“عقاب جماعي” للنساء والفتيات.. طالبان تمارس تمييزاً ممنهجاً ضدهن
منذ سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، تعرضت حقوق ملايين الأفغانيات وحياتهن للخطر. إذ قيّدت حقوق النساء والفتيات التي ناضلت لأجلها الكثير من الأفغانيات، وصل مؤخراً إلى حد التمييز الممنهج والمؤسسي ضدهن.
في هذا الإطار، حذر خبراء في منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان من أن “قادة طالبان في أفغانستان يوظفون الطابع المؤسسي على التمييز القائم على النوع الاجتماعي والعنف ضد النساء والفتيات في البلاد” .
وتحدث البيان عن قيام “مجموعة خبراء مستقلين مكونة من 36 خبيراً، بتسليط الضوء على موجة من الإجراءات، مثل منع النساء من العودة إلى وظائفهن، ومطالبة أحد الأقارب الذكور بمرافقتهن في الأماكن العامة، وحظرهن من استخدام وسائل النقل العام بمفردهن، وفرض قواعد لباس صارمة عليهن”.
واعتبر الخبراء الأمميون أن “هذه السياسات مجتمعةً تشكل عقاباً جماعياً للنساء والفتيات، يرتكز على التحيز القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة”. ولفتوا إلى أنها “أثرت على قدرة النساء على العمل وكسب الرزق، ما دفعهن أكثر نحو الفقر”. كما أن “النساء المعيلات لأسرهن هن الأكثر تضرراً بشكلٍ خاص، إذ تفاقمت معاناتهن بسبب العواقب المدمرة للأزمة الإنسانية في البلاد”.
وشدد الخبراء على أنهم “معنيين بشأن الجهود المستمرة والممنهجة لاستبعاد النساء من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عبر البلاد”، التي تمارسها الحركة المتطرفة.
وأوضح البيان أن “هذه المخاوف استفحلت في حالة النساء من الأقليات العرقية والدينية واللغوية مثل الهزارة والطاجيك والهندوس وغيرها من الفئات، التي تتسبب اختلافاتها في جعلها أضعف في أفغانستان”.
يذكر أن حركة طالبان المتطرفة، التي استولت على الحكم في آب/أغسطس 2021، تمعن في سن سياسات لاستبعاد النساء عن الحياة العامة، مثل تقييد حق الفتيات الأساسي في التعليم الثانوي والعالي، وإلغاء وزارة شؤون المرأة وتحويها إلى وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، واستبعاد النساء من أي منصبٍ وزاري أثناء تشكيل الحكومة. كما اختفت الصحافيات من المؤسسات الإخبارية، وغيرها من الممارسات الإقصائية والتمييزية والمجحفة بحقهن.