بانا العابد… من طفلة محاصرة إلى صوتٍ عالمي للأطفال/الطفلات المتضررين/ات من الحرب

فازت  السورية بانا العابد 15 عام، بجائزة السلام للأطفال الدولية 2025 التي تمنحها مؤسسة KidsRights، تقديرًا لنشاطها المتواصل في الدفاع عن الأطفال/الطفلات المتأثرين/ات بالحروب.

وتُعد بانا اليوم أحد أبرز الأصوات الشابة التي نقلت معاناة صغار/صغيرات مناطق النزاع إلى العالم، بعد أن عاشت بنفسها التجربة القاسية خلال الحصار الذي ضرب شرق مدينة حلب عام 2016، حيث واجهت القصف والجوع وفقدان الأمان، وخسرت أصدقاء/صديقات وأقارب/قريبات، بينهم/ن صديقتها المقرّبة ياسمين، الأمر الذي شكّل دافعًا لها لمواصلة رسالتها.

حياة بانا في حلب المحاصرة

برز اسم بانا لأول مرة عندما بدأت توثيق حياتها اليومية في حلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول تغريداتها إلى نداء عالمي يطالب بإنهاء العنف ورفع الحصار عن المدنيين/ات. ومع اتساع صداها، أصبحت بانا رمزًا للمقاومة المدنية السلمية، ولقّبت لاحقًا بـ “أيقونة حلب”.

في السنوات التي تلت مغادرتها سوريا واستقرارها في تركيا، واصلت بانا نشاطها الإنساني من خلال مبادرات تُعنى بالأطفال/الطفلات الذين شتّتهم النزاع، مركّزة على قضايا التعليم، والصحة النفسية، وإعادة دمج النازحين/ات، إضافة إلى ملف الأطفال/الطفلات المفقودين/ات، حيث تعمل على مساعدة آلاف الأسر في البحث عن أبنائها وبناتها.

“السلام ليس رفاهية بل حقاً أساسياً للأطفال/الطفلات”.

“طفولتنا سرقت بسبب الحرب”

كما عملت بانا على تقديم برامج تعليمية للأطفال/الطفلات اللاجئين/ات، وأصدرت كتابين تُرجما إلى نحو خمس عشرة لغة، وبدأت في تطوير مشاريع توثيقية وتدريبية تهدف إلى تمكين الشباب/الشابات من خوض العمل الحقوقي. وبعد إعلان فوزها، أكدت بانا أن السلام ليس رفاهية بل حقًا أساسيًا للأطفال/الطفلات، قائلة: “طفولتنا سُرقت بسبب الحروب. نريد أن نعيش بأمان. وإلى جميع الأطفال/الطفلات الذين يعانون/ين اليوم: أنتم/أنتن لستم/ن وحدكم/ن”.

إلى جانب الجائزة، حصلت بانا على تمثال نكوسي ومنحة دراسية، إضافة إلى مبلغ 75 ألف يورو خُصص جزء منه لدعم مبادرتها، فيما يُوجَّه الجزء الآخر لدعم مشاريع يقودها ناشطون/ناشطات شباب في مجال حقوق الأطفال/الطفلات حول العالم. وقد أشاد مارك دولارت، مؤسس KidsRights، بشجاعتها ومرونتها، مؤكدًا أن قصة بانا تجسّد جوهر الجائزة ورسالتها: تحويل الألم إلى قوة، ومنح صوتٍ لمن لا صوت لهم/لهن.

وبانضمامها إلى قائمة فائزين/فائزات بارزين/ات مثل مالالا يوسفزاي وغريتا تونبرغ، تواصل بانا العابد نشر رسالتها: حماية الأطفال/الطفلات وإعادة بناء حياة أكثر أمنًا وأملاً لهم/لهن بعد ويلات الحرب.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد