رسالة نصية تكشف توجهاً “بيدوفيل” لتوماس برّاك

نشرت لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب الأميركي، أمس، وثائق إيميلات كشفت خلالها علاقة سفير ترامب في تركيا ومبعوثه إلى سوريا ولبنان، توماس برّاك، بقضايا تحرّش واغتصاب الأطفال/الطفلات.

وأظهرت الإيميلات والوثائق الخاصة بالمتحرّش الشهير بالأطفال/الطفلات، جيفري إبستين، أنه كان على تواصل مع توماس برّاك، وأنّ الأخير قد يكون متورّطاً في اغتصاب أطفال/طفلات بالشراكة مع البيدوفيل جيفري إبستين، الذي كانت تربطه به علاقة قوية.

 

“أرسل لي صوراً لك وللطفل/ـة واجعلني أبتسم”

وقد أظهرت إحدى الرسائل التي كان قد أرسلها إبستين إلى برّاك في 9 آذار/مارس 2016، أن الأخير كان يمارس علاقة شاذة بطفل/ـة، حيث يقول له فيها:

“أرسل لي صوراً لك وللطفل/ـة… واجعلني أبتسم.”

الرسالة، إلى جانب ما وُصف بـ”قائمة المقتنيات والهدايا” التي ضُبطت ضمن أدلة قضية إبستين، تُشير إلى علاقة شخصية وطويلة الأمد بين الرجلين. ومن بين تلك الهدايا ساعة Rolex بقيمة 11 ألف دولار، أُدرجت في آب/أغسطس 2003 كهدية من جيفري إبستين لتوم برّاك. كما كشفت رسائل لاحقة عام 2006 عن اجتماعات مباشرة بين الطرفين في منزل إبستين، وهو ما لم ينفه برّاك، بل اكتفى مكتبه بالقول إنّه “لم يتلقَّ أي هدية من إبستين أو من زوجته ماكسويل”.

سبق أن ساهم برّاك في إنقاذ المنتج السينمائي الشهير هارفي واينستين،

المتهم بعشرات قضايا الاعتداء الجنسي على نجمات وموظفات في هوليوود

تاريخ حافل بالفضائح الأخلاقية والسياسية

تأتي هذه الفضيحة بعد تاريخ حافل بالاتهامات السياسية والقضائية التي لاحقت برّاك، الذي يُعدّ أحد أقرب المقرّبين من ترامب، ومستشار حملته الانتخابية، ورئيس لجنة تنصيبه عام 2016.

الملف الأخلاقي لبرّاك لا يقلّ سواداً عن سجله السياسي، فقد ذكرت تقارير أنّه ساهم في إنقاذ المنتج السينمائي الشهير هارفي واينستين، المتهم بعشرات قضايا الاعتداء الجنسي على نجمات وموظفات في هوليوود، حين ضخّ عبر شركته Colony Capital تمويلاً لشركة واينستين بعد أيام فقط من تفجّر فضيحته عام 2017. كما ربطته صلات مالية بإبستين، المتهم الأبرز في قضايا استغلال القاصرات والقاصرين، ما يجعل برّاك واحداً من القلّة التي تربط بين اثنين من أشهر المتحرّشين والمجرمين الجنسيين في التاريخ الحديث.

يُذكر أنّ توم برّاك صنع ثروته عبر شركة الاستثمار العقاري Colony Capital (المعروفة حالياً باسم Digital Bridge) التي وُجّهت إليها انتقادات باعتبارها أداة لإثرائه الشخصي، في حين قدّمت عوائد متدنية للمستثمرين/ات. كما استخدمها، بحسب تقارير، لشراء مزرعة Neverland الشهيرة التابعة لمايكل جاكسون، الذي ورد اسمه أيضاً في دفتر اتصالات إبستين.

الوقائع المتكشّفة اليوم تُعيد فتح ملفاتٍ ظنّ كثيرون/ات أنّها طُويت، وتؤكد أنّ دائرة المقرّبين/ات من ترامب، وخاصة أولئك الذين يشرفون على تقرير مصائر دول بعينها مثل توماس برّاك، لا تزال تتقاطع مع أكثر الشخصيات إثارةً للجدل والانحراف في السياسة والمال والجنس. كما تؤكد أنّ شبكة النفوذ تلك ما زالت قادرة على إعادة تدوير نفسها في مناصب دبلوماسية عليا، رغم ما تكشفه الأدلة من تورّط أخلاقي وقانوني خطير.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد