⁨إسراء أبو زيد وسلاح الغدر الذكوري الموجه ضد إرادة النساء

في جريمة جديدة تُضاف للوائح العنف الأبوي، تعرضت الأردنية إسراء أبو زيد 26 سنة وأم لثلاثة أطفال، لهجوم ذكوري غادر من زوجها السابق أمام أعين أطفالها، ما أسفر عن تعرضها لإصابات خطيرة.

الاعتداء على إسراء ليس حادثة فردية

وفي تفاصيل الجريمة البشعة التي نقلتها وسائل إعلام محلية منها “أخبار البلد” على لسان شقيقة الضحية، فقد وقعت هذه الجريمة في منطقة سحاب صباح يوم الخميس الموافق ل 14 آذار/مارس، حيث كانت تتواجد الضحية إسراء أبو زيد، في منزلها الذي تقطنه فيه مع والدتها، وحينها سيبدأ فصل جديد، من العنف الذي ذاقته على يد زوجها مراراً وتكراراً، لكنه كان في هذه المرة مصمماً أن ينتقم منها بشكل كامل.

كانت إسراء قد انفصلت عن زوجها قبل 5 أشهر، بعد أن طلقها طلاقاً نهائيا (ثلاث مرات) حسب التعاليم الإسلامية، ورفضت قطعياً عروض طليقها وإصراره على الرجوع إليه لأنها لا تريد الرجوع إليه بسبب نوعية الطلاق التي حدثت، وكذا بسبب التعنيف اللفظي والجسدي المستمر الذي كان يمارسه ضدها.

وفي يوم الجريمة كانت إسراء تستعد لاستقبال أطفالها الذين كانو رفقة والدهم. وحسب “موقع أخبار البلد” فقد “تفاجأت باتصال من شقيقتها “الوسيطة بينها وبين زوجها السابق” تخبرها بأن طليقها يرغب بأخذ الأطفال إلى إحدى المزارع للإستجمام، وأن عليها تحضير الملابس لهم لكي يأخذوها بسرعة، فما كان من إسراء إلا الموافقة والذهاب لتجهيز الملابس لأطفالها لإسعادهم”.
وحسب شقيقة الضحية فقد وصل الأطفال وهمّت إسراء بإدخالهم إلى الغرفة لاحضار الملابس، لتتفاجأ باقتحام طليقها للمنزل والدخول عنوة، ثم قام بدفعها على الأريكة وألقى بأطفالها الثلاث فوقها، وثم رش مادة حارقة عليها وعلى أطفاله، واضرم النار في المكان.
رغم الهجوم الغادر وشعورها بالخوف نجحت إسراء ببطولة في إبعاد أطفالها ودفعت بهن/م بعيداً عنها، لكن المادة الحارقة أصابت رأسها وجهها وجسدها بحروق بالغة الخطورة، ولم تكن الوحيدة، كما أصيب أحد أطفالها بإصابات طفيفة.
بعد جريمته التي كان يهدف فيها لإنهاء حياة إسراء وأطفاله، لاذ المجرم بالفرار، وبعدها استطاعت جارة الضحية إستدعاء سيارة الإسعاف التي نقلت إسراء إلى المستشفى في حالة بالغة الخطورة.
حيث أصيبت بحروق خطيرة، والتي على اثرها فقدت البصر في إحدى عيناها وتحتاج إلى زراعة قرنية ولا ترى بوضوح بالعين الثانية. ما أدى لحاجتها إلى الكثير من العمليات نتيجة ذوبان جلدها وبشرتها في رأسها ووجهها وجسمها.
هي إذاً جريمة أخرى تضاف لسلسلة طويلة من الانتهاكات بحق النساء، فيكن ضحاياها إما مقتولات أو مصابات، وقطعاً متروكات بصدمات نفسية وجسدية لن تندمل في ظل بقاء النظام الأبوي كمنظومة تتحكم بهن، وترهن حيواتهن في يد المعتدين والمجرمين.
إسراء هي ضحية ل “لا” التي تعتبر حقاً مرفوضاً للنساء، فكلما قالت إحداهن لا، انتُهكت، وعُذبت، وقُتلت. لتصبح “لا” قاتلة بدل من أن تكون حقاً أصيلاً في الاختيار والإرادة.⁩

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد