هل توافق قناة “mbc” على مضمون برنامج رامز جلال المسيء للنساء؟

بهذه المقدمة رحّب رامز جلال في برنامجه الجديد “رامز مجنون رسمي” الذي يعرض على شاشة” الأم بي سي” في شهر رمضان، بحلقته الأولى بالممثلة المصرية غادة عادل، في خطاب إعلامي مهين شكلا ومضموناً، ومسيء للنساء، يحمل كل معاني التسطيح والتسليع والتنميط، فقال بالحرف:
«الضيفة شرفتنا قبل كدة بس المرة الأولى كانت مدام والموضوع كان شائك وكلو محاذير لكن دلوقت المعطيات اختلفت، والمدام بقت مطلقة متحررة بعد ما كانت ترضع وتكرع بقت على أغاني المهرجانات ترقص وتبرطع، بعد ما كانت ست الحبايب بقت سكر ودايب، والموضوع بقا سايب في سايب واللي زاد وغطى إنها حلوت وبقت بطة ، بقا يجيلها عرسان أشكال وألوان وبما أني انتمي لمعشر الرجال أنا من واجبي أن أحذر كل واحد يرتبط فيها، خلي بالك أوعى يغرك جمالها ورقتها الست دي في خمس عيال في رقبتها، يعني من الآخر اللي ناوي على جواز ورومانسية ينسى الست ديه إنما اللي عايز يشيل هم ومسؤولية يبقى ما فيش إلا هي. معانا ومعاكم أحدث عضوة في نادي المطلقات حاملة راية السنغل مازر الأم التي خلعت مريلة المطبخ وارتدت السواريه غادة عادل» .
الإهانة لم تنته بالمقدمة، ففور دخول الممثلة يبدأ انتقاد شكلها وملابسها بدءا من الجاكيت (مقطّع خالص جاية من خناقة) والشنطة، والبنطلون (المعفن) والحذاء (جزمة أنور وجدي في فيلم قطقوطة … ). من الإهانات إلى انتهاك الخصوصية بشكل سافر، ففي غرفة وراء الكواليس حيث تقوم بوضع المايكروفون، وترتيب ملابسها، كاميرات خفية ترصد جسدها وحركاتها الخاصة، مرفقة بتعليقات رامز الذكورية (غادة من النوع اللي بيجي عالطلاق محلوة وخسة).
الذكورية طالت تعليق رامز على الأسئلة التي تطرح على الممثلة، فمثلا عندما سألتها المقدمة أين تضعين أموالك رد رامز (بتشيل فلوسها في صدرها).
عندما سألتها عن مشكلة الطلاق قالت غادة عادل (دي حاجات موجودة فحياتنا) يعلّق رامز ويقول (لما وحدة جوزها يطلقها ويرميها عالسلم دي مش مشاكل).
الاهانات طيلة الحلقة لم تنته وكانت تمرّ بين الفينة والأخرى من تشبيهها بالأرنب لأنها أنجبت 5 أطفال، إلى إجبارها على إهانة نفسها وإلا تكهرّب.
نموذج الحلقة الأولى من هذا البرنامج مثال كبير على سوء استخدام السلطة الإعلامية على أساس جندري ظالم، ومثال صارغ لترسيخ ثقافة الوصاية على النساء، من إظهارهنّ أنهنّ ضحايا وضعيفات وعاجزات في مواجهة الذكورية، إلى تكريس لغة تسليعية وتنميطية خطيرة جداً، خاصة أن النسبة الكبيرة من متابعي البرنامج هم/ن أطفالا وطفلات، فهل هكذا نتحدى التنميط المجتمعي للمرأة، وبدلاً من العمل تعزيز التكاملية بين الثقافة والإعلام بوصفهما محركيْن أصيليْن لأي عملية تغيير منشودة، ننتج ثقافة رامز جلال؟
أننا ومن موقعنا نتساءل، هل تقبل إدارة محطة ” mbc” والتي تأخذ الحيّز الأكبر في نسبة المتابعة في العالم العربي بهذا الخطاب؟ وهل وافقت على مضمونه قبل بثه؟ وهل هكذا يتم الارتقاء بصورة النساء العربيات اللواتي قدّمن ولا زلن أرقى التضحيات؟ وهل هكذا نساندهنّ في ظل التمييز الذي يطالهن؟

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد