تجارة الدم…عندما تغذي البلدان الشقيقة بطون الاستعمار الصهيوني

كشفت بيانات صادرة عن صحافة الاحتلال الصهيوني أو ما يعرف بـ (بيانات الحاخامية الكبرى في اسرائيل) أن مئات المنتجات الغذائية يتم تصديرها إلى أسواق العدو منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عن طريق عشرات الشركات المتواجدة في 6 دول في المنطقة الناطقة بالعربية وهي مصر والأردن والمغرب والإمارات والسعودية وتونس، إلى جانب تركيا وباكستان.

وتظهر البيانات، أسماء الشركات المصنعة للمنتوجات، كما تظهر شهادات الترخيص التي حازت عليها هذه المنتجات من سلطات الاحتلال، صدر الكثير منها خلال فترة الحرب على غزة وفي وسط تجويع أهلها وحصارهن/م.

الأقربون يغذون القتلة

أظهرت بيانات الاحتلال بأنه تم استيراد 442 منتجاً يضم عشرات المواد الغذائية من خضار وفواكه مجمدة أو معلبة، وزيوت، وأطعمة محلية صادرة من مصر والأردن والإمارات والمغرب والسعودية وتونس.

ويبلغ عدد الشركات التي تعمل وتتواجد مصانعها في دول المنطقة الناطقة بالعربية والتي وصلت منتجاتها لمستوردين صهاينة، 80 شركة، في حين يبلغ عدد الشركات الموجودة في دول إسلامية 332 شركة، ليصبح بذلك مجموع الشركات بالدول العربية والإسلامية الواردة بالبيانات 412 شركة.

وأورد موقع “عربي بوست” أنه تم التحقق من البيانات المذكورة من خلال بحثٍ استقصائي قام به فريق عمل الموقع، وكشف أنه وبحسب البيانات، فقد “منحت “الحاخامية الكبرى في إسرائيل” شهادات “كوشير” والتي تعني أن الطعام متوافق مع الشريعة اليهودية، وأن المنتج حلال قانونيًا ويوضع شعار الشهادة على المنتجات الموجهة لاستهلاك المستوطنين/ات، أي أن هذه الشهادة توضع حصراً على المنتجات الموجهة للسوق الاسرائيلية والتي يتم استهلاكها من المستوطنين/ات.

وأضاف الموقع أن الحاخامية تقول أن “البيانات الصادرة عنها تتضمن قائمة المنتجات الغذائية والمواد الخام المستوردة، والتي تمت الموافقة عليها من قبل الحاخامية، والتي لا تزال صلاحية الشهادة الخاصة بها سارية، إضافة إلى منتجات انتهت صلاحية الشهادة الخاصة بها خلال الشهرين الماضيين”.

قائمة العار

أوردت البيانات أسماء الشركات المتورطة في شراكة الدم مع الاحتلال، لتكون شاهدة على زمن أصبحت فيه الخيانة وتغذية كيان استيطاني احلالي يهدف إلى إبادة ومحو الشعب الفلسطيني تمر مرور الكرام.

وتضمنت قائمة العار التي تحقق منها موقع عربي بوست ونقلناها عنه الشركات والبلدان التالية:

مصر: بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الاحتلال فقد، وردت أسماء 37 شركة في مصر، وحصل مستوردون صهاينة على 206 منتجات غذائية تعود لهذه الشركات، وتتضمن 41 صنفاً مثل الخضراوات والفواكه المجمدة، والسكر، والعصائر، وغيرها.من بين الشركات التي وردت أسماؤها في البيانات: مجموعة “فرج الله”، وشركة “النيل”، و”أغرو غرين”.

الأردن: بحسب قاعدة البيانات، هناك 5 شركات في الأردن، وصل 19 منتجاً لها إلى مستوردين في الكيان، وتبين لنا أن جميع منتجات الشركات الواردة في القائمة كان تاريخ إصدار شهادة الكوشير لها خلال فترة الحرب على غزة، باستثناء 5 منتجات تتبع شركة واحدة، كانت لا تزال شهادتها سارية خلال فترة الحرب، ومن بين الشركات المذكورة في قاعدة البيانات الصهيونية، شركتا “سرور” و”الجديدة”.

الإمارات: ورد في قاعدة البيانات ذكر 11 شركة في الإمارات، وصل 99 من منتجاتها إلى مستوردين في الكيان، وتتبع موقع “عربي بوست” هذه “الشركات، وتبين أن بعض المنتجات ليست مخصصة للبيع بالإمارات، وإنما للتصدير للخارج فقط، في حين أن بعضها الآخر منتشر في الأسواق الإماراتية، ومن بين الشركات المذكورة، الخليج للسكر، وتمور البركة”.

السعودية: ورد اسم شركة واحدة في السعودية في قاعدة البيانات وهي شركة Durrah، بمنتج واحد يحمل شهادة كوشير، ووصل إلى مستورد في الكيان.

المغرب: بحسب قاعدة البيانات الصهيونية، ظهرت أسماء 25 شركة في المغرب، ووصل 113 منتجاً لها إلى مستوردين صهاينة، من بين الشركات مجموعة شركات تابعة لـ”TALIKI GROUPE”، وشركة “RIO DE ORO”، وشركة “DARI”.

تونس: من بين الشركات المذكورة شركة واحدة في تونس تسمى “Moona Food”.

تركيا: كما أظهرت البيانات أسماء 290 شركة في تركيا، وحصل مستوردون إسرائيليون على 2772 منتجاً غذائياً لهذه الشركات، بينها شركات مثل أولكر وأولوداغ وإيكر وغيرها.

باكستان: وورد ذكر 27 منتجاً لـ 4 شركات باكستانية وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، من بينها شركتا “RM SALT” و”GUJRANWALA FOOD INDUSTRIES LTD”.

حصار وتجويع غزة مقابل تغذية العدو

في هذا السياق فإن البيانات الصادرة من العدو قد كشفت عن مدى حماية هذا الكيان من قبل البلدان التي يفترض بها أن تساعد في إزالته.

ففي الوقت الذي يتم فيه إغراق أسواق الصهاينة بآلاف المنتجات الغذائية التي تساعد المستوطنين/ات والجنود كما كيانهم المزعوم على البقاء، تحاصر دولاً مثل مصر والأردن كل المنافذ التي يمكن أن تمد غزة بالأغذية والمساعدات الطبية والحيوية، لتصبح قاعدة خلفية لحصار المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة ومنع أي سبل للبقاء عليهن/م.

بينما تساهم إلى جانب الإمارات والمغرب والسعودية الكيان الصهيوني في الاستمرار عبر الدعم اللوجستي والاقتصادي والتعاون العسكري.

تجوع غزة ويمنع أطفالها من الحصول على وجبة متكاملة، ويموت العشرات من سكانها الكرام بعد صراع مع الجوع والمرض، ويحاصر جرحاها ويمنعون من السفر للعلاج، وتقصف مستشفياتها وتدمر، ومع ذلك تتجرأ عشرات الشركات على إطالة أمد عدوها وتغذيته وتقويته ليواصل عمله الوحشي.

ووثق كبار خبراء العالم في مجال الأمن الغذائي، بوضوح أن المجاعة في الجزء الشمالي من غزة باتت أمراً واقعًا، حيث يعيش 1.1 مليون شخص دون موارد غذائية ليواجهوا جوعا كارثيا (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، وهو عدد وصف حسب التصنيف الأممي بأنه أكبر عدد من الأشخاص ممن يواجهون جوعًا كارثيًا يسجله نظام التصنيف على الإطلاق-في أي مكان أو زمان.

خيانة تتعدى حدود الوصف

لا يمكن قياس الضرر الناتج عن تزويد هذه الشركات والبلدان للكيان الصهيوني بالمواد الغذائية والمواد الأساسية التي تمكنه من الفتك بشعبنا الفلسطيني بكل أريحية، وإن أقرب توصيف لها هو أنها تعيق أي اضعاف لهذا الكيان الإرهابي.

 

من ناحية أخرى أصبح من الواضح أن الدول الشقيقة والمجاورة لفلسطين لم تعد تخفي تورطها في الإبادة الاستعمارية ضد غزة، أو مساهمتها في محو الشعب الفلسطيني واحلال مشروع الاستعمار الذي يمتد حلمه التوسعي الغازي ليشمل مناطق في ذات الدول التي تحميه وتغذيه.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد