المناضلة والناشطة الحقوقية «بنيّة تونس» لينا بن مهني ترحل جسدًا وتبقى فكرة

كُتِب عليها أن تصارع مرضين، الأول نهش بلدها تونس والثاني فتك بجسدها.

معركتان متزامنتان خاضتهما المدونة والناشطة التونسية لينا بن مهني، المعروفة بـ “بنيّة تونس”، انتصرت في الأولى وهُزِمَ جسدها في الثانية، من دون أن يمس فكرتها ونضالها وحريتها التي لا تموت.

رحلت لينا بعد صراع طويل مع المرض، فقد كانت قد تعرضت لفشل كلوي عندما كانت صغيرة، ما اضطر الأطباء إلى زرع كلية تبرعت بها والدتها، لكن في العامين الأخيرين، رفض جسم لينا الكلية المزروعة، فاضطرت إلى الخضوع لجلسات تصفية الدم أكثر من مرة في الأسبوع، وهو الأمر الذي لم يحتمله جسدها.

فغادرت الناشطة التونسية لينا بن مهني، عن عمر يناهز خمسة وثلاثين عاماً، وهي التي ولدت في 22 أيار/ مايو 1983 ، عملت كأستاذة جامعية، ودرست في تونس والولايات المتحدة.

عُرِفت من خلال مدونتها “بنيّة تونس” أي بنت تونس، ونشاطها الحقوقي ومشاركتها في حملات إطلاق سراح الطلبة المعتقلين في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي ومعارضتها لحجب مواقع الانترنت من بينها مدونتها التي تم حجبها أكثر من مرة قبل “ثورة الياسمين” التي شاركت فيها بنشاط ونشر أخبار ومقاطع فيديو عن الاحتجاجات.

ومكّنتها شجاعتها وعملها الدؤوب خلال الثورة التونسية من الحصول على جائزة دويتشه فيله لأفضل مدونة في العالم بعد أن قامت بإيصال صورة حية وواقعية عن الأحداث وكسر التعتيم الإعلامي الذي فرضه بن علي آنذاك على الأحداث.

كما ترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2011، وحصلت مع نوال السعداوي على جائزة ”شون ماك برايد” من المكتب الدولي للسلام، عام 2012، وغيرها من الجوائز الدولية.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد