
حنان البرغوثي.. الصوت الذي تحاول إسرائيل إسكاتَه منذ عقود
أفاد مكتب إعلام الأسرى، بأن الأسيرة حنان البرغوثي البالغة من العمر (60 عامًا) من بلدة كوبر قضاء رام الله، تتعرض لإجراءات قمعية وتنكيل وتجويع في سجن “الدامون” الإسرائيلي.
وقال المكتب في بيان، أمس 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ان الأسيرة حنان البرغوثي حُررت مسبقا بموجب صفقة طوفان الأحرار وقد أعاد الاحتلال اعتقالها في خرق واضحً لبنود صفقة الحرية، مشيرًا إلى أنها تتعرض مع الأسيرات لأساليب قمع ممنهج تشمل التكبيل المستمر واقتحام الغرف.
View this post on Instagram
وأضاف أن الأسيرات في سجن الدامون تخضع لسلسلة من سياسات التنكيل والتجويع، دون أي مراعاة لخصوصيتهن كنساء. فالإجراءات المتبعة بحقهن لا تختلف عن تلك المطبقة على الأسرى الرجال؛ اقتحامات دورية للغرف، تكبيل يومي للأيدي أثناء الخروج إلى الفورة والعودة منها، إضافة إلى التفتيش المتكرر وسياسة العقاب الجماعي.
كما تتعمد إدارة السجن شتم الأسيرات بألفاظ نابية بشكل يومي، ويُمنع منعًا باتًا تواصلهن بين الغرف، وأي محاولة لذلك تُقابل بعقاب فوري. وتُجبر الأسيرات على الجلوس على الأرض عند عدد المغرب، بينما يُفرض عليهن الركوع ووجوههن للحائط في عدد منتصف النهار، في انتهاك صريح لكرامتهن الإنسانية.
تجربة اعتقال ثالثة.. والانتهاكات مستمرة
أشار مكتب إعلام الأسرى إلى أن كِبر سن الأسيرة حنان البرغوثي، لم يمنع الاحتلال من اعتقالها المتكرر لثلاث مرات؛ فقد اعتُقلت أول مرة بتاريخ 4/9/2023 ونالت حريتها بعد الصفقة في تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه بعد شهرين من الاعتقال. ثم أعيد اعتقالها مجددًا في أذار/مارس 2024 لمدة تسعة أشهر إداريًا، وأفرج عنها في كانون الأول/ديسمبر 2024. وبعد أشهر قليلة فقط، أُعيد اعتقالها للمرة الثالثة بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر 2025.
وتواجه البرغوثي، اليوم، مجددًا شبح الاعتقال الإداري، حيث جرى تحويل ملفها إلى الإداري بعد شهر من اعتقالها، وصدر بحقها أمر إداري مدته 3 أشهر إضافة إلى 3 أسابيع.
وتنحدر حنان البرغوثي من عائلة قدّمت الكثير لفلسطين؛ فهي شقيقة القائد الشهيد أبو عاصف البرغوثي، وشقيقة الأسير المحرر نائل البرغوثي. كما تُعرف بنشاطها في إسناد عائلات الأسرى والشهداء ورفع صوتها دفاعًا عن حقوقهم. واليوم تدفع ثمنًا باهظًا داخل الدامون، بلا تهمة، وبلا سقف لاعتقالها الإداري، في اعتداء واضح على حقها وخرق صارخ لكافة الاتفاقات.
View this post on Instagram
48 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال
قضية الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية تعد واحدة من أكثر الملفات حساسية ضمن قضايا الأسرى، حيث تشير الإحصاءات الحقوقية إلى أن سجن الدامون هو المركز الرئيسي لاحتجاز النساء منذ سنوات.
وتشير تقارير إلى أن الأسيرات يتعرضن لسلسلة من الانتهاكات تشمل العزل والتفتيش الجسدي القاسي والحرمان من الزيارات وسوء الرعاية الطبية، ويشكّل الاعتقال الإداري إحدى أبرز الإشكالات القانونية التي تواجه الفلسطينيين/ات، إذ يسمح بتمديد الاعتقال دون توجيه تهمة ودون محاكمة، بناء على ملفات سرية.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، لا يزال الاحتلال يحتجز 48 أسيرة فلسطينية، من بينهن طفلتان، إضافة إلى أسيرة حامل اقترب موعد ولادتها، وسط أوضاع صحية ونفسية متدهورة.