إميلي نصر الله .. الوهج النسوي في آدابنا ولو طال الغياب

من بيروت .. إلى جميع النساء

يمكن اختصار التزام الأديبة اللبنانية الراحلة إميلي نصر الله في اقتباس من مذكراتها “عالبال”:

“حين أتحدث عن المخاوف التي كانت تحيط بي، وتحدّد سلوكي، فلكي أشير إلى طبقات القمع، والتحجيم التي تتراكم فوق هامة الكيان الأنثوي، في مجتمعنا، منذ أن تفتح البنت عينيها على الوجود. وهي إذا قدّر لها، في ما بعد، أن تنهض منها وتقاوم، فقد تمضي عمرها وجهدها، وقد تنفق عصارة علمها، في محاولة تفكيك تلك التعقيدات التي لم تولد معها وفي تفسيرها وفهمها، ولا هي في الطبيعة البشرية، بل متوارثة من ترسبّات وتقاليد، وقيم تتوارثها الأجيال”.

السنة الخامسة لغياب إميلي نصرالله

 

في الذكرى الخامسة على رحيلها، نحيّي أديبة الالتزام، والثبات، والكلمة الحرة والتقدميّة، اللبنانية إميلي نصر الله.

قلم وحضور يصحّ بهما القول: “يد حديديّة تحت قفازات مخمليّة”.

كانت نشأتها قرويّة، في قرية الكفير الجنوبية، ثم انتقلت إلى بيروت، في أواخر الخمسينيات، حين كانت المدينة مرجعاً للحراك السياسي والنقابي والنسوي.

دخلت إميلي معترك الصحافة، وصنعت لنفسها مساحةً أدبيّة مرموقة، من مفردات ذلك الزمن.

كانت كاتبة غزيرة الإنتاج. نشرت روايات وقصص الطفلات والأطفال، والقصص القصيرة التي تتناول مواضيع الأسرة، ومجتمع القرية، والحرب والهجرة، وحقوق النساء.

وكانت الأخيرة خيطاً موضوعاتياً تكرّس عبرها وعبر معاصراتها، ممن شكلن طلائع الكتابة النّسائية.

بينما نذكر من هؤلاء نوال السّعداوي، ولطيفة الزيات من مصر، وسميرة عزّام من فلسطين، وكوليت خوري من سوريا، وليلى بعلبكي من لبنان.

اميلي نصرالله

“الشرف” ومسائل نسوية أخرى

كانت إميلي نصر الله من أوائل الكاتبات اللبنانيات اللواتي أثرن مسألة “الشرف”، وارتباطها بوهم “العذرية”، منذ باكورتها الروائية “طيور أيلول”، ثم “الجمر الغافي”

واصلت نضالها بالكلمة الجميلة المؤثّرة، مع اقتناعٍ تامّ بأن الرجال يبقون حبيسي الموروث، ما لم تتحرّر النساء.

ونذكر من أقوالها:

“إذا لم تكن سعيداً ومتخلّصاً من مشاكلك، فستعجز عن مساعدة الآخر. المرأة كانت – وما تزال – غارقةً في مشاكلها، لذا لم تقْدر أن تقول للرجل إنه أيضاً بحاجةٍ إلى التحرّر؛ فهو ما زال يقمعها، في وصفه “سيّدَها”.

وهذا ما يستحضر اليوم وصفها لـ”الحالة” الأدبية النسائية التي كانت تجسّدها.

فهي تستمدّ من جذورها القرويّة سبب وجودها، للدفاع عن المهمّشات/ين في مجتمعها، ملتحمة بالقيم الكونيّة:

“عندما أرخيت من يدي المحراث، أمسكت بالقلم لأواصل الحراثة والغرس، على رجاء أن تنقل كلماتي ما يختزن صدري، من محبة، ودعوة لأجل السلام والحرية”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد