أرواح ضحايا جريمة أنصار بانتظار العدالة
لعدم التهاون في الحكم القضائي "كما حدث في جرائم أخرى بحق النساء"
“كلمة وحدة وما مننلام، ما بدنا إلا الإعدام”. بهذه الكلمات عبّر أهالي وأصدقاء/صديقات ضحايا جريمة أنصار (جنوب لبنان) المروعة، عن حرقتهم/ن، “التي لم ولن تنطفئ”.
فبعد مرور ما يزيد عن 4 أشهرٍ على الجريمة النكراء، التي ارتكبها المجرمان حسين فياض وحسن الغناش، نفذ مجموعة من المواطنين/ات اللبنانيين/ات “وقفة تضامنية لإحقاق الحق” أمام قصر العدل في بيروت.
وشدد المجتمعون على المطالبة بتحقيق العدالة لأرواح الضحايا الأربعة في جريمة أنصار_جنوب لبنان؛ باسمة عباس وبناتها ريما، تالا، ومنال صفاوي.
من أمام قصر العدل، تعالت الأصوات المختنقة والغاضبة بوجه الجور والظلم الذي أحاق بثلاث فتيات ووالدتهنّ، في ظلّ تهاونٍ فاضحٍ بحيواتٍ النساء وموتهنّ. ظلمٌ لم يتجسد بقتلهنّ بدمٍ باردٍ فقط، بل تعدى ذلك إلى الإهمال الأمني والقضائي لدى اختفائهن من ناحية، والأحكام الذكورية المسبقة التي سرعان ما وجدت أرضها الخصبة قبل العثور على جثثهنّ.
“المجرمان طبيعيان ونفّذا الحكم عن سابق إصرار وترصّد”..
لعدم التهاون في الحكم القضائي “كما حدث في جرائم أخرى بحق النساء”
أكثر ما يخيف المجتمعون أن “لا يكون الحكم القضائي بحجم الفجيعة، أو أن يخفف من وقعها، ككثيرٍ من الجرائم التي طالت النساء”، بحسب إحدى المتظاهرات/ين. في حين شددوا/ن على مطالبتهم بـ”الإسراع في الإجراءات القضائية وعدم التهاون فيها كما حصل في جرائم أخرى بحق النساء“.“هذا ما يحدث عادةً في قضايا قتل النساء؛ إهمال، تبرير، واختلاق روايات”، أسفت “س. ش.” إحدى المتظاهرات لواقع الفتيات والنساء الظالم في مجتمعاتنا، في حديثها لشريكة ولكن. وعبّرت عن استيائها من “الأحكام المجتمعية التي ترافق قضاياهن من جهة، والتبريرات التي تُمنح للقتلى سواء تلقائياً أو بشكلٍ ممنهج بمساعدة الأعراف الذكورية”.
تبريراتٌ يخاف المجتمعون “أن تؤثر على الحكم القضائي، و/ أو تساعد في إصدار حكماً تخفيفياً”، في حين أن الجريمة ثبتت على المجرمين الموقوفين. خصوصاً في ظل محاولة ترويج البعض لمزاعم “معاناة المجرم حسين فياض من الاضطرابات نفسية”.
“المجرمان طبيعيان، نفذا جريمتهما على سبق الإرادة والتصميم، ومطلبنا هو إنزال أقصى العقوبة بحقهما، وعدم الأخذ بأي تبريرٍ قد يغبن الضحايا المظلومات حقهن”، قالت ناهدة عاصي لشريكة ولكن.
“إنهن كبناتي.. رافقتهن منذ ولادتهن.. أريد حق بناتي، ليس فقط من القضاء فقط بل من المجتمع الذي تجرأ على اختلاق الروايات المهينة بحقهن قبل العثور على جثثهن”، اختصرت ناهدة، الجارة المفجوعة بمقتل الفتيات الثلاثة ووالدتهنّ، المشهد الذكوري الذي يطبع حياة النساء والفتيات، ويتّبعهن حتى في أحلك المواقف، في المجتمعات الأبوية.
المحامي بسام عباس: نطالب رئيس الجمهورية بتوقيع مرسوم استثنائي لتنفيذ الإعدام
من ناحيته، أكد المحامي بسام عباس لشرييكة ولكن، وهو شقيق الضحية باسمة عباس والدة الفتيات، أن “كل المعطيات القانونية، بحسب مجريات التحقيق واعترافات القاتل، تدل على أنه هو من ارتكب الجريمة عن سابق إصرار وتخطيط وترصّد. كما أنه لم يبد أي ندم على ارتكاب الجريمة”.
وإذ أشار إلى أنهم أمام “3 مراحل قضائية؛ جلسة استجواب، من ثم يتم تحويلها القضية إلى الهيئة الاتهامية، ومن ثم إلى الجنايات”، لفت إلى “حصولهم على وعد بأن تحصل هذه المراحل الثلاثة بشكلٍ سريع في القضاء، وأن لا يكون هناك فاصل زمني طويل بين المراحل”.
وفي حين استرجع الأحداث المفجعة التي “أبادت عائلة بأكملها في واحدة من أبشع الجرائم بحق النساء”، أضاف: “نحن بانتظار صدور الحكم والذي نرتقب أن يكون الإعدام”.
وإذ أوضح أن “قرار الإعدام جاهز”، تمنى “على كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير العدل أن يوقّعوا على مرسوم استثنائي لتنفيذ حكم الإعدام”، إذ أن الدولة اللبنانية سبق أن وقّعت اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تنص على توقيف تنفيذ حكم الإعدام.
وأكد عباس “العزم لإجراء سلسلة من الوقفات التصاعدية إلى حين البت بالحكم في القضية”.
من جهته، شدّد زكريا صفاوي، والد الفتيات الثلاثة على مطلب الإعدام.
وإذ أكّد أنهم “منذ البداية لم نتحرك إلا تحت سقف القانون، ووضعنا ثقتنا بالقضاء اللبناني”، قال إنه “ما من سبب لعدم تنفيذ حكم الإعدام نسبةً للطريقة الشنيعة التي قتلت بها بناتي ووالدتهنّ بدمٍ بارد”.