر في إحدى أعينهن/م أو كلتيهما، بحسب مصادر طبية إيرانية، خلال محاولات النظام قمع التظاهرات الشعبية، التي اندلعت عقب مقتل مهسا أميني في سبتمر/ أيلول 2022.
كوثر خشنودي كيا: “فقدت بعض الأمور لكنني اكتسبت كثيراً”
كوثر خشنودي كيا، اللاعبة في الفريق الإيراني للرماية، هي واحدة من بين المتظاهرات اللاتي تصيّدت أعينهن رصاصات القوى الأمنية، فتصدّين بشعار “نساء، حياة، حرية”، وببصيرة الثورة لفقدان البصر.
ظهرت كوثر في مقطعٍ مصور، من دون حجاب وغطت عينها برقعة. وأكدت أنها “غير نادمة” على فقدانها البصر في إحدى عينيها.
وقالت إنها “أصيبت في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2022، أثناء مشاركتها في احتجاج في كرمنشاه مع والدها”.
وأوضحت كوثر في الفيديو، الذي بثه تلفزيون إيران إنترناشونال، أن “3 طلقات أصابت يدي اليمنى، وطلقة أخرى عيني اليسرى”.
في حين أكدت: “لم أشعر بأي ندم لوجودي هناك ذلك اليوم. فقدت بعض الأمور، لكنني اكتسبت كثيراً”.
“نساء، حياة، حرية”.. وصمود!
التحدي والصمود الذي قاومت بها عينُ كوثر خشنودي كيا مخرز النظام، ليس مفاجئاً.
فقد شهدناه لدى إيرانيات أخريات تصيّدت أعينهن رصاصات القوى الأمنية، فتصدّين لفقدان البصر بشعار “نساء، حياة، حرية”، وببصيرة الثورة.
وعُرف من بين النساء اللواتي أُصبن برصاص عناصر الأمن أثناء التظاهرات، راحلة أميري، نيلوفر آقايي، ضحى موسوي، كيميا زند، فريدة صلواتي، شكوفة كودرزي، وكوثر افتخاري.
وتركت معظمهن، عبر حساباتهن الإلكترونية، رسائل تؤكد صمود وإصرار الإيرانيات على النضال رغم محاولات القمع والتخويف.
View this post on Instagram
كما أصيبت الطفلة بيتا كياني (6 أعوام) في عينها اليمنى، أثناء لعبها على شرفة منزلها في أصفهان، في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
غزل رنجكش: “آخر صورة سجلتها عيني هي ابتسامة ذلك الشخص عندما أطلق الرصاص”
أصيبت غزل رنجكش برصاص كروي في عينها اليمنى في بندر عباس، في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
بعد عمليةٍ جراحية استمرت 3 ساعات لتحرير عينها من الرصاصة، قالت غزل عبر إنستغرام: “آخر صورة سجّلتها عيني اليمنى هي ابتسامة ذلك الشخص عندما أطلق الرصاص”.
وفي منشورٍ آخر، عشية التحضير لعملية زراعة عين صناعية، في 12 كانون الثاني/يناير، كتبت: “اليوم أودع آخر بقايا عيني”.
وأضافت: “لكنني سأعتاد على ذلك، لأنني نجوت ولا بد لي أن أعيش. لا بد لي أن أعيش ذلك لأن لي قصة لم تنتهِ بعد”.
وتابعت: “لأنني ما زلت لم أرَ بعد اليوم الذي يجب أن أراه؛ وأعلم أنه قريب جداً”.
تحذيرات طبّية: عددٌ كبيرٌ من المتظاهرات/ين الإيرانيات/ين استُهدن في عيونهن/م
تشهد إيران، منذ 16 أيلول/ سبتمبر 2022، تظاهرات شعبية احتجاجاً على وفاة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل ما يعرف بـ”شرطة الأخلاق” في طهران، بذريعة عدم التزامها بقواعد اللباس.
View this post on Instagram
واتهمت منظمات حقوقية دولية، من بينها منظمة العفو الدولية، قوات الأمن الإيرانية بتسبّبها بفقدان متظاهرين/ات النظر كلياً أو جزئياً، جراء إطلاق الذخيرة الحية والخردق من مسافاتٍ قريبة.
في سياقٍ متصل، أعلن أطباء/ طبيبات إيرانيون/ات أن “عدداً كبيراً من المتظاهرين/ات فقدوا/ن إحدى العينين أو كلتيهما خلال التظاهرات”.
“نحو 580 متظاهراً/ة أصيبوا/أصبن بجروحٍ خطيرة في العين”
ونقل موقع “إيران إنترناشيونال”، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، عن كتابٍ بعثه 140 طبيباً/ة إيرانياً/ة إلى جمعية طب العيون الإيرانية، تأكيدهم/ن أن “عدداً كبيراً من المرضى راجعوا/ن مراكز علاجية بعد إصاباتٍ في العين، بسبب استهدافهم/ن أثناء محاولات النظام الإيراني قمع الانتفاضة الشعبية”.
وأشار الكتاب إلى أنه “في العديد من الحالات، أدت الإصابة إلى فقدان البصر في عينٍ واحدة أو كلتيهما”.
وسبق أن “أرسل أكثر من 230 طبيب/ة عيون إيرانياً/ة بتحذيراتٍ مماثلة إلى رئيس جمعية طب العيون الإيرانية”، بحسب الموقع نفسه.
في حين نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أطباء/طبيبات عيون إيرانيين/ات تأكيدهم/ن أن “نحو 580 متظاهراً/ة أصيبوا/أصبن بجروحٍ خطيرة في العين”.
وأشارت، في تقريرٍ نشرته في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، إلى أنه “تم إخفاء الأبعاد الكاملة للضرر بقطع الإنترنت”.
ولفتت إلى أن “الأدلة الطبية وشهادات أسر المرضى وجمعيات حقوق الإنسان أظهرت أن أجنحة طب العيون في المستشفيات تكتظ بمئات الضحايا، الذين/اللواتي أصيبوا/أصبن بجروحٍ في العين”.