سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز

أظهر تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية، جرائم انتهاكات واسعة طالت محتجزين/ات في شمال شرق سوريا.

وكشف التقرير أن نحو 56,000 شخصًا من الرجال والنساء والأطفال/ الطفلات، احتُجزوا عقب الهزيمة الإقليمية للجماعة لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش” ويواجهون انتهاكات وعنفًا ممنهج ويموت عدد كبير منهم بسبب الظروف غير الإنسانية في المعتقل.

تعذيب واحتجاز غير قانوني وعنف قائم على النوع الاجتماعي

وبينت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان “في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية: ظلم وتعذيب وموت أثناء الاحتجاز في شمال شرق سوريا”، أن “سلطات الإدارة الذاتية في المنطقة مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق أكثر من 56,000 شخص مُحتجزين/ات لديها. ويشمل هذا العدد حوالي 11,500 رجل، و14,500 امرأة، و30,000 طفل/ة احتُجزوا/ن في 27 منشأة احتجاز على الأقلّ ومُخيَّميْ احتجاز، وهما الهول وروج. وتُعتبر سلطات الإدارة الذاتية الشريك الرئيسي للحكومة الأميركية والدول الأخرى الأعضاء في التحالف الذي هزم تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا. كما إن الولايات المتحدة الأميركية ضالعةٌ في معظم جوانب منظومة الاحتجاز”.

وبني التقرير على زيارة ميدانية قام بها محققو منظمة العفو الدولية إلى شمال شرق سوريا ثلاث مرات، في الفترة من سبتمبر/أيلول 2022 إلى أغسطس/آب 2023، لإجراء مقابلات في المخيَّميْن وفي 10 منشآت للاحتجاز. وأجرت منظمة العفو الدولية إجمالًا مقابلات مع 314 شخصًا لغرض إعداد التقرير.


وكشف التقرير أن العديد من الأشخاص يُحتجزن/ون في ظروف غير إنسانية، وقد تعرَّضوا للتعذيب، “بما في ذلك الضرب المبرِّح، والإبقاء في وضعيات مُجهدة، والصعق بالصدمات الكهربائية، فضلًا عن العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي. كما تعرَّض آلاف آخرون للاختفاء القسري، وفُصلت نساء بشكل غير مشروع عن أطفالهن”.

وكان لهذه الانتهاكات جوانب خطيرة تتعلق بالعنف المبني على النوع الاجتماعي والعنف ضد الأطفال/الطفلات، حيث تحتجز مئات الضحايا من النساء اللواتي “كُنّ ضحايا للزواج القسري من عناصر في تنظيم الدولة الإسلامية، كما إن كثير من الصبية والشبان المُحتجزين هم من ضحايا تجنيد الأطفال على أيدي التنظيم”.

في هذا السياق علقت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية على الانتهاكات بقولها: “لقد ارتكبت سلطات الإدارة الذاتية جرائم حرب متمثِّلة في التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية، ويُحتمل أن تكون قد ارتكبت جريمة الحرب المتمثِّلة في القتل العمد”.

وأشارت إلى أن هناك أطفال/طفلات ونساء ورجال محتجزون/ات في مُخيَّميْ ومنشآت الاحتجاز هذه “ويعانون من قسوة وعنف صادمَيْن”.

وجدير بالذكر بأن التقرير قد أشار إلى وجود عدد كبير من الأزيديات اللواتي يعتبرن من أكبر ضحايا الاختطاف والتزويج القسري وجرائم الاعتداء الجنسي التي قامت بها “داعش”، ولا يزال مصير المئات منهن مجهولاً لليوم أو يحتجزن في هذه المحتجزات التي تعاقبهن على جرائم كن ضحايا لها.

دور الولايات المتحدة في هذه الانتهاكات

وأشارت كلامار إلى لعب الحكومة الأميركية “دورًا جوهريًا في إنشاء واستمرار هذه المنظومة، التي وقعت فيها مئات من الوفيات كان يمكن تجنّبها”.

وقالت إن خطر تنظيم داعش ما يزال يمثل مشكلة حقيقية في العديد من دول العالم، لكن “الانتهاكات المستمرّة في شمال شرق سوريا ليس من شأنها سوى تعزيز مزيد من المظالم، وتخريج جيل من الأطفال الذين لم يعرفوا سوى الظلم الممنهج”.

وأضافت: “لقد أسهمت الحكومة الأميركية في إنشاء وتوسيع منظومة احتجاز غير مشروع إلى حدّ كبير، تتسم بظروف مُهينة وغير إنسانية بشكل منهجي، وبأعمال قتل غير مشروع، وباستخدام التعذيب على نطاق واسع. على الرغم من أن الولايات المتحدة قد تكون قدمت دعمًا لتحسين الظروف في السجن أو للتخفيف من الانتهاكات، إلا أنّ تدخلاتها لم تفِ أبدًا بالمعايير المطلوبة بموجب القانون الدولي”.⁩

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد