جديد سعار الجمهورية الإسلامية.. تطبيقٌ لملاحقة غير المحجبات
أطلقت السلطات الإيرانية تطبيقًا إلكترونيًا للتبليغ عن النساء “المخالفات” لقواعد ارتداء الحجاب الإلزامي. وسط تزايد القيود المفروضة على حريات النساء والفتيات في البلاد.
وبحسب ما نشرت وكالة “إيران انترناشونال” الإخبارية، فإن التطبيق يتيح لعناصر “شرطة الأخلاق” تقديم بلاغات فورية بالنساء والفتيات غير المحجبات.
وقامت “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الإيرانية بتصميم التطبيق. وأطلقت عليه تسمية “المراقب”.
وكانت صحف محلية مستقلة، كشفت أن “مدنيين يتجوّلون في الشوارع ويراقبون النساء والفتيات، يبلّغون عن غير الملتزمات بالحجاب من خلال التطبيق”.
ذلك من خلال إدخال معلومات شخصية عنهنّ فيه مثل أرقام لوحات السيارات.
وبعد التبليغ ترسل السلطات رسائل نصية للمبلَّغات عنهنّ بما معناه أنه “تم الكشف عن عدم ارتدائهنّ الحجاب”. فيتم توقيفهنّ، وفقًا للتقارير الصحفية نفسها.
كما أضافت أن المتجوّلين يقومون بعمليات التبليغ مستخدمين ألقابٍ مثل “المراقب الأول والثاني والثالث”. بشكلٍ تطوّعي بعد أن يقدّموا أنفسهم لهيئة “الأمر بالمعروف”. ثمّ يجتازون “دروسًا موجزة” قبل إعطائهم “مهمة” انتهاك حريّات النساء والفتيات.
وقالت تقارير صحفية إن “العملية اليدوية لإدخال المعلومات في التطبيق، دون التحقّق من صحتها، تفتح المجال أمام “المراقبين” لإدخال معلومات الأفراد الخاصة عشوائيًا. ما يساهم في مضايقة المواطنات/ين بشكل ممنهج”.
تعليقًا على هذا الإجراء الأبويّ، أكدت خبيرات/خبراء قانونيات/ون أن “ملاحقة السيارات بسبب عدم الامتثال للحجاب الإجباري ليس له أساس قانوني”.
فيما اعتبرت حقوقيات/ين أن “أيّ شخص يمتلك تطبيق “المراقب” على هاتفه يعتبر مخبرًا ضد النساء والفتيات”.
يشار إلى أن السلطات الإيرانية ابتدعت هذا الإجراء قبيل الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني على يد “شرطة الأخلاق” بذريعة عدم التزامها بقواعد الحجاب. ما أثار احتجاجات واسعة ما زالت مستمرّة منذ حوالي عامٍ في إيران.
كذلك تأتي الخطوة ضمن سلسلة إجراءات، تستنزف فيها سلطات الجمهورية الإسلامية كافة إمكانياتها التكنولوجية لقمع النساء والفتيات. مثل تقنية التعرّف على الوجه لملاحقة غير المحجبات في المعابر العامة.
وكان قائد الشرطة الإيرانية، أحمد رضا رادان، كشف عن إنشاء 4 مستويات لمراقبة الالتزام بقواعد الحجاب في البلاد. إذ يعمل المراقبون المسؤولون عن المستوى الرابع بإبلاغ رجال الشرطة، عن النساء غير المحجبات.
الإيرانيات غير المحجبات ممنوعات من “التنزّه”!
في سياق متّصل، اتخذت السلطات الإيرانية قرارًا بتسكير منتزهًا في ضواحي ثاني أكبر مدينة في البلاد، لسماحه بدخول النساء والفتيات غير المحجبات.
وأفادت وكالة “فارس” للأنباء أن “الشرطة أغلقت أبواب مجمع ضخم للألعاب المائية في مدينة مشهد”.
فيما عبّر مدير المجمع عن مخاوفه من خسارة “ألف موظف/ة في المجمع لعملهنّ/م، بينما الموسم في أوجّه قبل بدء العام الدراسي”.
اعتقال عمّ مهسا أميني
اعتقلت السلطات الإيرانية أمس الثلاثاء 5 أيلول/سبتمبر، عمّ مهسا أميني، بحسب تقارير حقوقية كردية.
وكشفت كلّ من منظمة “هنكاو” الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان، وشبكة حقوق الانسان في كردستان، في بيانين منفصلين، أن قوات الأمن الإيرانية أوقفت صفا علي (30 عامًا) في مدينة سقز. وأنه حاليًا “في مكانٍ غير معروف”.
وبحسب “هنكاو”، فإن القوات الإيرانية اقتحمت منزل صفا علي من دون مذكرة توقيف.
وأكدت ناشطات/ين أن سقز -مسقط رأس مهسا أميني والمدينة التي اندلعت منها التظاهرات- وضعت تحت مراقبة أمنية مشددة قبل أيام. فيما نصّبت كاميرات في محيط ضريح مهسا أميني.
ومنذ أسابيع، كثفت السلطات الإيرانية عمليات ملاحقة وتوقيف ناشطات/ين وحقوقيات/ين، وأفراد من عائلات أشخاص قتلن/وا على أيدي قوات الأمن خلال التظاهرات.
وجرى استدعاء 21 من أفراد عائلات الضحيات/الضحايا إلى المحكمة، أو جرى احتجازهنّ/م، بحسب تقرير صادر عن “مركز حقوق الإنسان في إيران”.