أنقذوا ابتهال الفرطوسي.. “مصيرها مجهول ولم تُعرض على اللجنة الطبية حتى الآن”

"حماية الأسرة حثّتها على التصالح مع معنفيها"

على الرغم من المناشدات لإنقاذ وحماية المحامية العراقية ابتهال الفرطوسي، التي تعرضت لأبشع أنواع التعذيب على يد أشقائها، إلا أن مصيرها لا يزال مجهولاً حتى الساعة.

ففي ظل جوٍّ من المماطلة والتقصير القضائي، لا تزال ابتهال حبيسة أشقائها المعنفين. كما أنها لم تعرض على اللجنة الطبية، بحسب ما أكدت منظمة حقوق المرأة العراقية.

 

وأكدت المنظمة، في اتصال خاص مع “شريكة ولكن”، أن “ضحية العنف الأسري والتسلط الذكوري ابتهال الفرطوسي لا تزال محبوسة في المنزل، وهي تعاني من وضع صحي خطير بسبب تعرضها لأقصى أنواع التعذيب”.

وكشفت عن “إجبار المحامية العراقية لتسجيل مقطع صوتي، اطلعت عليه منصة “شريكة ولكن”، تم توجيهه إلى نقابة المحامين، نفت فيه الحادثة وقالت إن الصور مفبركة والخبر عارٍ عن الصحة والهدف منه التسقيط بعائلتها”.

رداً على هذا التكذيب المفبرك، أطلعتنا المنظمة على أدلّتها التي أكدت صحة تعرض ابتهال للعنف المبرح ولحلق رأسها لأسباب مادية، بشكلٍ يعكس مدى تجبّر الأشقاء المعنفين وحجم حقدهم الذكوري من شقيقتهم.


وكشفت مصادر المنظمة الخاصة عن إصابة ابتهال بكدمات بالغة في أنحاء متفرقة من جسدها، مؤكدةً وضعها المأساوي والخطير جداً.

كما أوضحت أن ابتهال “تعاني من آلام شديدة بسبب العنف الشديد الذي تعرضت له”.

وكشفت رئيسة منظمة حقوق المرأة العراقية تمارا عامر، أنه “على الرغم من فتح المجلس التحقيقي بالجريمة وصدور أمر قضائي بمتابعة اللجنة التحقيقية للقضية، إلا أن مديرية حماية الأسرة والطفل لم تكن حيادية في عملها ولم تقم بالإجراءات اللازمة لمعاقبة الجناة وحماية الضحية”.

الضحية لا زالت حبيسة المنزل مع معنفيها!

وفي إجراءٍ غير مسؤول، يعكس مدى تواطؤ الجهات المعنية بتنفيذ القوانين مع المجتمع الذكوري وأدواته المستبدة، ومدى سيطرة قوّة العنف والسلطة الذكورية على قوّة القانون، قامت المديرية بحثّ ابتهال على إجراء مصالحة مع معنّفيها.

ولم يتم، في المقابل، توقيف المعنفين. بل وقّعوا فقط على تعهّدٍ بعدم التعرض لشقيقتهم. وتُركت الأخيرة داخل المنزل الذي كادت أن تخسر حياتها داخله، من دون معاقبة المجرمين وردعهم، ومن دون تأمين حماية حقيقية للضحية.

في هذا السياق، أوضحت تمارا أنه “يفترض أن تقوم مديرية الأسرة بمتابعة القضية، وأن تقوم إحدى الوحدات الأمنية بالاتصال كل 3 أيام بها بواسطة اتصال الفيديو للتأكد بأنها بوضع جيد”.

إلا أنها تخوّفت من أن يتطوّر وضع ابتهال الصحي سلباً. وحمّلت “السلطات مسؤولية أي عارض صحي قد يصيبها بسبب التقصير في متابعة حالتها”.

إجبار ابتهال على تسجيل تكذيب مفبرك

وفي حين كشفت تمارا عن عدم إجراء الكشف الطبي على الضحية، طالبت السلطات بـ”الاهتمام الحقيقي بالحالة، وإجراء الكشف الطبي بأسرع وقت ممكن للاطمئنان على وضعها الصحي”.

وتابعت: “لدينا خوف بأن يكون لديها ارتجاج بالدماغ أو أن تتعرض لتجلطات بسبب حجم الأذى الكبير الذي تعرضت له”.

من جهةٍ أخرى، أطلعتنا المنظمة أدلتها التي حصلت عليها من مصادر خاصة، أكدت أن ابتهال محبوسة من قبل أشقائها المعنفين، في دليلٍ على إجبارها على تسجيل مقطع التكذيب المفبرك.

“إعلامي” يستخدم سلطته الذكورية لتهديد المنظمات النسوية

ولم يكتف الأشقاء يتهديد شقيقتهم، بل وصل بهم الأمر بتهديد من يدافع عنها ويرفع الصوت من أجل إنقاذها من الخطر الذي يسببونه لها.

إذ أطلعتنا منظمة حقوق المرأة العراقية على تهديدٍ وصلها من أحد أشقاء ابتهال المشاركين في الجريمة، وهو إعلامي في قناة العراقية الفضائية شبه الرسمية مؤيد الفرطوسي.

وحذّر الأخير المنظمة بمقاضاتها “باسمه واسم شقيقته وأشقائه وأفراد عشيرته بتهمة التشهير والتسقيط، الذي قد يكون وراءه دوافع أخرى”.

وحمّل المعنف المنظمة “المسؤولية الأخلاقية والقانونية بسبب الوضع الحرج الذي تعرضوا له بسبب الخبر غير الصحيح” بحسب ادعاءه. في صورةٍ تعكس استفحال العنجهية الذكورية في مجتمعاتنا عموماً والعشائرية خصوصاً، إذ ظهر من خلال الرسائل، التي اطلع عليها موقعنا، الغمز من قناة “العشيرة” لثني المنظمة عن رفع الصوت لإنقاذ ابتهال.

خاف من الفضيحة ولم يخف على شقيقته

من ناحيتها، لم تصمت تمارا عامر أمام وقاحة “الإعلامي المعنف”. فردّت عليه بأنه “خاف من فضيحة المجتمع إلا أنه لم يخف على صحة شقيقته وحياتها”.

وتابعت: “إلا أن الله فضحه وفضح سلوكه العدائي والذكوري والتسلطي”.

في كل مرةٍ ترفع فيها امرأة صوتها بوجه الفساد الأبوي والظلم الذكوري، تحشد المجتمعات الأبوية أدواتها العرفية والقانونية المتواطئة لإجبار الضحية للتنازل عن حقها.

أدواتٌ، جلّ ما تربو إليه حماية القوة الذكورية المستفحلة والمغتصبة لإرادة النساء. وابتهال لفرطوسي اليوم هي ضحية أشقائها والمجتمع والقانون العراقي، الذي لا يزال حتى اليوم متواطئاً مع المجرمين.

ولا يزال المعنفون طلقاء حتى الساعة، ويتجرأون على توجيه جام ذكوريتهم وحقدهم بوجه كل من يكشف ظلمهم وتسلطهم وتعدّيهم على شقيقتهم.

فمن يحمي النساء في ظل هذه الأنظمة القانونية المتواطئة مع الأعراف الذكورية والمتخاذلة عن حمايتهن ومعاقبة المعتدين عليهن؟

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد