النساء العراقيات خارج فعاليات رياضة بناء الأجسام بذريعة “الأعراف”
رفض الاتحاد العراقي لبناء الأجسام مشاركة النساء بالبطولات الداخلية والخارجية للعبة.
إذ أصدر رئيس الاتحاد فائز عبد الحسن، في 29 أيار/ مايو الجاري، قرارًا يقضي بإقصاء النساء عن جميع الفعاليات المتعلقة بهذه الرياضة.
لا مانع من ممارسة الرياصة للنساء.. ولكن بغرض الرشاقة!
وفي معرض توضيحه للقرار الإقصائي، تعمّد عبد الحسن إعادة إنتاج الخطابات التنميطية، التي تزجّ النساء والفتيات في قوالب تنسجم مع النهج السلطوي الأبوي.
فتطرّق، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إلى أسطوانة “المحافظة والحياء”، التي تدفع النساء والفتيات ثمن إعادة بثّها المستمر. واعتبر أنهما “أسمى من كل الاعتبارات ومن مشاركة النساء بهذه الفعالية”.
وهو ما يعتبر تدخلًا صارخًا بخيارات النساء. علاوةً على كونه تهديدًا معنويًّا لكلّ اللواتي اخترن ممارسة هذه الرياضة، وتدرّبن عليها لسنوات، أو حتى اللواتي يرغبن بالانضمام إليها في المستقبل.
كما أنه استمرارٌ للنهج الذكوري الذي تتبعه السلطات العراقية، بالتضييق على النساء، وحرمانهنّ من حقهنّ بالتواجد في المساحات العامة، والمشاركة في الفعاليات المختلفة.
لم تقف إملاءات عبد الحسن عند هذا الحد. إذ تجرّأ على حسم أن “هذه البطولات مخصصة للرجال”. مضيفًا أنه “لا مانع للنساء من ممارسة النساء لهذه الرياضة بغرض الحصول على القوام الرشيق، والجسد القوي”.
الممكن وغير الممكن..
وأضاف أنه “من الممكن إقامة بطولات خاصة بالسيدات، بإشراف كادر نسائي”. على أن “تختلف البطولة كليًّا عن أنواع المنافسة الخاصة ببناء الأجسام الخاصة بالرجال”.
وتابع: “لكن من غير الممكن مشاركة المرأة في مسابقات لا تسمح بها ديننا وعاداتنا وتقاليدنا”.
وتنطلق هذه النظرة للنساء اللواتي يمارسن رياضات غير نمطية، من المفهوم الأبوي الذي يعتبر أن إنجازات المرأة تتمحور حول شكلها، وليس طموحاتها.
فالجسد الرشيق والقوام القوي، هما النتيجة التي يجب أن ترضى بها العراقية، بعد تدريبٍ رياضيٍّ وبرنامجٍ غذائي قد يكون استمرّ لسنوات طويلة.
أما البطولات، والإنجازات، فهي حكرٌ على الرجال الذين يكتسبونها كحقّ بديهي.
يذكر أن السلطات المحلية في محافظة كربلاء أصدرت مطلع الشهر الجاري، قرارًا ذكوريًّا لا يقل خطورةً عن قرار عبد الحسن.
يقضي القرار بمنع النساء من استخدام الدراجات الهوائية، وارتياد المقاهي العامة المختلطة، وتدخين “الشيشة”.