غزّة.. 12 يومًا من تشنيع الاحتلال بالفلسطينيات/ين
تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها العنيف على قطاع غزّة جوًّا وبحرًا وبرًّا.
وتجاوزت الحصيلة البشرية المرعبة للعدوان الـ3061 ضحية، و13750 مصاب/ةً على الأقل. خصوصًا بعد المجزرة التي ارتكبها الصهاينة في مستشفى المعمداني.
حقيقة ما يشنّعه الصهاينة في غزّة
قصفت قوات الاحتلال مساء الثلاثاء 17 تشرين الأول/أكتوبر، مستشفى المعمداني في غزّة. وقتلت 500 مدني/ة على الأقل، بالإضافة إلى مئات الجرحى في نصف ساعة فقط.
وتعمّد الصهاينة استهداف هذه المستشفى لما تأويه من مئات المدنيين/ات المصابين/ات من جرّاء القصف، أو النازحين/ات الهاربين/ات إليها.
من جانبه، وثّق “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، الاثنين 16 تشرين الأول/أكتوبر، أن “إسرائيل أسقطت ما يوازي ربع قنبلة نووية على قطاع غزة”.
وفي بيانٍ صادر عنه، أكد المرصد أن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير أحياء سكنية بكاملها. إذ تسبّبت الغارات الجوية في تدمير أكثر من 17 ألف مسكن، وتضرر نحو 87 ألف وحدة سكنية.
وفي أجدد حصيلة، أزهق القصف أرواح 1030 طفلًا وطفلةً في القطاع، بينهم/ن رضَّع. وبينما تشهد الأرقام تزايدًا في الساعة، أنهى الاحتلال حياة 936 امرأة فلسطينية حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
وبحسب تقرير صادر عن الأونروا، فإنَّ 250 ضحية تُقتل يوميًا في غزّة منذ بدء الإبادة الجماعية، بمعدّل 11 ضحية في الساعة. فيما انتشرت مشاهد مأساوية لمقابر جماعية ومراسم تشييع ودفن استثنائية للضحايا.
من ناحية أخرى، تحدّثت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول عدد الضحايا في الضفة الغربية إلى 61 شخصًا، إضافة إلى أكثر من 1250 جريح/ةً منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى”.
إطباق حصار خانق لكسر إرادة الغزّاويين/ات
أعلنت الأونروا عجزها عن تقديم الدعم لحوالي مليونيّ مدنيّ/ة ما زالوا محاصرين/ات في غزّة. وقال المفوّض العام لها فيليب لازاريني: “لم يسمحوا بإدخال قطرة ماء ولا حبة قمح واحدة ولا لترًا واحدًا من الوقود”.
وكانت مراكز تخزين الطعام التابعة للأونروا قد تعرّضت للتدمير من قبل الاحتلال. كذلك قام الأخير بسدِّ مصادر المياه بالخرسانة، وقطع الكهرباء والإنترنت، ومنع دخول الوقود. بجانب قصف طوابير الخبز، إذ قتل 20 شخصًا من المنتظرين/ات لاستلام الخبز في حيّ الشيخ رضوان.
وتتواصل الدعوات على أعلى المستويات من أجل فتح ممراتٍ لدخول المساعدات الإنسانية وعبور الإمدادات الحيوية التي تم تخزينها مسبقًا عبر معبر رفح. بما في ذلك الأغذية والمياه والإعانات الطبية والوقود والمواد غير الغذائية.
ويمنع الاحتلال دخول أية مساعدات إلى غزّة، في وقت يستمرّ بشن هجمات جويّة على معبر رفح الذي يعدّ شريان حياةٍ للقطاع. كما يتجمّع عند نقطته مئات النازحين/ات هربًا من القتل والتدمير.
ولكثرة ما شهدوه من إجرام، لجأ أهالي غزّة لاستخدام شاحنات “الآيس كريم” من أجل تخزين الجثث بعد نفاد مساحة المشارح. فيما أكدت الأونروا نفاد أكياس حفظ الجثث لكثرتها.
في سياق متّصل، تعاني خمسين ألف امرأة حامل عالقة في قطاع غزّة الحرمان من الخدمات الأساسية. 5500 منهن من المتوقّع أن يلدن خلال الشهر الجاري.
التهجير الممنهج لأصحاب وصاحبات الأرض
تستمرّ عمليات تهجير المدنيين/ات باتجاه المناطق الجنوبية بعد تهديدات سلطات الاحتلال بإخلاء المناطق الشمالية لقطاع غزّة. ناهيك عن عشرات آلاف المفقودين/ات حتى الآن.
وحتى اللحظة، هحّر الاحتلال أكثر من مليون شخص -أيّ ما يقارب نصف إجماليّ سكان غزة- قسريًّا، وتعمّد قصف قوافل المهجَّرين/ات.
وتوزّع المهجَّرون/ات بين المنطقة الوسطى وخان يونس ورفح، بحوالي 600 ألف شخص، ومرافق الأونروا بحوالي 400 ألف آخرين/ات.
مع انتشار مخاوف من تعرّض هؤلاء النازحين/ات للقصف، سيّما وأن الاحتلال شنّ هجمات على قوافلهم/ن حينما أجبرهم/ن على المغادرة ضمن مهل زمنية معينة.
ومن ضمن هذا العالم أنظمة الدول العربية التي لم تحرّك ساكنًا منذ 12 يومًا من عمليات القتل والحصار والتدمير والتهجير الممنهجة.
شلّ الجسم الطبي المتبقي بشكلٍ مقصود
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأحد 15 تشرين الأول/أكتوبر أن نظام الرعاية الصحية في غزة “يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط المجازر الإسرائيلية”. ومن المتوقَّع أن ينهار بالكامل في غضون ساعات.
وفي تصريح لقناة “الجزيرة”، وجّه الناطق الرسميّ باسم الوزارة أشرف القدرة، دعوات “لاتخاذ إجراءات فورية في سبيل فتح ممر إنسانيّ آمن وإيصال المساعدات إلى المستشفيات”.
“وإلا سيشعر العالم بالرعب مما سيحدث خلال الساعات القليلة المقبلة”، وفقًا لتعبيره. مشدّدًا على أنه “إذا لم تدخل المساعدات والوقود، فسوف تنهار المستشفيات بالكامل”.
ومنذ بدء العدوان، تعرّضت المنشآت والطواقم الطبية إلى استهداف متتالٍ، حيث قصفت قوات الاحتلال المستشفيات والمراكز الصحية، واستهدفت سيارات الإسعاف، ما أسفر عن مقتل 7 مسعفين وعناصر من الدفاع المدني.
قتلٌ وتدمير ممنهج حتى آخر روح فلسطينية
يسعى الاحتلال بحرب الإبادة التي يخوضها ضد الفلسطينيات/ين إلى محوهم/ن من تاريخ، إذ مسح بقصفه 50 عائلة فلسطينية من السجلات المدنية، لتندثر أرواحُ أفرادها، وحيواتهم/ن وأحلامهم/ن.
وفي محاولةٍ للبقاء في الذاكرة، دوّن الكثير من الأطفال والطفلات أسمائهم/ن على الأيدي حتى تتمكن فرق الإغاثة من التعرّف على هويّاتهم/ن عند انتشال الجثامين.
ومن بين المجازر اللاإنسانية التي حصلت خلال الأيام الماضية، كانت حادثة طعن وقتل الطفل الفلسطيني وديع الفيوم، وجرح والدته في منزلهما في مدينة شيكاغو من قبل شخص أميركيّ.
وذلك بالتزامن مع كذبة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن بأن “المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس أطفال إسرائيليين”.
يحدث هذا كلّه والعالم لا يقف صامتًا فحسب، وإنّما يرفع صوته عاليًا سعيًا للتحريض على سفك الدماء الفلسطينية، وتطبيع الإبادة الجماعية الحاصلة بحق الفلسطينيين/ات.