نازحو/ات اليمن.. معاناة متفاقمة باستمرار الحرب
دفعت المواجهات المسلحة في اليمن آلاف الأسر إلى النزوح والهروب من الحرب إلى مناطق مختلفة معظمها نائية لا توفر لهن/م أدنى سبل العيش. تزامن ذلك مع شح المساعدات وتدهور الوضع الأمني.
وأكدت عدة تقارير منظمات دولية في السنوات الأخيرة أن استمرار الحرب جعل النازحين/ات يواجهون/ن ظروفًا مأساوية غاية في الصعوبة.
كما تواجه فرق العمل الإنسانية عوائق كبيرة في إيصال المساعدات إلى هذه المناطق.
ورغم التحذيرات المستمرة منذ 2015 بأن الصراع المسلح وتدهور الأوضاع في اليمن، يدفعان ملايين اليمنيين/ات النازحين/ات إلى الخطر والمجاعة، فإن الحال لم يتغير بل ازداد سوءًا.
View this post on Instagram
النازحون في إب واستمرار المعاناة
وفي تقريرٍ لصحيفة “الشرق الأوسط” حول أوضاع النازحين/ات في منطقة إب، فإن الحرب في اليمن “أدت إلى تشريد أكثر من 4 ملايين شخص، يعاني أغلبهن/م من ظروفٍ صعبة، بما في ذلك النازحون/ات إلى محافظة إب (193 كيلومترًا جنوب صنعاء)”.
وفي ظلّ انخفاضٍ مهولٍ في المساعدات الإنسانية الموجهة للنازحين/ات في اليمن، فإن الأمطار الغزيرة قد ضاعفت توقف المساعدات وانعدام الخدمات، بإلإضافة إلى عدة عوامل أخرى خلفتها الحرب. لينتج عن ذلك معاناة آلاف الأسر في مدينة إب والمديريات التابعة لها.
وأوضح التقرير نفسه أن “الأوضاع الصعبة للنازحين/ات قد أجبرتهن/م على العيش في الخيم بعد تدمير منازلهن/م. كما يصعب على أغلبهن/م الحصول على مياه الشرب والمأكل والملبس منذ نزوحهن/م قبل سنوات”.
بالإضافة إلى “انتشار الأمراض المعدية وشح الأدوية ومراكز التطبيب إن لم يكن انعدامها”.
إب.. من مكان للنزوح إلى مكان يؤدي للنزوح
بعد أن كانت مركزًا يأوي العديد من النازحين/ات القادمين/ات من المناطق المجاورة، أصبحت إب محافظة مكتظة وتشهد غيابًا للأمن وتدهورًا حادًّا في مختلف مناحي الحياة.
هذا ما جعل العديد من سكانها ينزحن/ون خارجها بحثًا عن فرص أفضل.
وحسب “الشرق الأوسط”، فإن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين/ات أفادت “بنزوح 80 أسرة من إب صوب مناطق أخرى في الشهرين الماضيين. ليضافوا إلى 447 أسرة مكوّنة من 2400 شخص، أجبروا نتيجة الخوف من الانتهاكات والملاحقة والخطف من الحوثي على النزوح من إب عام 2023”.
وحسب نفس المصدر فقد “بلغت أعداد النازحين/ات من محافظة إب خلال العام المنصرم ما نسبتها 6.20% من إجمالي النازحين/ات في تلك الفترة البالغ عددهم 7211 أسرة تتألف من (39417 فردًا)”.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين/ات، في تقريرٍ سابق لها، أن الوضع المعيشي الذي يعانيه عشرات الآلاف من النازحين/ات في مدينة إب بائس جدًّا؛ حيث يعيش نحو 25 ألف نازح في 73 موقعًا”.
ليكون هذا الوضع شبيهًا بعدة أماكن في اليمن التي تعيش وضعًا مأساويًّا نتيجة استمرار الحرب وانعدام الأمن والاستقرار الاقتصادي والغذائي.