“أطباء بلا حدود” : الفاشر تواجه مجاعة كارثية أكثر من 70% من الأطفال/الطفلات يعانون سوء تغذية حادّ

حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تفاقم أزمة سوء التغذية في شمال دارفور، خاصة بين أطفال/طفلات الفاشر، ودعت إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة للنازحين/ات من المدينة المحاصَرة منذ أكثر من 500 يوم.

وأصدرت منظمة “أطباء بلا حدود” بياناً في الحادي عشر من نوفمبر 2025، حذّرت فيه من تصاعد أزمة سوء التغذية في السودان، بعد تسجيل معدلات مرتفعة بين النازحين/ات الفارّين/ات من مدينة الفاشر إلى مدينة طويلة بولاية شمال دارفور. وأكدت المنظمة أن فرقها الطبية تستقبل يومياً مئات الأشخاص الذين غادروا/ن الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في أواخر أكتوبر، مشيرةً إلى أن الوضع الغذائي والصحي للوافدين الجدد يعكس حالة إنسانية متدهورة تستدعي تدخلاً عاجلاً.

ترتفع معدلات سوء التغذية في الفاشر بين النساء والأطفال الرضع

أطفال/طفلات مهدّدون/ات بالموت بسبب سوء التغذية

وأوضحت المنظمة أن أكثر من 70% من الأطفال/الطفلات دون سن الخامسة الذين وصلوا/ن إلى طويلة يعانون من سوء تغذية حادّ، فيما بلغت نسبة الحالات المصنّفة ضمن سوء التغذية الحادّ والخيم نحو 35%. كما كشفت الفحوص الطبية التي أُجريت على 1130 بالغاً/ـة أن 60% منهم/ن مصابون/ات بسوء تغذية حادّ، من بينهم/ن 37% في حالة حرجة، إلى جانب ارتفاع ملحوظ في معدلات سوء التغذية بين النساء الحوامل والمرضعات. وأشارت المنظمة إلى أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها مدينة الفاشر، المحاصَرة منذ أكثر من 500 يوم، مؤكدةً أن النتائج تتطابق مع تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، الذي أُعلن مؤخراً عن وجود مجاعة في الفاشر وكادوقلي.

الحياة في الفاشر بحسب المواطنين/ات لم تعد تطاق

فهم/ن يتناولون/لن علف الحيوانات بدلاً من الغذاء

الجوع يخيم والعلف الحيواني بديلاً عن الطعام

نقل البيان شهادات من نازحين/ات فرّوا/رن من مدينة الفاشر، وصفوا/ن فيها الحياة داخل المدينة بأنها “لا تُطاق”، مشيرين/ات إلى إغلاق مطابخ المجتمع ومنع دخول المساعدات الإنسانية، إضافةً إلى تعرّض الأسواق للقصف، ما أدّى إلى نفاد المواد الغذائية الأساسية. وأفاد النازحون/ات بأن الجوع دفع السكان إلى استخدام علف الحيوانات كطعام، في ظلّ غياب أي بدائل غذائية، بينما أطلقت قوات الدعم السريع النار على من حاولوا إدخال الغذاء إلى المدينة. وتمكّن عدد محدود من السكان من الفرار والوصول إلى مدينة طويلة لتلقّي الرعاية الطبية من فرق أطباء/طبيبات بلا حدود.

تأتي هذه التطورات في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة يعيشها سكان شمال دارفور، بعد مرور عامٍ ونصف على حصار مدينة الفاشر وسيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة الولاية. وترافقت هذه الأحداث مع تقارير متزايدة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ما فاقم من معاناة المدنيين/ات المحاصَرين/ات. وأكدت منظمة أطباء/طبيبات بلا حدود أن استمرار الحصار يهدّد بحدوث مجاعة واسعة النطاق، قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف السكان المدنيين/ات، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح ممرات إنسانية.

في ختام بيانها، دعت منظمة أطباء/طبيبات بلا حدود جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف الانتهاكات ضد المدنيين/ات، وضمان مرور آمن للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وحذّرت منسقة الطوارئ في المنظمة، مريم لعروسي، من أن استمرار إغلاق الطرق أمام المنظمات الإنسانية يعرقل جهود الحدّ من المعاناة الناجمة عن سوء التغذية، مؤكدةً أن هناك الكثير ممّا يمكن فعله في مختلف أنحاء السودان إذا توفّرت الظروف المناسبة للوصول الآمن دون عوائق. وشدّدت على ضرورة تمكين الفرق الطبية من تقديم الخدمات الضرورية للمحتاجين/ات، في ظلّ تفاقم الأزمة الصحية والغذائية في شمال دارفور.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد