إلى علياء الأم …حب وأكثر

سبع سنوات مرّت …أكاد لا أصدّق أن ذاك الطفل الذي أنجبته في 26 شباط 2014 أصبح شابًا صغيرًا يرسم أحلامًا تصل حدودها إلى “الفضاء” كما يقول.

هل هي تجربة سهلة؟ أبدًا…ممتعة؟ إلى أقصى الحدود.

هي تجربة أتعلّم معها يوميًّا …تصقل شخصيتي ..نعم. وتؤثر على قرارتي الشخصيّة والعمليّة في آنِ معًا.

علمتني هذه التجربة أنَّ القانون المدني الموحّد للأحوال الشخصية هو الخلاص الوحيد للنساء للحصول على حقوق المواطنة. بهذا القانون، ستتمكّن النساء من الحفاظ على حقوقها ولن تبقى تحت رحمة المحاكم الدينية. وحده القانون المدني القبرصي (حيت أتممت زواجي) سمح لي بالاحتفاظ بحضانة الدانيال دون منيّة من أحد ودون فرض شروط عليّ  أو إجباري على تقديم تنازلات. على الرغم طبعًا من الاستمرار في المماطلة في قضيّة النفقة والتي لم يتم البت فيها منذ أربع سنوات لغاية اليوم بسبب الاستئنافات المتكررة من قبل وليّ الأمر وتحت حجج وذرائع مختلفة، طبعاً لا تأخذ بعين الاعتبار أيّا منها مصلحة الدانيال الفضلى.

علمتني هذه التجربة أن أسشترس أكثر في الدفاع عن حقوق النساء في بلدي، الظلم، القمع، الإقصاء، كلّها مظاهر نختبر بعضها يوميًا فقط لأنَّنا نساء. ولكن كما نناضل كأمهات عازبات لتربية أطفالنا وحدنا علينا النضال لنقف جنبًا إلى جنب في الدفاع عن قضايانا.

علمتني هذه التجربة أنّ الأمومة حق، وأنّ لكلِّ إمرأة في هذا العالم الحق في إنجاب الأطفال – في حال رغبت – حتى خارج إطار الزواج  دون أن يُقَال عن طفلها “غير شرعي”. والأهم، أنَّ لكلٍّ الحق في عدم الإنجاب.

علمتني هذه التجربة أن أتمسك أكثر برأيي بأنَّ قرار الأمومة لا يجب أن يُفرَض على النساء اللواتي سيتحملنّ وحدهنّ المسؤولية لاحقاً.

علمتني هذه التجربة، أن حجم التنازلات التي تقدمها الأمهات العازبات في هذا المجتمع كبيرة جدّا، في ظل أنظمة لا تحترم الحقوق الأدنى للنساء وتحكم على تجاربهنّ وشخصياتهنّ بناءً على وضعهنّ الإجتماعي.

علمتني هذه التجربة، أنَّ الصدق والوضوح أساس في حياتنا كما في علاقتنا مع الأطفال، ولا يجب أن نخجل من أيّ موقف نأخذه، بل وكما أقول دائمًا “علينا أن نقول كلمتنا ونمشي” من دون مساومة على حقوق أو مبدأ سواء كانت تلك المساومة بكلمة صغيرة أو فعل كبير.

علمتني هذه التجربة أن أنافس نفسي دائمًا نحو الأفضل، وأن الطموح والعمل والتقدّم لا يعني الانتقاص من دورنا كأمهات. وأن أحب نفسي أولًا كي أستطيع أن أحبّ الآخرين\ات.

علمتني هذه التجربة، أنّ التربية في المنزل أساس لإنشاء جيلٍ واعٍ يحترم النساء كمواطنات ويحترم حقوقهن. لن أطلب من الدانيال أن يكون في الصفوف الأمامية التي تصنع التغيير للنساء، فأنا أؤمن يقينًا بأن المسيرة يجب أن تقودها النساء وأنَّ القوّة للنساء. ولكنني أعلمّه وسأعلّمه وأطلب منه أن يكون الداعم والمسهّل. وليس المعرقل.

أكدّت لي هذه التجربة أن مجتمعنا منافق إلى أقصى الحدود وأن رأي أفراده بشخصي أو حياتي لا يعنيني أبدَا …طالما أنام ليلًا على وسادتي مرتاحة الضمير تجاه أفعالي وأقوالي ….

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد