بعد 76 يوماً من إضرابها عن الطعام ليلى كوفن تواجه الموت مطالبة برفع العزلة عن اوجلان

بعد 76 يوماً على بدء النائبة الكردية في البرلمان التركي ليلى كوفن إضرابها عن الطعام من داخل سجنها في ديار بكر في تركيا، خرجت صرخة من بيروت تنذر بتدهور وضعها الصحي وتحذر من إمكانية وفاتها في أية لحظة نتيجة لذلك. فقد عقد نهار أمس الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً تضامناً معها، بدعوة من النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان ومن جمعية ريباك ورابطة نوروز الثقافية والاجتماعية في لبنان في مقر الرابطة في بيروت. وهدف المؤتمر إلى إطلاع الرأي العام اللبناني والعربي على قضية كوفن، والتي لا يعرف عنها كثيرون، من أجل الضغط على السلطات التركية لتنفيذ مطلب غوفان بفك العزلة عن الزعيم الكردي عبدالله اوجلان.
واستباقاً لاتهامها، لبنانياً، باتخاذ موقف سياسي من منطلق عصبية أرمنية وعداء للأتراك، أكدت يعقوبيان بأن الموضوع سياسي ولكنه إنساني. ولفتت إلى أن زميلتها النائبة في حالة صحية سيئة ولا يتم نقلها إلى المستشفى، متخوفة من “استشهادها” في أية لحظة. ودعت يعقوبيان الجميع في لبنان إلى التحرك، نواباً ومسؤولين ومواطنين للضغط على تركيا. معتبرةً أنه “من العار أن لا نصرخ”. وتحدثت يعقوبيان عن أصداء تركية سبقت الإعلان عن المؤتمر ترى أن المسألة سيياسية، لتؤكد يعقوبيان من جديد أنها “مسألة سياسية ولكنها إنسانية متعلقة بسجون مكتظة بسجناء الرأي وبالآلاف من المتهمين بالإرهاب من الأحزاب الكردية”. وفيما احتمال موت كوفن قائماً تقول يعقوبيان أنه في حال موتها “لن نبكي ليلى بل سنغضب”.

دعت يعقوبيان الجميع في لبنان إلى التحرك، نواباً ومسؤولين ومواطنين للضغط على تركيا. معتبرةً أنه “من العار أن لا نصرخ

من جهة ثانية أصدرت رابطة نوروز الثقافية بياناً إعتبر أن ما تمر به كوفن هي “لحظات عصيبة وحرجة قد تفقد فيها النائبة الكردية البطلة والشجاعة حياتها، ومن خلال تضحيتها هذه تحاول معالجة قضية تاريخبة وجذرية وتضع اليد على المفتاح وصمام الأمان لحل هذه القضية”، البيان الذي عرف كوفن إعتبر أن إضرابها عن الطعام منذ 8 تشرين الثاني 2018 أتى لرفضها خرق تركيا لكل القوانين الدولية المعنية بحقوق المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم المفكر الكردي اوجلان، المعتقل في سجن أمرالي الانفرادي منذ العام 1999. فليس لكوفن مطلباً خاصاً من الإضراب إنمامطلبها الوحيد هو رفع العزلة المطلقة عن أوجلان، إذ يمنع عليه اللقاء بمحاميه أو بأفراد عائلته منذ سنين عديدة، وفق ما ينقل عنها. وقد طالبت الرابطة بالضغط على لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات CPT للقيام بزيارة إلى جزيرة إمرالي والإطمئنان على وضع أوجلان.
تناضل كوفن من أجل رفع الضغط عن أوجلان إيماناً منها بقدرته على حل القضية الكردية. لكن جرأتها في بدء الإضراب عن الطعام سبقها تاريخ من الشجاعة والجرأة. فالنائبة الكردية المولودة في العام 1968 قد دخلت السجن التركي قبل عام، بعد تعديل دستوري يحرمها حصانتها النيابية، بسبب تنديدها بالاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية. وهي التي نجحت في دخول البرلمان التركي في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة عن منطقة هكاري، بعد تاريخ من العمل السياسي بدأته منذ العام 1994، بعد عودتها من ألمانيا، نجحت خلاله في تترأس الجناح النسائي في حزبها.
من جهتها تذكر بشرى علي، عضو الهيئة الإدارية في جمعية ريباك أن كوفن ليست النائبة الوحيدة المعتقلة، فهناك 11 نائباً ونائبة معتقلون في تركيا منذ العام 2015 حتى اليوم، منهم 6 نساء و5 رجال. تقول علي: “بدأت ليلى الإضراب عن الطعام فصارت منبر يروج لهذه العملية التي تحولت إلى ظاهرة في أكثر من 61 سجن ، إذ وصل عدد المضربين عن الطعام إلى 273 مضرباً ومضربة بشكل مفتوح، انضم إليهم أشخاص في شمال العراق وألمانيا وفرنسا ليصبح العدد حوالي 290 مضرباً عن الطعام”.

 النائبة الكردية بادرت إلى الإضراب المفتوح عن الطعام بعد أن تسكرت أمامها كل الأبواب، نتيجة اعتقال آلاف النشطاء السياسيين الأكراد

في حديث إلى “شريكة ولكن” تقول بشرى علي إن النائبة الكردية بادرت إلى الإضراب المفتوح عن الطعام بعد أن تسكرت أمامها كل الأبواب، نتيجة اعتقال آلاف النشطاء السياسيين الأكراد. “فكان لا بد من إيصال الصرخة والصوت للخارج من أجل إحداث ضغط خارجي على تركيا بهدف تخفيف الضغط عن أوجلان وفك العزلة المفروضة عليه نهائياً. واختيرت بيروت لإطلاق هذه الصرخة بسبب هامش حرية الرأي فيها. فالموزاييك في بيروت نموذج مصغر عن أن الحرية ليست مخصصة لشعب واحد”.
ترى علي أن اعتقال 6 برلمانيات يعود لجرأة المرأة الكردية في تركيا والعراق وسوريا وثباتها، وكونها ناشطة تملك تأثيراً على الرأي العام في المجال السياسي. “فما يخيف تركيا هو صوت المرأة الحرة”. تؤكد علي أنه حتى الآن لا دعم عربي قوي للقضية، وأن أول تجاوب حصل من ليلى خالد عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية. وترجع سبب ضعف الدعم العربي إلى الإغتراب بين شعوب المنطقة، إذ تفصل بينها جدران ما يجعل النساء في العالم العربي غريبات عن بعضهن نتيجة سياسات الدول التي تفرض على شعوبها الإهتمامات الضيقة. تتابع علي: “إن كان لبنان ينأى بنفسه فما بالنا بالدول الأخرى. الإغتراب النسوي في الشرق الأوسط حقيقة مؤلمة، وما نقوم به هو محاولة لضرب الجدار والاغتراب، ولتحقيق التفاعل النسوي الشرق أوسطي”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد