
مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
هربت حلا نورس ابراهيم، من المجازر الشنيعة التي ارتكبتها قوات محسوبة على السلطة الجديدة في سوريا في قريتها موسى الحولة، إلى بلدة البياضية قرب مصياف.
اعتُقل زوجها من قبل هيئة تحرير الشام، ثم أتاها خبر إصابة والدتها بجلطة، فهرعت حلا -ذات الخمس والعشرين ربيعًا- مع طفلها علي الذي لم يكمل سنته الأولى بعد، لتفقد العائلة أثرها بالقرب من جسر حميميم في 17 أيار/ مايو، وفي الثاني من حزيران/ يونيو بدأ الخاطفون بإرسال صور قاسية لأهلها، ثم نشاهد لها صور في مشفى جبلة تجري الفحوصات والتحاليل الطبية، بعد أخبار عن عودتها بجهود ناشطين أتراك من هاتاي.
ومن البلدة التي هُجّرت إليها حلا، فُقد الاتصال مع الشابة “نغم شادي عيشة” (23 عامًا) ظهرًا في الثاني من حزيران/ يونيو، بعد أن هُجرت عائلتها إلى البياضية مؤخرًا، ولم تعد حتى اللحظة.
القديم الجديد
بعد سقوط نظام بشار الأسد، بات الإذلال العلني، والخطف، والقتل في الساحل السوري، أحداثًا يوميّة لا يبدو أنّ السلطات تتعامل معها بالجدية اللازمة. كما لو أنه يتوجّب على أهل هذه المنطقة دفع ثمن الانتهاكات التي ارتكبها النظام البائد.
ورغم وصول موضوع خطف النساء العلويات إلى تقارير ونشرات أخبار وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية، تواصل السلطة الجديدة تجاهل وإنكار خطف عشرات الفتيات، وتصر على أنه مجرد “حالات هروب مع العشيق”.
ولا يبدو موضوع خطف النساء بعيدًا عن الماضي القريب للسلطة الجديدة، إذ لطالما استخدمت هيئة تحرير الشام النساء كأداة لابتزاز معارضيها. وتوضح الكثير من الفيديوهات الطريقة التي ينظرون إليها للنساء، مثل طلب عنصر من الأمن العام بحمص من امرأة علوية أن تقبل حذاءه قائلًا: “بوسي صرمايتي بلا عالسريع“، وضرب آخر لامرأة محجبة في ريف القصير، ناهيك عن طلب ثبوتيات الزواج أو الخطوبة من العديد من الشبان والشابات في الشارع.
قضية ميرا التي لا تتعلق بميرا
لكنّ قضية خطف النساء طغت على جميع المضايقات السابقة. وما زاد من خطورة الأمر، استخدام قضية الفتاة ميرا -التي تبيّن لاحقًا أنها هربت بإرادتها للزواج- لتكذيب قصص أخريات، وللتعتيم على عشرات ملفات اختطاف النساء والفتيات.
فبعد اختفاء ميرا بعد دخولها إلى معهد إعداد المدرسين في حمص في 27 نيسان/أبريل 2025، عادت بعد نحو أسبوع إلى منزلها برفقة شاب قالت إنه زوجها، ومعهما دورية من الأمن العام. في البداية، أثارت ملامح الخوف والارتباك الشكوك والتساؤلات. ولكنّ لقاءات لاحقة مع ميرا وأحمد أكدت أنها خرجت من المنزل بإرادتها، ودبّرت كل ما جرى لكي تتمكن من الهرب مع حبيبها.
لاحقًا، قام ناشط بتصويرهما في فيديو بث مباشر في الشارع، حيث بدت ميرا مرتاحة ومبتسمة وهي تنفي مجددًا رواية اختطافها.
تحوّلت قضية ميرا من “خطف” إلى “تريند”، وتجلّت خطورتها في استخدامها كنموذج للتعميم على جميع حالات خطف النساء والفتيات العلويات في اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة ودمشق. واقعٌ دفع الناشطين/ات للتساؤل حول المغزى من التركيز الإعلامي على قصة ميرا بعد عودتها، في حين لم نرَ هذا الاهتمام البالغ يوم اختفائها.
“كلهم عم يكذبو كذبات مو منطقية”
في سيناريو مشابه، فُقد الاتصال مع لانا أحمد (15 عامًا) في مدينة اللاذقية، في 25 آذار/مارس الماضي. تحدّثت والدتها في تحقيق لموقع درج دون أن تُفصح عن هويتها خوفًا، ثم نُشرت صورة لابنتها تظهر عليها علامات التعذيب.
وبعد عودة المخطوفتين القاصرتين (دون شقيقهما) إلى أمهما – التي ناشدت عبر ثلاث فيديوهات – في بيت شنتة بريف طرطوس، تشجّعت أم لانا وخرجت في فيديو تناشد فيه الكشف عن مصير ابنتها القاصر، إذ إنّ الخاطفين “يبتزونها بمبلغ مالي لا قدرة لها على دفعه”. وبعد أيام قليلة، ظهرت لانا في فيديو مصوّر في الشارع إلى جانب شاب مراهق (17 عامًا)، قالت فيه إنها تحبه، وإنها هربت من أهلها للزواج به.
لاحقًا، نشر أحد الناشطين فيديو يجري فيه مكالمة مع والدة لانا، بدت فيها مترددة وخائفة، وألمحت إلى تعرضها للتهديد والضغط في حال قالت الحقيقة، قائلةً: “ليش وقفت علينا؟… كله عم يكذب كذبات مانا منطقية وما بتتصدق”.
لربما كانت تقصد بـ”الكذبات غير المنطقية” القصص التي خرجت بها بعض المخطوفات العائدات، مثل الطفلة سيما حسنو التي قالت إنها كانت ذاهبة لملاقاة أهلها في “الجيل الماضي” نسبةً للتقمص، وآية التي غافلت أهلها لقاء “عرض عمل خياطة” مقابل 400 دولار شهريًا، ليتبيّن أنه استدراج من حبيبها السابق، وهي الرواية التي قالت والدتها إن السلطات تحاول إجبارها على تبنّيها.
وحول قضية لانا، أكد الصحافي ميلاد الشهابي أن الخاطفين تواصلوا مع عائلتها، طالبين فدية قدرها 100 ألف دولار. وبعد نشر والدتها فيديو تطلب فيه المساعدة، ذهب الأمن العام في اللاذقية إلى منزلها، وأجبروها على حذف الفيديو، وأخبروها أن ابنتها في حلب، وقد تزوجت من محمد الديك (17 عامًا).
وسُمح للأم برؤية ابنتها في منطقة الشهباء بحلب، إلى جانب جامع الغزل، داخل منزل أحد القادة الأمنيين ويدعى “أبو أحمد”. وأكد الصحافي أنه يمتلك فيديوهات وتسجيلات تثبت عملية الخطف. كما أشار – نقلًا عن مقربين من عائلة الطفلة – إلى أن تهديدات منعتهم من التوجّه إلى حلب برفقة وجهاء من العائلة.
ليُعاد طرح الأسئلة الهامة: كيف لفتاة قاصر لم تبلغ السن القانوني أن تتزوج؟ وكيف يمكن لطفلين أن يتزوجا دون علم الأهل؟ ألا يُعدّ تمثيل الخطف، والتعذيب، وطلب الفدية… جريمة يُعاقب عليها القانون؟ … وغيرها من الأسئلة التي ما زالت بانتظار الإجابة.
“وين كانت بنتي؟” مخطوفات ما بعد ميرا
بعد ظهور ميرا وأحمد في فيديو بتاريخ 9 أيار/ مايو، يُكذّبان فيه رواية اختطافها، واستغلال هذه الرواية من قِبل العديد من الأطراف – بقصد أو من غير قصد – للتغطية على قضية المختطفات، لم يتوقف مسلسل خطف النساء والفتيات والطفلات.
فقد شهد شهر أيار زيادة مقلقة في وتيرة عمليات الخطف ومحاولاتها.
ففي يومي 12 و13 أيار/ مايو، شهدت بلدة دوير الشيخ سعد قرب مدينة طرطوس حادثتي اختطاف: الأولى بحق الفتاة القاصر نور الهدى خضر أحمد (16 عامًا) التي خرجت صباحًا لشراء حاجيات المنزل. وفي اليوم التالي، اختُطفت ياسمين أحمد عيسى، المتزوجة قبل شهر فقط، والتي تعاني من مرض الصرع وتحتاج إلى تناول أدويتها بشكلٍ منتظم. وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا توجد أخبار عنهما، رغم مناشدات ذويهما في فيديو نُشر مؤخرًا.
وفي 17 أيار/ مايو، فُقد الاتصال مع طالبة التمريض نور سامر أسعد في نفق المواساة بدمشق، صباحًا أثناء توجهها إلى دوامها.
وفي اليوم ذاته، اختُطفت حلا نورس ابراهيم (25 عامًا) برفقة رضيعها، وذلك بعد أن كان الأمن العام قد اعتقل زوجها في وقتٍ سابق.
وفي اليوم التالي، 18 أيار/ مايو، فُقد الاتصال مع السيدة عتاب سليم جديد، وهي أم لثلاثة أطفال. وكان آخر تواصل لها مع عائلتها من الكورنيش البحري في طرطوس. وقد ناشد شقيقها، الدكتور نورس جديد، الجهات المعنية وطالب بالتعاون من أجل إعادة شقيقته.
وبعد ثلاثة أيام على اختفائها، عادت الطالبة نور أسعد، التي تنحدر من قرية كوكب الهوى في ريف طرطوس، إلى عائلتها بتاريخ 20 أيار. وظهرت في فيديو وهي متعبة، تحتضن والدتها، التي كانت تسأل الرجل الذي أعادها: “بس قلي وين كانت بنتي؟”. وأجاب الأخير بأنه كان في طريقه لري أرضه على طريق العاصي في منطقة الغاب، دون أن يقدّم أي تفاصيل إضافية.
أما السيدة عتاب جديد، فلا يزال مصيرها مجهولًا حتى اليوم.
خاطف يطلب سحب الضبط!
في اليوم التالي لعودة نور، أي في 21 أيار/ مايو، نشر شقيق عبير يونس سليمان (29 عامًا) أنه فقد الاتصال بأخته في كراج مدينة طرطوس، بعد أن كانت قادمة من قريتها رويسة حمدان في ريف صافيتا. كما نشرت والدتها فيديو تطلب فيه المساعدة.
قام شقيق عبير، عبد الهادي، بتنظيم ضبط لدى الأمن العام، ليصله لاحقًا اتصال من شخص يُعتقد أنه خاطف أو وسيط، أخبره فيه أن الأمن العام أخبرهم قد أبلغهم بوجود شكوى ضدهم، مطالبًا بسحب الضبط. وادعى المتصل أن الخاطفين موجودون في خان شيخون بمحافظة إدلب.
وبعد أيام، ظهر عبد الهادي في فيديو يؤكد فيه أن الخاطفين طلبوا مبلغًا ماليًا كبيرًا جدًا، وقد تمكن بصعوبة بالغة من تأمينه وإرساله إليهم عبر حوالات داخلية وخارجية، لكن أخته لم تعد. وناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية مساعدته في كشف مصير عبير، مؤكدًا استعداده للتعاون وتقديم الوثائق، والتسجيلات، وصور الحوالات المالية.
وفي اليوم التالي لاختطاف عبير، شهدت مدينة اللاذقية حالتي فقدان اتصال مع فتاتين؛ الأولى من حي قنينص، والثانية طالبة بكالوريا من حي بوقا. وقد عادت الفتاتان في اليوم التالي دون أي توضيح حول ما حدث.
وفي 24 أيار/ مايو، وفي المدينة نفسها، اعتقلت قوات حكومية في اللاذقية الطالبة الجامعية آية خلف الخلف، وهي طالبة في السنة الرابعة في كلية الحقوق، وذلك بسبب تصويرها فيديو يوثق تجاوزات حصلت أمامها. وقد وُجهت إليها تهمة “إثارة النعرات الطائفية”، ثم أُطلق سراحها بعد أيام دون تقديم أي توضيح، وهو نمط معتاد بعد كل حادثة خطف، لكن في هذه الحالة حدث بعد اعتقال مباشر.
المخطوفتان في فيديو
وفي اليوم نفسه، فقد أهلُ المخطوفة ورود ديب (25 عامًا) التواصل مع ابنتهم/ن، حين كانت متوجهة من قريتها في ريف طرطوس إلى الصفصافة لاستلام حوالة مالية. وبعد أيام، تحدثت مصادر محلية عن العثور عليها ملقاة على طريق حماة قرب السقيلبية، وعليها آثار كدماتٍ وتعذيبٍ جسدي قاسٍ.
في اليوم التالي لاعتقال آية الخلف وخطف ورود، فُقد الاتصال مع دارين عبد الرحمن سليمان (32 عامًا) وشقيقتها عرين (39 عامًا)، أثناء توجههما من قريتهما عين بالوج التابعة لدوير رسلان في ريف الدريكيش إلى مصياف لزيارة الطبيب، صباح 25 أيار/ مايو.
وفي مشهد يعكس غياب الجدية في ملاحقة الخاطفين، أرسل الخاطف فيديو صوره للشقيقتين، يُحمّل فيه العائلة المسؤولية بسبب رفضها التعاون معه.
وخرجت الطفلة راشيل وأخوها أحمد في فيديو يتوسلان فيه إعادة أمهما دارين وخالتهما عرين، كما ظهرت والدة المخطوفتين في فيديو تناشد فيه استعادة ابنتيها.
ثم اختُطفت الطالبة الجامعية ولاء أيمن إسماعيل، المقيمة في الشيخ بدر بريف طرطوس، مساء الثلاثاء 27 أيار/ مايو، بالقرب من السكن الجامعي في مدينة حمص، رغم أنها كانت ترتدي الحجاب في الجامعة لإخفاء انتمائها الطائفي. وتلقّت العائلة اتصالاً من مجهولين طلبوا فدية مالية قدرها 15 ألف دولار لإطلاق سراحها، لتعود الفتاة، اليتيمة الأب، في اليوم التالي دون أي تفاصيل تُذكر.
لم يُفلح ظهور لانا أحمد (15 عامًا) في فيديو مع “زوجها” محمد (17 عامًا)، بتاريخ 30 أيار/ مايو، ونفيهما لقصة الخطف من أساسها، في وقف اختفاء الفتيات والسيدات من الساحل السوري، وحمص، وحماة، وغيرها. ففي اليوم التالي مباشرة، فُقد الاتصال بفتاتين في حادثتين منفصلتين:
-
سمر حسن اسماعيل (16 عامًا)، من خربة المعزة بريف طرطوس.
-
لارا علي العباس (24 عامًا)، طالبة في معهد الرسم من قرية جرجرة بريف حماة، وكان آخر تواصل معها من كراج مصياف بتاريخ 31 أيار، وكانت ترتدي الحجاب لإخفاء هويتها الطائفية.
وفي اليوم التالي، عادت لارا إلى منزل أهلها، وظهرت في فيديو وهي ترتدي الحجاب، مؤكدة أنها لم تكن مخطوفة، بل خرجت من منزل ذويها لأنها “كانت مضغوطة من جو البيت”، وقد ذهبت إلى منزل صديقتها وباتت عندها، ولم تستطع التواصل مع عائلتها لأسباب لم توضّحها.
أما سمر، فعادت برواية مختلفة؛ إذ تواصل أحد الصحافيين مع ذويها ومختار قريتها، وأخبروه أن سمر، طالبة الثانوية، قد تزوجت رجلاً من إدلب مقيم في اللاذقية (لم يُفصح عن اسمه أو عمره)، وتم الزواج في القصر العدلي باللاذقية. وأضافوا أنهم لا يرغبون بالخوض في أي تفاصيل أخرى.
وبعد عودة لارا، أعلن والد الفتاة غزل آصف حسون (17 عامًا) عن فقدان الاتصال بابنته بتاريخ 2 حزيران/ يونيو، في حي الدعتور بمدينة اللاذقية. ثم نشر الأب مقطع فيديو ظهر فيه مع ابنته، مؤكدًا أنهما في دمشق وسيعودان إلى اللاذقية، مضيفًا: “أنا قلت مفقودة، ما قلت شي تاني…”. ووجّه شكره للأمن العام، و”الهيئة”، والشيخ أبو أيهم.
وفي 10 حزيران/ يونيو الجاري، خرجت جهينة عبدالكريم برفقة طفلتها سيينا النقري (7أعوام) لاستلام حوالة مالية (لا تتجاوز قيمتها 15 دولار). ومنذ ذلك الحين انقطع الاتصال معها. ونشرت عائلتها مناشدات للمساعدة في إيجادها والكشف عن مصيرها.
محاولات فاشلة
أفادت مصادر لموقع “شريكة ولكن” بوقوع عدة محاولات خطف في الساحل السوري، وخصوصًا على الطرق الرئيسية.
وأكدت منى (33 عامًا) أنها، بينما كانت بالقرب من الكراج الجديد في مدينة طرطوس، توقفت سيارة “فان- حافلة” سوداء قربها، فُتح بابها الجانبي، وكان بداخلها أشخاص ملثمون، ما دفع منى للركض والهرب.
وفي 24 أيار/ مايو، اختُطفت فتاة تُدعى (ي .م.) من قرية المرحّة التابعة لمنطقة مصياف في محافظة حماة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تمكنت الفتاة من الفرار بعد أن فتحت باب السيارة وألقت بنفسها في قرية القصية، الواقعة أيضًا في منطقة مصياف بريف حماة.
في اليوم التالي، 25 أيار/ مايو، أقدمت سيارة تحمل لوحة تسجيل “إدلب”، وعلى متنها خمسة أشخاص، على محاولة خطف فتاة (17 عامًا) في مدينة وادي العيون، وتحديدًا في حي بيت شلهوم في ساحة الكرنك. وقد نجت الفتاة منهم بأعجوبة.
وفي 29 أيار 2025، اعترضت سيارتان بداخلهما عناصر ملثمة طريق فتاة في بلدة الدكيكة بريف طرطوس في محاولة خطف، حيث طُلب منها الصعود إلى السيارة، لكنها ركضت مبتعدة، فلحقتها إحدى السيارتين، إلا أن تدخل الأهالي أجبر الخاطفين على الانسحاب ومتابعة طريقهم.
مخطوفات لم نسمع عنهنّ
وختامًا، اختار أهل المفقودة ازدهار الخالد، من قرية الأعور في ريف حمص، نهاية شهر أيار للإفصاح عن خبر اختفاء ابنتهم، البالغة من العمر 33 عامًا، وهي أم لأربعة أطفال. فقد مضى على اختفائها أكثر من شهر، ولم يتكلموا في البداية خوفًا من العواقب، ثم قاموا لاحقًا (بعد ١٥ يوم من اختفائها) بنشر أرقام للتواصل.
تقودنا قضية ازدهار إلى أن عدد المخطوفات من النساء والفتيات قد يفوق التقديرات والحالات المُعلنة، إذ ما تزال الوصمة الاجتماعية والخوف من الانتقام تمنع كثيرًا من الأهالي من الإبلاغ عن فقدان بناتهم.
وبحسب ناشطين/ات، فإن حالات الخطف في الداخل السوري، خصوصًا في ريفي حمص وحماة، يُتوقع أن تكون أكثر بكثير من تلك المُعلن عنها في طرطوس واللاذقية، لكنّ الانفتاح النسبي في المحافظتين الساحليتين يدفع الأهالي إلى التبليغ والمناشدة، في حين تعاني معظم قرى ريفي حمص وحماة من الفقر الشديد والانفلات الأمني، إلى جانب ضعف في المستوى الاقتصادي والتعليمي والخدمي، وهو ما يُشكل حاجزًا أمام الإبلاغ أو حتى الحديث عن حوادث الخطف والانتهاكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تقول ناشطة سورية:
“في ريف طرطوس واللاذقية نسمع خبرًا عن الاستيلاء على منزل…
أما في ريف حماة، فيكون الخبر هو الاستيلاء على قرية كاملة أو عدة قرى!
فما بالكم/ن بموضوعٍ حساسٍ كخطف النساء؟”
كتابة: صحافي من سوريا (فضّل عدم ذكر اسمه)