28 أيار/ مايو.. اليوم العالمي للدفاع عن الحقوق الجنسية والإنجابية

في مثل هذا اليوم 28 أيار/ مايو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للدفاع عن الحقوق الجنسية والإنجابية.

فمنذ ما يزيد عن 30 عام، يمثّل هذا اليوم مناسبةً للمدافعات والمناضلات من أجل حق النساء والأشخاص بالسيادة على أجسادهن وإنجابيتهن، للترافع عن هذه القضية حول العالم.

كما يعتبر مناسبةٌ لرفع الصوت عاليًا، للتأكيد أن الهجوم على الحقوق الإنجابية والجنسية هو هجوم على حق الحياة نفسها.

فيكون فرصة لمراكمة الوعي بأهمية حصول جميع الأشخاص على حياة جنسانية وإنجابية عادلة، تحترم كيانهنّ/م وتعطيهنّ/م الخيار للتصرف فيها.

هذا اليوم مناسبة لإزعاج السلطة الأبوية والنضال من أجل الصحة الإنجابية والعدالة الجنسانية كما هي: حقوق غير قابلة للتجزئة أو المساومة.

ولا يمكن للقوانين الأبوية القمعية والخصخصة الرأسمالية أن تمنع النساء من هذا الحق أو من حقهن في ممارسة سيادتهن على أجسادهن.

لكنها تساهم في أن يعشنها في جوٍ من العنف والخوف والقمع.

على مدار السنوات، كان هذا اليوم هو مناسبة لإزعاج السلطة الأبوية حول الحقوق المشروعة، والنضال من أجل الصحة الإنجابية والعدالة الجنسانية كما هي: حقوق غير قابلة للتجزئة أو المساومة.

الحقوق الجنسية والإنجابية معركة أجيال

دائماً ما يستخدم الوصم ضد الحركات النسوية عندما تناضل لأجل الحقوق الجنسية والإنجابية تحت شعار أنها تنشر الفساد وتحرّض النساء.

نناضل لأجل سيادة النساء وجميع الأشخاص المضطهدات/ين من الأبوية على أجسادهن/م والحصول على الخدمات الصحية بعدالة ودون تمييز.

لكن عبر التاريخ، لم تخضع النساء -مهما كان الثمن- لمحاولة التحكم في أجسادهنّ. فغامرن وخضن تجارب جنسانية متعددة، واخترعن طرقًا مختلفة للاعتناء بصحتهن الإنجابية بما فيها الإجهاض.

كما تناقلن المعارف عبر الأجيال حول الطرق التي تمكنهنّ من النجاة، في ظلّ عالمٍ أبوي يهمش صحتهنّ الإنجابية والجنسية ويجهّلهن عنها.

لذلك، استلمت النسويات مشعل الدفاع عن هذه الحقوق. إذ لم يكن سرًا أننا نناضل لأجل سيادة النساء وجميع الأشخاص المضطهدات/ين من الأبوية على أجسادهن/م والحصول على الخدمات الصحية بعدالة ودون تمييز.

إن الحقوق الجنسية والإنجابية هي قضية نسوية رئيسية. وتعني، بكل صراحة، أن للجميع الحق في تحديد مصائر أجسادهن/م والتصرف فيها دون قيد أو سلطة وعنف.

كما يُركز النضال النسوي دائمًا على توفير الخدمات الصحية بشكلٍ مجاني وغير مقيد لجميع أفراد المجتمع. وكذلك، وقف تهميش صحة النساء وحاجتهن للحصول على خدمات الصحة الإنجابية بما فيها الحق في توفير الإجهاض الآمن والمجاني. وأيضًا، الحق في الأمومة والخدمات الصحية.

وذلك، وفق معرفة طبية غير متحيزة جندرياً ضد النساء المطابقات للجندر، أو ضد النساء العابرات.

معاً ضد خصخصة الصحة والسلطة الأبوية

اليوم، ككل يوم، نقف ضد خصخصة الصحة، وتهميش صحة النساء الإنجابية والجنسية.

حيث تواصل الرأسمالية، ونموذجها الأحدث النيوليبرالية، الهجوم على القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم، وتخصخصها.

تكون النساء والفئات المهمشة ضحية هذا الاضطهاد الطبقي بشكلٍ أكبر. حيث يتم حرمانهنّ من الخدمات الصحية الإنجابية والجنسية، ويجري تعريضهن لخطر الموت والأمراض.

تتعرض النساء يوميًّا للعنف من المنظومة الطبية. مثل عنف التوليد والختان والأخطاء الطبية، ومنع الحق في الإجهاض، والإهمال الصحي. بالإضافة إلى لا مجانية الفوط الصحية وموانع الحمل. تواجه النساء الخطر والموت والعنف كل يوم.

تعاني النساء أيضًا من هيمنة النظام الأبوي على المنظومة الطبية. حيث تسود قيم الذكورية والتحيّز الجنسي التي تنظر لأجساد النساء بدونية في هذا القطاع.

قطاع الصحة هو قطاع خدمي. يجب أن يتحلّى بالاستقلالية، وخدمة الأفراد بغض النظر عن النوع الاجتماعي والميل الجنسي والفروقات الفردية. إلا أنّه من النادر معاملة النساء فيه وفقًا لذلك. وكنتيجةٍ، يصطدمن بقيم أسطورة “البكارة”، والقوانين الذكورية كتجريم الإجهاض في المستشفيات.

مثلًا، مَن تحتاج إلى تحليل مسحة عنق الرحم، ملزمة بأن تكون متزوجة أو سبق لها الزواج. ويتم طلب موافقة الأزواج في حالاتٍ كثيرة تتعلق بأجساد النساء، كاستئصال الرحم أو قرار يتعلق بحقهنّ الإنجابي.

هذا بجانب الاستهتار والاستهانة بأمراض النساء وصحتهن. مثل إهمال الأبحاث والخدمات المتعلّقة بالصحة الإنجابية بشكلٍ عام، والدورة الشهرية بشكلٍ خاص.

شاهدنا الطب يتطوّر ويأخذ منحى تاريخيًا في البحوث العلمية والدوائية. لكنه، حتى اللحظة، يقف عاجزًا متغافلًا عن توفير خدمات صحية للدورة الشهرية وآلامها. أو إنتاج موانع حمل بمضاعفاتٍ صحيةٍ أقل. أو إيجاد بدائل أخرى موجّهة للرجال، لأن منع الحمل ليس مسؤولية النساء فقط.

نشهد يوميًا تعرض النساء للعنف من المنظومة الطبية. مثل عنف التوليد والختان والأخطاء الطبية، ومنع الحق في الإجهاض، والإهمال الصحي. بالإضافة إلى لا مجانية الفوط الصحية وموانع الحمل. تواجه النساء الخطر والموت والعنف كل يوم.

يستمرّ النضال من أجل عدالة صحية وإنجابية رغم صعوبة المعركة..

في كل مكان، تواصل المجموعات النسوية نضالها ودفاعها عن العدالة الإنجابية والجنسية.

نضالٌ يشق طريقه، رغم عنف الدولة وقوانينها والعنف الأبوي الذي يستهدفهنّ من المؤسسات الاجتماعية والدينية والرأسمالية.

ستنتصر النساء أينما كنّ ضد السلطة الأبوية.

ومع سن قوانين معادية لحق النساء في السيادة على أجسادهن واستفادتهن من الخدمات الصحية، أو الهجوم على أخرى تحمي حقوق الجسد، تستمر المعركة.

وهذا الاستمرار حتمًا سيؤدي إلى انتصار. مثلما انتصرت النساء في الأرجنتين ضد السلطة الأبوية المجرّمة للإجهاض الآمن.

ومثلما ستنتصر النساء أينما كنّ ضد السلطة الأبوية.

سيعشن كما ينبغي لهنّ، متمتعات بحقوقهن المشروعة في الصحة، والأمان، والسيادة على المصير والجسد والحياة.

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد