هل سأستيقظ غدًا؟

أستيقظ صباحًا على صوت منبه هاتفي. فعلى الرغم من قيامي بعملي من المنزل معظم الوقت خلال فترة الحجر المنزلي، إلا أنني أحرص على الاستيقاظ يوميًا في نفس الوقت في محاولة للحفاظ على روتيني اليومي الذي كان يجعلني أشعر بالأمان.

أغلي قهوتي، أحبَّ شربها بالفنجان العربي. أدير التلفاز، وأتصفّح تويتر (موقعي المفضّل) ثمّ أبدأ عملي، وهنا يبدأ التحدّي. أحاول جاهدة الاستمتاع بما أقوم به. أنجج احيانًا وأفشل أحيانًا أخرى، أمتعض من تعليق هنا وتقصير هناك. أسرح في خيالي ثمّ أعود بعد دقائق لأقرأ الأخبار العاجلة واحدًا تلو الآخر. أغلق اللابتوب. لم أعد قادرة على الاستمرار.

أرتدي ثيابي، أذهب الى السوبرماركت متسلّحة بالكمامة والكفوف. أتبضّع حاجياتي، أدفع مبلغًا كبيراً مقابل حاجيات أساسية بسيطة لا نستطيع الاستمرار دونها. أقود سيارتي. أفكّر في هذا الحاضر الذي نعيشه. انهيار اقتصادي، فيروس قاتل يتنقل بيننا، وضع ميؤوس منه. ماذا سأفعل. أنتقل الى المستقبل. كيف سأستمر؟ أصل إلى المنزل. أقوم بتعقيم الحاجيات. أغلي القهوة مجدداً. أفتح اللابتوب، أعمل. تلفاز. نوم. تقول والدتي أنَّه وفي بعض الأحيان، فإنَّ الإنسان الذي “يزعل” كثيرًا قد لا “يطلع” عليه النهار. أبقي عينيّ مفتوحتين طوال الليل، لا أعتقد أنني أريد الموت ولكن من دون أدنى شك ليس لديّ فكرة عن كيفية ربح هذه المعركة وحدي. هي معركة شخصية. اخترت فيها أن أحافظ على مبادئي فلا أنزل دنيا المستويات. ولا أخون ما أؤمن به. ولكن، حقدي يتغذى كل يوم و أتخبط وحيدة في وطنٍ لم يسرق فقط أحلامنا وطموحاتنا ولكنه مستعد لسحقنا كرمى لعيون النظام. ويا للصدفة، هو نظام فاسد قائم على أبوية كانت النساء والفتيات ضحيته الاولى. المعارك اليومية هي معارك وجودية بالنسبة لنا. نحن من اخترنا الصمود دون أحد. لست وحدي من تحارب، مئات الآلاف من النساء تحارب يوميّا للبقاء في هذا الوطن الذي أخذ منّا أكثر مما قدّم. ومع ذلك نستمر . ولكننا ندفع أثمانًا باهظة للاستمرار .

أنا أعلم…نحن كلنا نعاني …ولكن صدقوني هذا النظام جعل معاناة النساء أضعاف الأضعاف.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد