جبران باسيل يحرّض على الأفراد الكوير من قارّة إلى أخرى

التحق جبران باسيل بركب التحريض على الأفراد الكوير، وبثّ الكراهية نحوهنّ/م. وكان رئيس التيار الوطني الحرّ قد عبّر عن رهابه تجاه المثلية في كلمة ألقاها خلال وجوده في العاصمة الهنغارية، المجر.

قيم الأسرة.. الهيكل الفضفاض

لم يكتفِ باسيل بالدافع الأساسي الذي ذهب به إلى المجر، وهو توقيع اتفاقية توأمة بين البلدين، إذ تمحور حديثه حول الانتماء الديني، والولاء السياسي المرتبط به.

واستطرد في تعداد النمطيات الفكرية التي يسعى للتمسّك بها، وفرضها على الأفراد، والجماعات. من التأكيد على التمسّك بالـ “هوية” المسيحية السياسية، وصولًا إلى “قيم الأسرة”.

والتي تعتبر الباب الأنسب الذي يدخل منه جميع المحرّضين، إلى محفل رهاب المثلية السياسي والديني والاجتماعي.

فقد اعتبر باسيل أن رسالته هي “احترام لقيم العائلة والحفاظ عليها، فهي أساس لكل مجتمع”.

ولم يوفّر فرصة للتحريض على الفئات المهمشة التي اعتاد صب اللوم عليها في فشله وحكومته بإدارة البلاد. فأتى على ذكر اللاجئات/ين السوريات/ين، واصفًا وجودهنّ/م في لبنان بالـ “مؤمراة لاقتلاع الشعوب من أرضها وزرعها في أرض شعوب أخرى”.

 

وتشكّل هذه التوليفة التحريضية من استهداف اللاجئات/ين، والأفراد الكوير الركيزة الأساسية للخطاب الباسيلي الذي يلجأ لبثّ الكراهية لتحويل المشاكل عن مسببها الأساسي.

فيبدو المشهد وكأنه يحاول إشغال الأفراد ببعضهن/هم حتى لا يلتفتن/وا إلى ضرر سياساته ونهبه على مؤسسات الدولة والمجتمع.

ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الخطابات يساهم برفع مستوى العنف تجاه الأفراد الكوير، سواء داخل المؤسسات التي لا تراعي وجودهن/م بالأصل. أو حتى في “المجتمع” القائم على امتدادات السلطة.

جبران باسيل ليس الأول ولكن يكون الأخير

رغم أن ما قاله باسيل يعدّ خطرًا لناحية التحريض والعدائية تجاه فئة مهمشة، إلا أنه لم يكن السبّاق إلى ذلك.

فقد سبق وأن اطلّ حسن نصر الله زعيم حزب الله في كلمة خلال عاشوراء، داعيًا لقتل الكوير علانيةً.

وتهافت الساسة اللبنانيون بعدها لتأكيد اتفاقهم معه، حتى وإن كانوا يختلفون في كل شيء، فإن كراهية المهمشات/ين تجمعهم.

يذكر أن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي اتّخذ قرارًا بسحب لعبة “الأفعى والسلم” من مواد المدارس الصيفية اللبنانية بذريعة وجود ألوان قوس قزح في اللعبة.

واعتبر الحلبي أن هذا “ترويج للمثلية” وأن عليه حماية الطفلات/ الأطفال منه. لكنّ المنظومة التعليمية المنهارة بأكملها، وحوادث تعنيف واغتصاب والتحرش بالطفلات/ الأطفال لم تثر حفيظة الوزير، ولم يحرّك لأجلها ساكنًا.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد