أوقفوا قتل النساء… في يوم المرأة العربية

يصادف اليوم الأول من شباط يوم المرأة العربيّة الذي أقرّه إتحاد البرلمان العربي في العام 1999. وبهذه المناسبة، دعوني أرافقكم\ن في جولة على عالمنا العربي الذي بلغت فيه نسبة العنف ضدّ النساء أحوالًا غير مسبوقة! أبدأ من الشابة السعودية “قمر” التي قتلت على يد شقيقيها خنقاً، لأنها فتحت حساباً على تطبيق السناب سات وقبلها الشابة ندى القحطاني والتي قتلت على يد شقيقها أيضًا. نمرّ في لبنان، زينة كنجو شابة لبنانية قتلها زوجها خنقّا بعد أن استدرجها إلى منزلهما الزوجي. أمّا في الأردن، آيا… قتلها شقيقها في منطقة ماركا الشمالية بعمان، ومشى في جنازتها. الجرائم الكثيرة حتى أنَّنا نخال أنفسنا نشاهد أحد أفلام الرعب الذي تتكرّر فيه الجرائم دون معرفة القاتل. ولكن المفارقة أنه في جميع حالات جرائم قتل النساء نعرف جيداً من هو القاتل المباشر وغير المباشر. حتى أنَّنا وعوضًا عن الاحتفاء بإنجازات النساء العربيات في يومهنّ هذا نقوم بنعيهنّ.

 جائحة كورونا عرّت الأنظمة والقوانين العربية التمييزية ضد النساء

تحاصر المرأة العربية منظومة ذكورية وأبوية، ترى فيها مواطنة درجة ثانية، تنزع عنها حقوقها وتميّز ضدها، تستهين بحياتها بل وحتى تبرر للمجرم قتلها، تختلق الأعذار لحرمانها من أدنى حقوقها، وتتحكم في مصيرها، وإن عصت فالويل والثبور وعظائم الأمور.

إنّ ما تعيشه النساء والفتيات اليوم ليس جديداً، الجديد فيه هو تهيئة جائحة كورونا الظروف المناسبة للمعنّف، للاستفراد بالنساء في منزل واحد، في ظل حالة الإغلاق والإقفال التي تعيش فيها البلاد، وتأثيرها على تراجع الخدمات القانونية والصحية والاجتماعية والنفسية التي تقدمها المؤسسات والجمعيات النسوية.

وفي هذا السياق كشفت دراسة جديدة أجرتها الأمم المتحدة أن إجراءات الاغلاق ووباء كورونا في العديد من البلدان العربية من بينها العراق أدى الى زيادة العنف الاسري وخصوصاً ضد النساء حيث جعلت عمليات الاغلاق الامور أكثر سوءاً.

وذكر التقرير أن المرأة العربية  في مصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وتونس واليمن تأثرت بشكل غير متكافىء بإجراءات الحد من انتشار الفيروس وازداد العنف الأسري في المنطقة العربية ، كما أفاد  تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن الإقليم  العربي يأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث انتشار العنف ضد المرأة 37%، وأن هناك زيادةً في حالات العنف خلال الجائحة بنسبة تتراوح من 50% إلى 60% بناءً على مكالمات الاستغاثة التي تُجريها النساء عبر الخطوط الساخنة لمنظمات المرأة.

 في يوم المرأة العربية نحيّي النساء والفتيات اللواتي يناضلن رغم القيود وينجحن في رفع الصوت. نحيّي النساء والفتيات اللواتي يتكاتفنّ لمواجهة المنظومة المجتمعية الأبوية ونظيرتها القانونية اللتان تمعنان في التمييز واللامساوة وتمعنان في القمع والقتل والتبرير. إن النساء والفتيات في عالمنا العربي لن يحصلنّ حقوقهنّ إذا ما استمرت العقلية الذكورية في السيطرة على  عملية إقرار قوانين منحازة للرجل حتى لو كان مجرماً، تبرر له ولا تعاقبه على جرائمه، بل وتتساهل في محاكمته أو حتى في معاقبته.

في يوم المرأة العربية النساء مواطنات… لهن حقوقهنّ… أمنهنّ أولوية… حياتهنّ ملكهنّ… وحتى إقرار المساواة لن يتوقفن عن نضالهنّ…  

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد