إيران.. بدء محاكمة الصحافيتين إلهة محمدي ونيلوفر حميدي

بدأت محاكمة الصحافية الإيرانية إلهة محمدي التي سُجنت على خلفية تغطيتها جنازة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر الماضي.

وبحسب محاميها شهاب الدين ميرلوحي فإن المحاكمة التي انطلقت بتاريخ 29 أيار/مايو الجاري “مضت على ما يرام”.

وتجري محاكمة إلهة محمدي في طهران إلى جانب الصحافية نيلوفر حميدي التي تبدأ محاكمتها في 30 أيار/مايو الجاري.

وتواجه الصحافيتان تهم عدّة من بينها “التواطؤ مع قوى معادية”. وقد تصل عقوبتهما إلى الإعدام.

تغطيات تاريخية للصحافيتين

توجهت إلهة محمدي إلى مسقط رأس مهسا أميني في بلدة سقز الكردية التي اندلعت منها شرارة الاحتجاجات في إيران.

ونقلت للعالم ما تحاول السلطات الإيرانية إخفائه من غضب شعبيّ عارم بعد مقتل الضحية بذريعة “عدم ارتدائها للحجاب بالطريقة السليمة”.

فيما غطّت نيلوفر حميدي بدورها الاعتداء الذكوريّ السافر الذي تعرّضت له مهسا أميني، عبر التقاطها صورة لوالديّ الضحية وهما يتعانقان في إحدى مستشفيات طهران، حيث كانت ابنتهما ترقد في غيبوبة.

واعتُبرت الصورة التي نشرتها الصحافية الإيرانية على “تويتر” أول إشارة للعالم حول خطورة الوضع الصحّي لمهسا أميني.

وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، اتهم بيان صادر عن وزارة الاستخبارات الإيرانية الصحافيتين بأنهما “عميلتان للاستخبارات الأميركية”.

منذ ذلك الحين، احتُجزت الصحافيتان في سجن إيفين سيء السمعة في طهران. وتجري محاكمتهما بشكل منفصل.

وتجاهلت إيران دعوات متكررة أطلقتها جهات حقوقية دولية لإجراء محاكمة علنية للصحافيتين.

وكان مقتل مهسا أميني علي يد ما تُسمى “شرطة الأخلاق” أدى إلى ثورة تاريخية في إيران استمرّت لعدّة أشهر.

واتسعت رقعة الاحتجاجات الحاشدة لتطال جميع المحافظات والمدن الإيرانية. كما شكلت تهديدًا كبيرًا لحكم رجال الدين المستمر منذ عقود في البلاد.

ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، يسنّ النظام الإيراني قواعدًا صارمة تتعلّق بـ “اللباس المناسب” للنساء والفتيات.

وتعمل هذه القواعد كمبادئ توجيهية عامة، وتعتمد في تفاصيلها على السياق، ولكنها تلزم الإيرانيات عادةً بتغطية شعرهنّ، وارتداء ملابس فضفاضة تغطّي أجسادهن.

وتنصّ المادة 638 من قانون العقوبات الإيراني على “السجن من يومين إلى 10 أيام، وغرامة تتراوح بين 50 إلى 500 ألف ريال إيراني لمن ترتدي زيًا غير إسلامي”.