تقييد حرية التعبير والنشر بمنع الكتب في السعودية والإمارات
تتجّه حرية التعبير والنشر في المنطقة الناطقة بالعربية نحو التقييد والتضييق والمنع يومًا بعد يوم، بفعل الأنظمة الديكتاتورية التي تحكم هذه البلاد.
وقد منعت كل من السلطات الإماراتية والسعودية على حدّ سواء، كتابًا ورواية.
كان الكتاب للصحافية دلال معوض بعنوان “كل ما خسرت”، أما الرواية فحملت اسم “رواية 4 آب” للكاتبة ستيفاني عويني.
كتاب كل ما خسرت ممنوع في الإمارات
وظهرت الصحافية دلال معوّض في مقطع مصوّر توضّح فيه أن السلطات الإماراتية منعت كتابها الذي يحمل عنوان “كل ما خسرت”.
وجاء المنع لأسباب سياسية بذريعة وجود جملة فيه -حسب المتداول- تفيد أن “حزب القوات اللبناني مدعوم من السعودية والإمارات”.
ويوثّق الكتاب الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان على لسان نساء ناجيات، كما يحاول خلق ذاكرة جماعية للبنانيات/ين حول تفجير مرفأ بيروت. والذي بات يعرف بجريمة العصر تحت اسم تفجير 4 آب عام 2020.
وكانت السلطات الإماراتية قد ادّعت اتخاذ إجراءات للتخفيف من الرقابة، لكنّها تشبه الخطوات التي تقوم بها الأنظمة القمعية لمحاولة تلميع صورتها.
وثبت زيف الادعاء من خلال منع كتاب الصحافية دلال معوض بسبب الجملة المذكورة، إذ يمنع نشر أي كتاب دون ترخيص، الأمر الذي يقيد حرية النشر والتعبير بموجب قانون النشر والمطبوعات.
رواية 4 آب ممنوعة في السعودية
واقتداءً بنظيرتها الإماراتية، منعت السلطات السعودية السبّاقة للقمع والاضطهاد، رواية 4 آب لكاتبتها ستيفاني عويني، وذلك بذريعة وجود علم الأفراد الكوير على غلافها.
وصلني خبر منع روايتي #رواية_٤اب من العرض في #معرض_الرياض_للكتاب 2023،لأن غلاف الرواية يحتوي على علم #المثلية
هذا القرار مرفوض لأنه بمثابة رقابة على النشر وتقييد لحرية الفكر. ولكنني سأعتبر هذا المنع بمثابة وسام على صدري إنه وسام فخر لأنني كاتبة أقوم بدوري في المجتمع بكل جرأة pic.twitter.com/LZ10zABJh2— Stéphanie oueiny (@StephanieKhou18) September 28, 2023
وتتناول الرواية موضوعات عدّة من داخل المجتمع اللبناني كالعلاقات التي تجمع ثنائيًا من دينين مختلفين، والمثلية الجنسية داخل المجتمع، وقضايا النساء الثائرات وغير المنجبات.
بالإضافة إلى التطرّق لموضوع تفجير 4 آب الذي ما تزال آثاره المدمرة على الاقتصاد والمجتمع مستمرة حتى اليوم.
حرية التعبير تشهد ارتدادًا خطرًا
تأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة متتابعة تنتهجها الأنظمة لإعادة فرض سيطرتها على الشعوب التي باتت تتبادل المعرفة والوعي عبر الفضاءات الرقمية.
وهو ما دفع هذه السلطات إلى تشييد القبضة على المظاهر الثقافية، والتي تعدّ الكتب أوضحها، خصوصًا أن هذه الكتب كانت من نتاج نسائي ما يعني أن الشعور بالتهديد يكون أشد وأكبر.
من جهة أخرى، لا تعتبر هذه الإجراءات مستغربة عن سلطات النظام السعودي التي تعتقل الشابات وتحكمهنّ بالسجن أعوامًا كعقاب على تغريدة، كما فعلت مع الشابة منال الغفيري، أن تمنع رواية لامرأة بذرائع أخرى.
ولا على سلطات النظام الإماراتي التي تضطهد العاملات، وتعتقل الناشطات، أن تمنع كتابًا يهدد أبويتها. خصوصًا في ظل الغسيل الوردي الذي يمارسه النظامان لإظهار نفسيهما على أنهما رعاة للثورة والحداثة في المنطقة.