من السودان وحتى فلسطين وجنوب لبنان…إبادة شعوب وتآمر أنظمة

في مراحلة مخيفة من تطبيع الإبادة الجماعية والحروب الاستعمارية في غزة والسودان وجنوب لبنان، تتوالى المجازر دون أن يكون هناك تحرك جاد لوقفها. بل أصبح من الواضح أن الأنظمة السياسية في المنطقة والعالم ترعى هذا الإرهاب وتموله وتحميه.

مجزرة النصيرات أهوال لا تتوقف

ارتكب الاحتلال الصهيوني مجزرة دموية فجر السادس من يونيو/حزيران الجاري في وسط قطاع غزة بمخيم النصيرات، الذي يعتبر ثالث أكبر المخيمات في فلسطين بعد مخيمي جباليا والشاطئ من حيث المساحة والسكان.
وقد وصل عدد شهداء/شهيدات المجزرة حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى 210، وأكثر من 400 مصاب/ة.
وانتشرت عشرات المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي التي توثق ما خلفته المجزرة من فواجع وخسائر إنسانية، إذ وثقت عدسة أحد المصورين استشهاد طفل والطعام في فمه خلال ارتكاب الاحتلال لمجزرة النصيرات.
كما تم تداول صورة أخرى لشاب استشهد قبل أن ينتهي من إعداد طعامه، وعلق أحدهن/م على الصورتين بالقول “نحن في غزة نموت ونحن نتناول الطعام”.

وحسب تغطية الجزيرة فقد “أظهرت مقاطع أخرى استشهاد العشرات من الأطفال والنساء والرجال وقد مزق القصف أجسادهن/م إلى أشلاء مع مئات الجرحى”.

أمريكا تواصل دعم إبادة الغزاويات/ين

في هذا السياق فإن دعم أمريكا لكيان الإرهاب لم يعد يكتفي بالتسليح والدعم السياسي فقط، بل أيضًا امتد ليشمل التدخل العسكري المباشر في غزة.
حيث أفاد موقع أكسيوس -نقلا عن مسؤول بالإدارة الأميركية- أن ما وصفها بـ”خلية المختطفين الأميركية في إسرائيل” ساعدت في إعادة المحتجزين/ات الأربعة الذين أعلن الاحتلال استعادتهم/ن من غزة بعملية في وسط القطاع.
ونقلاً عن تقرير أعدّه مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة فإن شهود عيان قد شاهدوا القوة الصهيونية التي دخلت لاستعادة الأسرى الأربعة وهي متنكرة في سيارة مساعدات إنسانية، مؤكدين أن المكان تعرض لقصف غير مسبوق.

آلة القتل الصهيونية لا تتوقف

لم تكن مجزرة النصيرات وقبلها عشرات المجازر طيلة ثمانية أشهر من الحرب الإبادية على غزة بكافية لاستعمار دموي مثل الكيان الصهيوني.
حيث استأنف الغارات بعد يوم واحد من المجزرة على مدينة رفح ومخيم البريج ومدينة غزة وسط القطاع، في ذات وقت تخيم المجاعة الممنهجة على سكان القطاع وسط استمرار الحصار المفروض عليه، لترتفع بذلك معاناة جميع الفئات بغزة وتحديداً الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد ارتكب الاحتلال 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 40 شهيداً و218 إصابة في 10 يونيو/حزيران الجاري.
‏لترتفع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 37124 شهيداً/ة و84712 إصابة. وما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهن/م.

مجزرة ود نورة ومعاناة ولاية الجزيرة المستمرة

 

استمراراً للمجازر التي تقوم بها قوات الدعم السريع ضد الشعب السوداني في حربها مع الجيش، استيقظ أهالي قرية ود النورة بولاية الجزيرة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، على هجوم مباغت من قوات الدعم السريع، أسفر عن “مجزرة” راح ضحيتها أكثر من 180 شهيد/ة وعدد غير معروف من الجرحى فجر الخامس من حزيران/يونيو الجاري.
وقد استمر الهجوم لساعات دون أية نجدة تصل القرية بسبب انقطاع الاتصالات. وأفاد سكان القرية أن معظم من قتلوا في المجزرة تم قنصهن/م من مسافة الصفر.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في بيان حول المجزرة، بأنها تلقت “تقارير تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلاً/طفلة في ودنورة.
ووصف نشطاء/ات بأن مجزرة ود نورة هي أسوأ مجزرة بعد التي شهدتها مدينة الجنينة في غرب دارفور”.

ويذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر على ولاية الجزيرة منذ ديسمبر كانون الثاني الماضي، وتستمر في قطع الاتصالات والأنترنت.

ناجيات/ون يروين جحيم المجزرة

في توثيق لشهادات من نجون/وا من المجزرة نقل موقع الجزيرة.نت بعض الشهادات تحدثوا فيها عن تفاصيل ما حدث.
وحكت ثريا، التي خرجت من قريتها ود النورة إلى قرية أخرى مع طفليها للجزيرة نت، كيف “استفاقوا يوم الأربعاء على أصوات قذائف تنهمر على أجزاء مختلفة من خارج القرية، حيث علت أصوات نواح وبكاء النساء، بعد سقوط قتلى وجرحى واكتظاظ المستشفى بالمصابين/ات”.

فيما كشفت فاطمة أن “قوات الدعم السريع دخلت كثيرا من المنازل وهي تبحث عن الرجال والشباب، وتحدثت عما سمعته من قتل لأطفال صغار ما زالوا في مستويات الدراسة الأساسية”.
أما أحمد فيصف للجزيرة نت، “ما جرى في ود النورة بـ”المذبحة”، إذ حاصرتهم/ن قوات الدعم السريع مدة 4 أيام، لكن الشباب تصدوا لها بأسلحة خفيفة، اشتروها من أموال وفرها أبناء القرية المهاجرين لحماية أسرهن/م”.

مذابح الدعم السريع مستمرة

بعد مجزرة قرية ود النورة بولاية الجزيرة، أفادت “تنسيقية لجان مقاومة كرري” في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي بأن نحو 40 شخصاً قتلوا ومايزيد على 50 أصيبوا في قصف مدفعي عنيف من قوات الدعم السريع على أم درمان بضاحية الخرطوم في السادس من حزيران/يونيو الجاري.

نزوح قسري وموت مأساوي

في هذا الواقع المأساوي تزايد عدد النازحين/ات الفارين/ات من جحيم المجازر والحرب، حيث أفادت المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد النازحين/ات داخلياً في السودان بسبب الحرب قد يتجاوز عشرة ملايين شخص، ليشكل بذلك أكبر أزمة نزوح في العالم.
ورصدت المنظمة في أسبوع مجزرة ود نورة وجود 9.9 مليون نازح/ة داخلياً في أنحاء السودان.
واضطر نحو 12 مليون شخص في المجمل إلى الفرار من منازلهن/م، مع عبور أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة، من بينها مصر وتشاد.
ويتعرض النازحون/ات للعديد من الانتهاكات والمعاناة منها العراقيل السياسية التي تضعها الأنظمة في مصر وتشاد وإثيوبيا لمنع دخولهن/م.
فيما تعتبر رحلة النزوح مميتة في حد ذاتها، وهو ما يحدث بشكل متكرر للنازحين/ات المتوجهين نحو مصر عبر الصحاري، حيث توفي أكثر من 50 شخص بينهم/ن أطفال وعائلة كاملة، بسبب درجات الحرارة العالية والعطش في أثناء رحلة نزوحهم/ن من السودان نحو مصر.

جنوب لبنان وجرائم الكيان الصهيوني المسكوت عنها

منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبالتوازي مع الحرب الاستعمارية على قطاع غزة، تشهد حدود لبنان الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، أقصاف يومية زادت حدتها في الشهور الماضية على القرى والبلدات اللبنانية.
وخلال شهر حزيران يونيو استهدف الاحتلال عدة بلدات، حيث ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن “الاحتلال الصهيوني استهدف بالقصف المدفعي أطراف بلدة بيت ليف”.
كما تعرضت بلدة حولا حي المرج ووادي الدلافة، حسب الوكالة، لقصف مدفعي عنيف من مواقع الاحتلال.
وأشارت إلى أن “جنود الاحتلال المتمركزين داخل موقعَي العباد والمنارة يقومون بالتمشيط بالأسلحة الرشاشة مباشرة على أحياء ومنازل بلدة حولا”.
وأفادت الوكالة أيضًا “باندلاع حريق كبير في تخوم موقعَي الجيش اللبناني واليونيفيل (الكتيبة النيبالية) قبالة مستعمرة المنارة، على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الأزرق”.
كما تعرضت “منطقة المربعة في بلدة حانين -قضاء بنت جبيل (جنوب)، لقصف مدفعي صهيوني صباح العاشر من حزيران/يونيو الجاري”.
عطفًا على ذلك صرح وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن، عبر منصة “إكس”بأنه “منذ تسعة أشهر، يقصف العدو الإسرائيلي الثروتين النباتية والحيوانية اللبنانية بقذائف الفوسفور”.
وأضاف أن “مكتب قضاء بنت جبيل، التابع لوزارة الزراعة، تعرض يوم 09 حزيران/يونيو لاعتداء للمرة الثانية”.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في التقرير التراكمي للطوارئ الصحية أنه وحتى الثامن من أيار/مايو 2024 تم تسجيل 351 شهيد/ة و1413 إصابة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد