الخروج من جحيم السجون الصهيونية.. شهادات جديدة حول التحرش الجنسي والتعذيب
كشف تقرير جديد للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن شهاداتٍ مؤلمة حول تعرض معتقلين ومعتقلات من قطاع غزة للتعذيب الوحشي، بما فيه التحرش الجنسي والتعرية والتهديد باغتصاب عائلاتهن/م.
وأوضح التقرير، الصادر بتاريخ 5 شباط/ فبراير الجاري، تلقي المرصد لشهادات من المعتقلات/ن المفرج عنهن/م حديثًا. تحدث/ت خلالها الناجيات/ون عن جرائم وانتهاكات قاسية مارسها جنود الاحتلال الصهيوني ضدهن/م. إذ تعرضن/وا لأساليب تعذيب وحشية وانتقامية، شملت الضرب وإطلاق الكلاب تجاههن/م، وشبحهن/م لساعات طويلة، وتعريتهن/م من ملابسهن/م بشكلٍ كامل، والتحرش الجسدي من الجنود والمجندات. بالإضافة إلى حرمانهن/م من الطعام والذهاب لدورات المياه.
كما أكد وفاة معتقلين اثنين داخل سجون الاحتلال داخل معسكر “سديه تيمان”، أحدهما مبتور القدم.
التحرش الجنسي كسلاح حرب صهيوني
فضحت الشهادات استخدام الاعتداء الجنسي كسلاح حرب من جنود الاحتلال ضد المعتقلات.
إذ كشفت شهادات الناجيات من جحيم المعتقل تعرضهن للتحرش جنسي مباشر، من جنود الاحتلال. بما في ذلك وضع أيديهم على أعضاء خاصة، وإجبارهن على التعري وخلع الحجاب.
جدير بالذكر بأنه خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير نُشرت عدة مقاطع وصور لمعتقلين/معتقلات من غزة ينقلون في شاحنات وهم عراة ومعصوبي الأعين. كما تواترت بعد ذلك الصور التي تثبت استخدام الاحتلال لأدوات الاعتداء الجنسي والإذلال الجسدي كأساليب تعذيب.
ووجّه الجنود كذلك تهديدات بالاغتصاب لمعتقلات ومعتقلين وذويهم، في إطار عملية التعذيب والابتزاز لإجبارهن/م على الإدلاء بمعلومات عن آخرين.
الإذلال لإثبات التفوق والقوة
تعرض المعتقلين الرجال، بحسب التقرير، للتعرية والتحرش الجسدي والتعذيب لساعات. بما في ذلك ظهورهم مقيّدون ومجبرون على الجلوس على الأرض في وضعٍ مهينٍ وسط قفص حديدي يشبه أقفاص احتجاز الحيوانات. وذلك في تماهٍ مع ما سبق إعلانه على لسان وزير الدفاع الصهيوني بأنهم يتعاملون مع الفلسطينيات/ين في غزة كـ “حيوانات”.
كما انتشرت لقطات ومقاطع تصوّر بعض الأسرى الرجال وهم مقيدون دون ملابس، معصوبو الأعين ويقف مقابلهم جنود الاحتلال. في إشارةٍ خبيثة لإثبات التفوق والقوة. ما يؤكد أن هذا الكيان الإرهابي يتباهى بفرض السيطرة والقوة على سكان القطاع بأساليب جبانة وإرهابية.
وبيّن الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال يعمد إلى استخدام الاعتقال والتعذيب بشكلٍ ممنهج تجاه سكان قطاع غزة. ويعرضهن/م للمعاملة القاسية والحاطة من الكرامة، ويمارس مختلف أساليب الإذلال والانتقام. بالإضافة إلى إجبارهن/م على الهتاف لإسرائيل، وسب وشتم فصائل وشخصيات فلسطينية.
وأكد بأن “بعض المعتقلين تعرضوا لمساومات وعمليات ابتزاز من أجل التعاون مع الجيش والشاباك الإسرائيلي، مقابل التخفيف من تعذيبهم أو الحصول على بعض ما أسميت الامتيازات والإفراج عنهم”.
وفيما يخص رصد العدد الدقيق للمعتقلين/المعتقلات من قطاع غزة، كشف التقرير بأنه لا توجد معلومات كافية عن عددهن/م، سوى ما أعلنه جيش الاحتلال مؤخراً، بأن عدد المعتقلين/المعتقلات يبلغ 2300. بينما تشير التقديرات إلى أن العدد من واقع شهادات المفرج عنهن/م أكبر من ذلك بكثير، وقد يصل إلى عدة آلاف.
نرى بوضوح تواتر الشهادات والصور التي تثبت وحشية هذا الكيان، وتلذذه بإخضاع أهل غزة وإذلالهن/م. وكأنه لا يكفيه كل ذلك القصف الوحشي بل يعمد لأساليب إرهابية مثل التعذيب والاعتداء الجنسي، ظناً منه أنها كفيلة بالوصول إلى نهاية للمقاومة ورفض الاحتلال في غزة.
عبثاً يحاول هذا الكيان الإرهابي، فكلما اشتد بطشه نمت المقاومة والرغبة في التخلص منه في قلوب جميع الفلسطينيين/ات.
كما أنه ليس من المفاجئ أن يستخدم الاحتلال الصهيوني الاعتداء الجنسي كسلاح حرب ضد الفلسطينيين والفلسطينيات، أو يمعن في تعذيبهن/م بشكلٍ انتقامي يذكر بحقيقته ككيان إرهابي ودموي.
لكنه تذكير منا لكل من اختار أن يكمل حياته ويغض الطرف عن هذه الجرائم بأن حيوات أهل غزة ستظلّ مهمة وأن آلامهن/م لابد وأن تكون آلام الجميع.