ما بعد انقضاء الهدنة.. العدو يزداد توحشًا
أنهى الاحتلال الإسرائيلي الهدنة التي استمرت 7 أيام في قطاع غزة، عبر قصف وسط القطاع وجنوبه.
جنوب قطاع غزة ليس منطقة آمنة.. انزحوا مرة أخرى
بعد أن كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت جنوب قطاع غزة منطقة آمنة. ودأبت على مدار أكثر من شهر على دفع السكان إلى النزوح إليه نقضت الهدنة بقصفه، فبدأت بقصف مدينة خان يونس فقتلت 178 شخصًا بينهن/م 3 صحافيين بالإضافة إلى تدمير 20 منزلًا.
وشرع سلاح الجو الإسرائيلي برمي مناشير طالب الأهالي فيها بالتوجّه إلى رفح، كتب فيها “الجنوب منطقة قتال خطرة”.
ولربما يكون جيش الاحتلال بهذا القصف، سبّاقًا كعادته إلى “تحذير” الأهالي عبر قصفهنّ/م وتدمير مآويهنّ/م فوق رؤوسهن/م.
وصرّح الناطق الرسمي باسم قوات الاحتلال، مساء الجمعة، إن قواته البرية والبحرية والجوية قصفت أكثر من 200 نقطةً. واصفًا إياها بالـ “إرهابية”.
وأضاف “حماس لا تفهم سوى لغة القوة، لذا سنواصل العمل حتى تحقيق أهداف الحرب”، بينما أظهرت المقاطع المصوّرة من داخل غزة نزوح السكان وسط ذهول وخوف حاملين أمتعتهن/م على عربات.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال منعت بشكل كامل دخول المساعدات الطبية والغذائية -الشحيحة أصلًا- من خلال معبر رفح.
كما دارت اشتباكات برية بين المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال في حي الشيخ رضوان شماليّ القطاع، أسفرت عن خسائر تكبّدها جيش العدو الصهيوني.
اليوم الثاني بعد وقف الهدنة.. محاولة التهجير
شنّت طائرت الاحتلال غارات عنيفة على مدينة خان يونس جنوب القطاع، ومدينة دير البلح وسطه، أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات.
وارتفع عدد الشهيدات/ الشهداء إلى 240 شخصًا على الأقل، وإصابة أكثر من 650، كما دمّرت مئات المنازل فوق رؤوس قاطنيها.
وسط دمار كامل في القطاع الطبي الذي يعجز عن إجراء العمليات الجراحية الخطرة، نظرًا لعدم توفّر غرف العناية المركّزة نتيجة انقطاع الكهرباء ومنع دخول المساعدات.
وفتحت زوارق حربية إسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة على المناطق الساحلية لمدينة دير البلح، وأسقطت عشرات القنابل المضيئة في سماء المدينة.
بدورها، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية أن الزوارق الحربية كثفت قصفها لساحل خان يونس، وأن مدفعية الاحتلال قصفت بشكل عنيف بلدة القرارة شمال شرق خان يونس.
ويظهر هذا القصف المتوحش الذي ركّز على مناطق وسط وجنوب القطاع محاولة الكيان تنفيذ خطته الأولى بإفراغ غزة من سكّانها، عبر دفعهن/م نحو رفح ومن ثمّ التهجير إلى سيناء.
وهو ما أكّد عليه الإعلام الإسرائيلي الذي نشر صورًا لخريطة تظهر غزة مقسّمة إلى مئات المناطق، وقال إنها ستستخدم في المستقبل للإبلاغ عن “المناطق الآمنة”.
على الجانب الآخر، استأنف سلاح الجو الإسرائيلي قصفه المتوحش على قرى جنوب لبنان الحدودية مع فلسطين المحتلة فقتل 3 لبنانيات/ين.
اليوم الثالث.. اعتقالات في الضفة وقتل في القطاع
وبالرغم من دعوات الأمم المتحدة لـ “ضبط النفس” إلا أن الاحتلال الإسرائيلي اختار التصعيد والاستمرار في التقتيل فقصف مربعًا سكنيًا كاملًا في حي الشجاعية. ما أدى إلى محوه بشكل تام ورفع حصيلة الشهيدات/ الشهداء إلى أكثر من 1600 خلال 3 أيام.
وبحسب الدفاع المدني الفلسطيني فإن انتشال الجثث من تحت الأنقاض كان مهمة شبه مستحيلة بسبب:
• تهالك معدات الدفاع المدني التي تعمل دون توقّف منذ ما يقارب 60 يومًا، خصوصًا في ظلّ منع دخول المساعدات.
• القصف الإسرائيلي المتواصل على حي الشجاعية، وغيره من أحياء غزة والذي يعيق حركة الإسعاف والدفاع المدني.
• تحوّل الأبنية بالكامل إلى ركام، وهو ما يعيق القدرة على القيام بعمليات الإنقاذ بشكل جيد.
• وجود عدد هائل من الضحايا ما يجعل العثور على الأحياء، أو استخراج الجثث أمرًا بالغ الصعوبة.
ونالت الضفة الغربية نصيبها من الإجرام، حيث اعتقل أكثر من 55 فلسطينيًا و 5 طالبات جامعيات موجهًا إليهنّ/م تهم دعم المقاومة.
اليوم الرابع اقتحام وطرد
حاولت قوات الاحتلال اقتحام كلّ من منطقة ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وقلنديا في الضفة الغربية.
وقتل الجنود المحتلون الشاب محمد يوسف مناصرة (25 عامًا) بالرصاص الحيّ أمام أعين والدته. وذلك أثناء مداهمة المنزل ما أدى إلى مواجهات بين شبان المخيم والجنود.
عرض هذا المنشور على Instagram
وكذلك، حاولت قوات إسرائيلية اقتحام مخيم جنين بأكثر من 50 آلية عسكرية، مصحوبة بأربع جرافات، وسط إطلاق نار كثيف.
ولم تستطع القوة العسكرية المذكورة اقتحام المخيم الذي دافع أهله عنه باشتباك مع العدو دام يومًا كاملًا، وأسفر عن انسحاب الصهاينة فجر يوم الاثنين.
يذكر أن حملة الاعتقالات في الضفة الغربية طالت أكثر من 3000 فلسطينية وفلسطيني منذ بدء العدوان على غزة.