أين القوانين من دعم الأعمال الرعائية “المؤنثة”؟
أكدت دراسة تحليلية، أعدتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) في الأردن، أن “قوانين الحماية الاجتماعية في الأردن لا تدعم مقدمي/ات الرعاية بالشكل الكافي، ولا تشجع على التوزيع المتساوي لأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر بين الرجال والنساء”.
وتعرَّف الأعمال الرعائية، بحسب منظمة العمل الدولية، على أنها “تتألف من أنشطة وعلاقات تنطوي على تلبية الاحتياجات المادية والنفسية والعاطفية للبالغين/ات والأطفال/الطفلات، وكبار السن والشباب/الشابات، والضعفاء/الضعيفات وغير القادرين/ات جسدياً”.
في هذا السياق، أكدت الدراسة التي حملت عنوان “قيمة أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر التي تقوم بها المرأة في الأردن”، على ضرورة توفير خدمات الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة تدعمها الحكومة، مثل رعاية وإعالة الأطفال/الطفلات وخدمات التمريض لذوي/ذوات الإعاقة، والمصابين/ات بأمراضٍ مزمنة شديدة وكبار السن.
وشملت الدراسة استبياناً شاركت فيه 41 امرأة مقدمة رعاية. فكشفت النتائج أن “ثلثهن يُفضلن المساعدة المتخصصة المجانية لمساعدتهن في مسؤولياتهن الخاصة بالرعاية”. ولفتت إلى أن “المستجيبات اللاتي يقمن برعاية أشخاص من ذوي/ذوات الإعاقة كنّ أكثر ميلاً إلى تفضيل الحصول على مساعدة متخصصة لحاجة هؤلاء المُعالين/ات غالباً إلى رعاية مكثفة وبدوامٍ كامل”.
وأشارت إلى أن “ثلث المستجيبات المشمولات في استطلاع استخدام الوقت، يرغبن في الحصول على تحويلاتٍ نقدية”. لذلك، دعت إلى “تقديم تحويلاٍت نقدية أو إعاناتٍ لمقدمات الأعمال الرعائية، للتخفيف من بعض الأعباء المصاحبة لها”.
كما أوضحت الداسة أنه “لزيادة مشاركة النساء في القوى العاملة، يجب التصدي لأوجه انعدام المساواة في أعمال الرعاية غير المدفوعة، من خلال الاعتراف الفعال بها وتقليصها وإعادة توزيعها بين النساء والرجال، وبين العائلات والدولة على حدٍ سواء أيضاً”. وشددت على “ضرورة اتخاذ عدد من الإجراءت التي تساعد في إعادة توزيع الأدوار على النساء والرجال مقدمي ومقدمات الرعاية”.
في سياقٍ متصل، تقضي النساء عالمياً وقتاً أكبر في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر مقارنة بالرجال. إذ يمضين في متوسط هذه الأعمال ساعتين و28 دقيقة أكثر من الرجال خلال 24 ساعة. وتقوم النساء في جميع أنحاء العالم بـ75% من هذه الأعمال غير المدفوعة، أي أنها تكرس 3.2 أضعاف الوقت الذي يخصصه الرجال لهكذا أعمال. وتقدر بعشرة آلاف مليار دولار، أي 13% من مجموع الإنتاج المحلي في العالم، وفقاً لدراسة أجرتها شركة الاستشارات ماكنزي (McKinsey). في حين تبقى غير محتسبة اقتصادياً وغير مدفوعة للواتي يقمن بها.
وفي الدول العربية، يُقدّر الباحثون أن النساء تؤدي أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر بما يزيد 4.7 مرات عن الرجل، وهي النسبة الأعلى على مستوى العالم.
أما في الأردن، فوصل الوقت المحتسب الذي تقضيه النساء مقارنة بالرجال في أعمال الرعاية غير المدفوعة إلى 19:1، وهي النسبة الأعلى بين الدول العربية.
وعلى الرغم من أن هذه الأعمال لا تقلّ أهميةً عن غيرها من الأعمال، نظراً لما تتطلبه من مستويات عالية من الذكاء العاطفي والتفاعل البشري، إلا أنها تبقى غير رسمية أو غير معلنة وخارج حسابات الاقتصاد الوطني.