لبنان.. اقتحام عيادة للصحة الجنسية والإنجابية والسبب رهاب المثلية
ممنوعٌ أن تكون “العادة عادي”..
تحت هذا الشعار اقتحمت مجموعة من “حرّاس الأخلاق العامة” مركزًا متخصّصًا بالصحة الجنسية والإنجابية وتابعًا لمنظّمة “مرسى”داخل مستشفى “الرحمة” في طرابلس.
وبذريعة الترويج للمثلية الجنسية، استجوب المقتحمون الطبيبة المسؤولة في المركز، ووجّهوا تهديداتهم لها أثناء اضطرارها للتعامل معهم وحدها وسط غياب تام للقوى الأمنية.
وحمَل هؤلاء كاميرتهم لدى تنفيذ عملية الاقتحام، وبدأوا جولتهم الترهيبية داخل المركز الطبّي للتفتيش والبحث عن “أدوات وعناصر الترويج للمثلية الجنسية”، على حد تعبيرهم.
بسبب هؤلاء المتطرفين سيتم حرمان المئات من الأفراد من الخدمات الصحية الجنسية والإنجابية المجانية، خدمات يحتاجها الجميع ويحصل عليها الجميع دون استثناء.
تحية لشجاعة الطبيبة ومناقبيتها ومهنيتها. https://t.co/zTGj1l1WiP— ضوميط القزي دريبي (@Doumit_Azzi) September 17, 2023
ومن بينها، كان إعلان توعوي عن الدورة أو العادة الشهرية كما يطلق عليها في بعض الأحيان، يحمل عبارة “العادة عادي”. فاعتبروا أنّها تروّج للعادة السريّة. علمًا أن الأخيرة ممارسة جنسية طبيعية وهي حقٌّ للجميع.
كذلك وجدوا عدد من الواقيات الذكرية أو “الكوندومز” التي توزّعها وزارة الصحة اللبنانية على المستشفيات والمراكز الطبية. قبل أن يضعوا يدهم على “الألوان” في الكتب والمنشورات.
على الرغم من سخرية الأمر إلا أن خطاب الكراهية المتصاعد مؤخرًا ضد الأقليات الجندرية في لبنان، من ضمنهم المثليات/ين والعابرات/ين، بدأ يوجّه سهامه ضد الصحة الجنسية والإنجابية والتي هي حقّ من حقوق الإنسان والنساء، تصونه الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية.
هذا بالإضافة إلى الشرعية الخطيرة التي قد يعطيها لنفسه أي كاره يعاني من رهاب المثلية والعبور الجندري لمنع عمل المؤسسات لا سيما المستشفيات والعيادات. وذلك تحت سقف خطاب الإلغاء الذي تشنّه السلطة اللبنانية منذ أشهر بكافة الوسائل ضد الفئات الأكثر تهميشًا.
في السياق، أصدرت منظّمة “مرسى” بيانًا على خلفية الاعتداء. أكدت فيه على التزامها بالعمل على توفير الفحوص الطبية والمعلومات التوعوية.
وقالت إنه “من حقّ كل إنسان الوصول إلى الخدمات الصحية مثل الفحوصات الطبية والمعلومات التوعويّة، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة اللبنانية وباتباع توصيات منظمة الصحة العالمية”.
View this post on Instagram
من جانبه، أصدر البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في وزارة الصحة، بيانًا أكد فيه تعاونه مع “مرسى” وجمعيات أخرى لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيًا عبر إجراء الفحوص اللازمة وتوزيع الواقيات الذكرية بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي في قضايا الاعتداءات الجنسية.