“سفّاح التجمع”.. النظام الأبوي وصناعة السفاحين

في تصاعدٍ ملحوظٍ في أعداد سفاحي النظام الأبوي في مصر، ظهرت قصة جديدة لقاتل للنساء، عُرف إعلاميًّا باسم “سفّاح التجمع”.

حيث تلقت الجهات الأمنية في 16 أيار/مايو الجاري، بلاغًا يفيد بالعثور على جثمان فتاة “بدون ملابس” في دائرة قسم جنوب ثان بورسعيد. ثم أعلنت السلطات الأمنية اكتشاف جثامين لثلاث نساء قتلن بطريقة مماثلة، ورجحت التحريات أن يكون العدد أكبر.


ألقي القبض على القاتل بعد محاولته للهرب، وقررت النيابة العامة حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة قتل 3 نساء، وذلك بعدما أجرى فريق النيابة معاينة تصويرية لقتل فتاتين في شقة المتهم.

السادية واستهداف “عاملات الجنس”

بعد تحقيقٍ موسّع، استطاعت الجهات الأمنية المصرية إلقاء القبض على القاتل كريم (37 عامًا)، وهو مدرّس في إحدى المدارس الدولية ويحمل الجنسية الأميركية.

ووفقًا للتحريات فإن القاتل قام منذ فترة باستئجار شقة سكنية داخل مجمع سكني في منطقة التجمع الخامس. ورصدت كاميرات المراقبة الموجودة لحظات دخول وخروج الضحايا في أوقاتٍ متأخرة. كما أنه طلب من صاحب المجمع السكني حسب شهادة الحارس أن يضع عوازل للصوت على الجدران لكي لا يتم ازعاجه، وقد خصص غرفة في المنزل لأجل ارتكاب جرائمه.

وصف القاتل نفسه بـ”السادي”، واعترف أمام جهات التحقيق باستدراج ما وصفهن بـ”عاملات الجنس”، من خلال تطبيق “فيسبوك”، معتبراً أن “ارتكاب جرائمه معهن والتخلص منهن سهل، حيث لا يسأل أحد عليهن”.

وحسب وسائل إعلامٍ محلية فإن القاتل لم يعد يذكر عدد ضحاياه.

لكن حسب ما توصّلت إليه التحقيقات الرسمية حتى الآن، فإن الضحية الأولى هي امرأة (27 عامًا)، زعم القاتل أنه استدرجها لغرض “الجنس وتعاطي المخدرات”.

وقال إنه ارتكب جريمته بعد تقييد الضحية والاعتداء عليها. ثم خنقها ووضع جثمانها في حقيبة سفر، وألقاها على طريق (الإسماعيلية- بورسعيد الصحراوي).

أما الضحية الثانية (19 عامًا)، فهي لفتاة من محافظة القاهرة. وذكر المجرم في التحقيقات أنه “استدرجها عن طريق فيسبوك، وأقامت معه لفترة بمقابلٍ مادي”.

ووفقًا لاعترافات المجرم، قام بخنق الضحية في 8 أيار/مايو، وتخلص من جثمانها بعد 5 أيام من الجريمة.

الضحية الثالثة (35 عامًا) قال القاتل في اعترافاته أنه ألقى بجثمانها في الظهير الصحراوي (طريق القاهرة- الإسماعيلية). وذكرت الأجهزة الأمنية أن الضحية حُرر محضر بشأن تغيبها منذ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

ووفقًا للتحقيقات، فإن المجرم استدرج ضحاياه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. مشيرةً إلى أنه كان يتعمّد “تقييد الضحايا، والتعدي عليهن بالضرب، بعد إجبارهن على تناول مواد مخدرة، حتى لا يشعرن بالألم خلال ارتكاب جريمته، إلى أن يلفظن أنفاسهن”.

وفي ذلك يقول القاتل في اعترافاته “كنت أقوم بتعذيبهن حتى الموت، ثم أنقلهن بالسيارة، وألقي بهن على الطريق الصحراوي”.

وفي تأكيدٍ لساديّته، أشار إلى أنه بعد كل جريمة كان يتوجه لأحد المطاعم ويتناول وجبة “سمك”.

وخلال فحص الهواتف والحواسب الخاصة، توصّل تقرير وحدة إدارة تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية إلى أن “سفاح التجمع” صوّر ضحاياه وتعذيبه لهن بالكرباج وتوثيق الأيدي والأقدام بالحبال في أثناء الاعتداء الجنسي عليهن، واحتفظ بالمقاطع على حاسوبه الشخصي مدونًا اسم كل ضحية على المقطع الخاص بها.

تيكتوكر شهير يخاف الفئران أم قاتل متسلسل

وفقًا لموقع “المصراوي” فإن “سفاح التجمع” ليس شخصًا مجهولاً للعامة. فالقاتل (كريم) مقدم محتوى عبر تطبيق “تيك توك” من خلال حساب يدعي “فونكس” لتعليم اللغة الانجليزية، وصل عدد متابعيه إلى نحو 7 ملايين ويجني بفضلهم آلاف الدولارات منحته لقب “الشاب الثري”.

ورغم شهرته على التيك توك كان السفاح قليل الحركة في محل إقامته، لا يظهر إلا في الليل.

ونقل الموقع عن جارته تعبيرها عن أنه “قد يظهر من شخصيته أن شخص غير مؤذٍ ويخاف من القوارض”.

وروت الجارة عن المجرم موقفًا غريبًا قائلةً إنه “مرة شوفته طالع بيجري من شقته ويقول “فار فار”.

هذا الشخص الذي يخاف الفئران، هو نفسه القاتل السادي الذي قتل بوحشية ثلاث نساء والعدد يرجّح أن يكون أكبر.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد