بعد الفقر والجوع .. الأفغانيون يبيعون بناتهم

بكت فهيمة مراتٍ عديدة منذ أن باع زوجها ابنتيهما الصغيرتين لتزويجهما، لتنجو العائلة من الجفاف الذي يجتاح غرب أفغانستان.

وقالت فهيمة عن الخيار الذي يواجه الآن آلاف العائلات الأفغانية في مقابلةٍ لوكالة الصحافة الفرنسية: “قال زوجي إذا لم نتنازل عن بناتنا، سنموت جميعاً لأنه ليس لدينا ما نأكله. أشعر بالسوء للتخلي عن بناتي مقابل المال”.

بحسب تقرير وكالة أ ف ب يتم تزويج القاصرات مقابل مبالغ تتراوح بين 3350 دولاراً و2800 دولار بحسب عمر الفتاة. تُدفع هذه المبالغ على أقساط تمتد على فترة عدة سنوات حتى يحين وقت الانضمام إلى عائلاتهن الجديدة، وذلك لأن أزواجهن المستقبليون لا يزالون قاصرين.

يُمارس تزويج الطفلات في أفغانستان منذ قرون، وارتفعت نسبته بعد الحرب، فبدأ الآباء يبيعون بناتهم بحجة الفقر والجفاف المرتبط بتغير المناخ.

وحذر برنامج الغذاء العالمي في تقريرٍ له أن أكثر من نصف سكان أفغانستان أي 22.8 مليون شخص سيواجهون/ن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي ابتداءً من تشرين الثاني/ نوفمبر.

ويقول قادة القرى ومخيمات النازحين إن “عدد الفتيات الصغيرات المتزوجات بدأ في الارتفاع خلال مجاعة 2018 وازداد هذا العام بعدم هطول الأمطار مرة أخرى وحلول الجفاف”.

ومن بين المزارعين الذين طُردوا من منازلهم، اكتشف الصحافيون من وكالة الأنباء الفرنسية أن أكثر من 12 أسرة شعرت بأنها مجبرة على بيع بناتها للزواج.

وأفصحت إحدى الأمهات للوكالة أن “ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات ستكون مخطوبة لابن البقال البالغ من العمر 4 سنوات لتغطية الديون”.

لكن حتى في المخيمات خارج بادغيس التي ضربها الجفاف يتزايد تزويج الطفلات، خارج هرات ثالث أكبر مدينة في البلاد.

بينما قال أحد  المزارعين الذي لا يملك أرضاً: “بعت ابنتي البالغة من العمر 10 سنوات. لم أكن لأفعل ذلك أبداً إذا كان لدي الخيار” ، معترفاً أنه إذا وجد شخصاً سيبيع طفلته البالغة من العمر 5 سنوات.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد